قال أستاذ الطب النفسي بجامعات أمريكا الدكتور عصام الخواجة في تدوينه له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: إن هناك شيئا خطيرا جدا في طريقة التفكير يسمى المنطق المعتمد على المشاعر والتفكير بالتمني، والذي اسميه أنا منطق ليلى مراد أنا قلبي دليلي قال لي حتحبي" حيث شعرت ليلي مراد انها ستقع في الحب فوجدت أنور وجدي أمامها فأحبته، وبالطبع فإن الفيلم لم يرو لنا ماذا حدث في حياتهم بعد ان وقعوا في هذا الحب السريع والذي حدث من أول نظرة". وأضاف الخواجة، "أن هذا الخلل في التفكير هو أن يفكر الناس وتخطط بمشاعرها وبما يتمنون او يعتقدون انه سيحدث، موضحا أنه يوجد في العيادة النفسية علاج جماعي يعلم الناس كيف يتجنبون طريقة التفكير هذه وطرق التفكير والادراك الخاطئة الأخري...!!! مشيرا إلى أن ما يسميه منطق ليلي مراد يسبب مشاكل كثيرة في العلاقات الزوجية والأسرية والاجتماعية فتجده مثلا في زوجة تقول "انا حاسه انك بتعاملني زي أبويا بالظبط" فهي من البداية ودون ان تدري قد جعلت علاقتها بزوجها شبيهة بعلاقتها السيئة بأبيها..... أو أم تقول "انا حاسة ان ابني عبقري بس عيون الناس هي اللي صابته ياعين امه" فهي هنا لا تحاول تحاول ان تصلح من مشاكل ابنها بل تزيدها تعقيداً.... او رجل يخرج غاضبا من بيته بعد خناقة مع زوجته قائلا "انا عارف ان النهارده يوم اسود وحيحصل لي مصيبه.... وفعلا تحدث له حادثة بسيارته ثم يلوم زوجته ويقول لها مش قلت لك انتي السبب في كل البلاوي اللي بتحصل لي وهو لايعلم ان غضبه الشديد والذي يمنعه من التركيز وشخصيته (وليس زوجته) السبب في كل ماحدث له". وأكد الطبيب النفسي انه عندما تسود طريقة التفكير هذه يصبح لدينا ما يسمى بالإنحياز المعرفي والإدراك الانتقائي فنري مايوافق مشاعرنا فقط ونتغاضي عما يخالفها ونتمادي في هذه العملية حتي يصبح التفكير كله بالتمني وتري ذلك علي الفيسبوك بوضوح شديد ويكثر فيه قراءة المستقبل قراءة وهميه خاطئة ويكثر فيه أيضا مايسمي "النبوءة ذاتية الحدوث علي طريقة اللي يخاف من العفريت يطلعله (دون ان يعلم الانسان انه هو نفسه اكبر صانع للعفاريت في العالم وان أكبر عائق لتقدمه ليس العفاريت وانما هو نفسه بشحمه ولحمه ....!!!. ويجب أن يعلم للناس انهم إذا أرادوا ان ينضجوا وينجحوا وتزداد كفاءتهم وتتحسن علاقاتهم بأزواجهم وأسرهم وأصدقائهم وزملائهم في العمل.... مهم جدا ألا تسود طريقة التفكير هذه في حياتهم.... وان يكون التفكير والتخطيط والتعامل بين الناس مبني علي الحقائق وليس الأماني وان يكون الانسان مسؤولا مسؤولية كاملة عن تصرفاته وأخطائه وان يملك نفسه امتلاكا كاملا ولايرمي أخطاءه علي غيره وان يتغير هو اولاً قبل ان يطالب الآخرين ان يتغيروا وربما إذا تغير هو تغير الآخرون تلقائيا ودون عناء..... وكما قال الله تعالي " لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ".