أكد دانيلو تورك رئيس سلوفينيا السابق مرشح بلاده لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، أهمية دور مصر. وقال: "إنها دولة محورية لتحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط والبحر المتوسط وأوروبا والعالم أجمع وفي تطوير سياسات الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب في ضوء عضويتها الحالية في مجلس الأمن الدولي "، مشيدا بجهود مصر في مواجهة الإرهاب من أجل تحقيق الأمن في المنطقة. وأضاف - في حوار أجرته معه المحررة الدبلوماسية بوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - " إن الهدف من زيارته الحالية لمصر هو عقد لقاءات مع عدد من المسئولين في مصر وجامعة الدول العربية على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري للاستماع لآرائهم المختلفة والتعرف على رؤاهم حول الأوضاع في الشرق الأوسط التي تعيش مرحلة أمنية حساسة للغاية وكذلك التطورات التي يمكن أن تشهدها في المستقبل وإيجاد حلول لهذه الأزمات". وردا على سؤال حول سعيه للحصول على دعم مصر والدول العربية لتأييد ترشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، قال تورك "إن الحصول على هذا الدعم لا يأتي من فراغ وإنما يأتي من واقع خبرته وأفكاره واهتمامه وعمله بالأممالمتحدة لسنوات عديدة وأنه لديه أصدقاء كثيرون في العالم العربي الذي يعرفون عمله وأن زيارته للقاهرة تأتي سعيا للاستماع والتعرف على الآراء التي تعد عنصرا في دعم ترشحه للمنصب وإمكانية التعاون في المستقبل في حالة نيله هذا المنصب". وردا على سؤال حول أولوياته في حالة توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة، قال إنه سوف يولي اهتماما كبيرا بمجال الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين من خلال تعزيز قدرة المنظمة الدولية في أنشطة منع النزاعات وهذا يرتكز على طرح مبادرات سياسية مبكرة والوساطة ودعم عمليات حفظ السلام لضمان عدم تدهور الأوضاع وبناء السلام في المناطق ما بعد النزاعات. وأضاف أن العام الماضي شهدت العديد من الإنجازات في مجال التنمية حيث تبني المجتمع الدولي أجندة التنمية حتى عام 2030 والاتفاق حول تغير المناخ في المؤتمر الذي عقد في باريس العام الماضي فضلا عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه حول التنمية المستدامة مشيرا إلى الحاجة لدعم خطة عمل أديس أبابا حول التنمية المستدامة. وبشأن الإصلاحات داخل الأممالمتحدة،أعرب عن اعتقاده بأهمية أن يبذل مجلس الأمن الدولي المزيد من الجهود لمنع النزاعات في العالم فضلا عن أهمية تغير نظام حفظ السلام الذي لابد أن يقوم على أساس الحصول على نصائح بعثات السلام المشاركة على الأرض بهدف ضمان مشارك المزيد من الدول في عمليات حفظ السلام وتحسين أدائها مشددا على ضرورة اهتمام مجلس الأمن بأوضاع الدول ما بعد النزاعات لضمان استدامة السلام. وردا على سؤال حول نظام التصويت وتوسيع عضوية مجلس الأمن، أعرب عن اعتقاده باستمرار نظام التصويت كما هو الحال حاليا وقال "المهم هو التوصل إلى قرارات في مجلس الأمن تحظي بإجماع وعدم استخدام حق النقض"، موضحا أن توسيع عضوية المجلس مطلب شرعي للدول ولكني لا أري الظروف الحالية مواتية لتوسيع العضوية، وقال " هناك مباحثات حول هذا الموضوع منذ فترة ولكن من الصعب رؤية تغير في تشكيل مجلس الأمن في هذه اللحظة"، مشيرا إلى أن الأمين العام والأممالمتحدة دورهما ليس كبيرا في هذا الأمر. وعن تطورات الأزمة السورية الحالية في ضوء الجهود المبذولة لاستئناف مباحثات السلام بشأنها، أكد دانيلو تورك رئيس سلوفينيا السابق مرشح بلاده لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، أهمية وقف إطلاق النار الحالي بالرغم بعض نقاط الضعف والانتهاكات التي تحدث، وأشاد في هذا الصدد بجهود المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي أكد على استمرار وقف إطلاق النار الذي يوفر أساسا لاستئناف مباحثات السلام الذي ستعقد في الايام المقبلة في جنيف. وأعرب عن أمله في أن تنجح الجولة القادمة من المباحثات في العمل على ضمان تحسين إيصال المساعدات الإنسانية بدون المعوقات والوصول إلى المحتاجين بدون قيود وهذا ما تم التأكيد عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2258 مؤكدا أهمية إجراء مفاوضات جادة بين الاطراف المعنية للتوصل إلى حل سياسي يهدف إلى تشكيل سلطة شاملة غير طائفية في سوريا ودعم وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية. وردا على سؤال حول دور الرئيس بشار الأسد، قال تورك أن مبعوث الاممالمتحدة يجري المفاوضات مع كل الأطراف بما في ذلك الأسد وهو يمثل لاعبا هاما ومن المهم دعوة جميع الأطراف ليكونوا جزءا من الحل السياسي، وأضاف إن الأممالمتحدة اتخذت قرارا بالتحرك ضد داعش العام الماضي، يشمل وقف مصادر تمويل التنظيم ومنع وصول المساعدات إليه. وردا على سؤال حول إقامة منطقة حظر طيران فوق سوريا، قال تورك أنه يترك هذه المسالة لمباحثات جنيف وأنه لا يمكن مناقشة فكرة منطقة الحظر خارج هذه المباحثات. وفيما يعلق بالأزمة الليبية الحالية، أكد تورك أهمية دعم الاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه وتعزيز دور البرلمان الليبي، وقال " إن الأممالمتحدة والمبعوث الاممي مارتن كوبلر يبذلان ما في وسعهما لتشكيل حكومة موحدة التي تعد خطوة سياسية هامة"، مشددا على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية لنحو 6ر2 مليون شخص فيها يحصلون على دعم بشكل ما... مشيدا بجهود كوبلر الذي يؤدي عملا جيدا في ليبيا - على حد تعبيره -. وتابع قائلا " إن الظروف في ليبيا تختلف عن سوريا حيث توجد مستويات أفضل في الاتصالات بين الأطراف المعنية وهذا يوفر فرصة أفضل للحل السياسي مع الوضع في الاعتبار أن الأزمة في ليبيا مستمرة منذ خمس سنوات "، موضحا أنه لا يقلل من الصعاب الموجودة ولكن علينا البناء على ما تم التوصل إليه. وحول إرسال قوات دولية إلى ليبيا، أعرب تورك عن اعتقاده بعدم توافر الظروف الملائمة لإرسال قوات دولية إلى ليبيا، وقال إنه لا يري الحكمة في ذلك في الوقت الحاضر وهذا يمكن أن يتغير مع إحداث تقدم وهذا يعتمد على التعامل مع اللاعبين السياسيين. وردا على سؤال بشأن رؤيته لحل القضية الفلسطينية، قال " إنه ملتزم تماما بحل الدولتين الذي يعد أفضل خيار لاستقرار المنطقة في المستقبل وأنه يدرك أنها ليست اللحظة المناسبة لإحداث تقدم سياسي"، وأكد في هذا الصدد أهمية تقرير جورج ميتشل لعام 2001 وخطة السلام لجامعة الدول العربية عام 2002، وقال "كلاهما لم يفقد قيمته". وحول الاستيطان الإسرائيلي، قال " بالطبع الأوضاع على الأرض غير مواتية في السنوات الماضية ولكن هناك توجه له مصداقية ولابد من إحيائه". وردا على سؤال بتطورات الأزمة اليمنية، شدد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في اليمن، وقال " إن المشكلة في اليمن معقدة بسبب الانقسامات الكثيرة ولهذا لابد من إيجاد حلول سياسية شاملة وأن الحلول العسكرية لن تنجح "، مؤكدا تفهمه لضرورة استخدام القوة العسكرية في مرحلة ما مثل كل النزاعات ولكن ينبغي أن ينخرط كل الأطراف في التوصل إلى حل. وردا على سؤال حول إجراءات عملية اختيار الأمين العام الجديد، أوضح أنه سيتم الانتهاء من عملية اختيار الأمين الجديد للأمم المتحدة بنهاية العام الجاري، ولكن لم يتحدد بعد التاريخ لهذا، وأشار في هذا الصدد إلى أن هناك 7 مرشحين حتى الآن لشغل المنصب في المراحل الأولى ثم ينخفض العدد بعد ذلك، مؤكدا أنه يتشاور مع كل أعضاء مجلس الأمن ويتوقع أقصى دعمه له.