ميزانية الإنتاج 16 مليون دولار لتصوير قصة الميلاد العذري قصة طفولة «يسوع» طبقا لرواية الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية حصلت عليها المؤلفة خلال جولة بالشرق الأوسط أنتجت هوليوود الكثير من الأفلام المثيرة للجدل التى تناولت حياة المسيح من وجهة نظر المؤلف والعاملين على الفيلم، وقد أثار فيلم «الإغواء الأخير للمسيح» الذى تم إنتاجه عام 1988، جدلا فى الثمانينيات لأنه كان يصور العلاقة بين عيسى وماريا المجدلية، بطريقة أثارت استياء الكثيرين من المسيحيين ومنع عرضه فى عدة بلاد أوروبية لدرجة أنه تم تقديم مخرج الفيلم مارتن سكورسيزى للمحاكمة فى روما. ولا تحظى الأفلام الدينية بالكثير من اهتمام السينما الأمريكية لما تتكبده من تكاليف الإنتاج الباهظة وعناء التصوير فضلا عن ضعف الإقبال على تلك النوعية من الأفلام على شباك التذاكر ما يؤدى فى النهاية إلى معادلة سلبية «ميزانية ضخمة وإيرادات ضعيفة»، ما يؤدى إلى عدم شجاعة القائمين على صناعة السينما فى الولاياتالمتحدة، اللافت أنه سيتم عرض أحدث الأفلام الدينية الأسبوع الجارى الجمعة 11 مارس والذى يعد الأول فى تناول المسيح فى مرحلة الطفولة، الفيلم تحت عنوان «المسيح طفلا» أو «The Young Messiah» ويقوم ببطولته الطفل آدم جريفز نيل، ونجوم السينما شون بين فى دور سيفيروس، ديفيد برادلى فى دور الحاخام القديم، ولى بوردمان فى دور قائد روماني، وجوناثان بيلى فى دور هيرودس، ورورى كينان فى دور الشيطان، وأجنى سكوت فى دور مريم، والأكثر غرابة فى الأمر أن الفيلم من إخراج الأمريكى الإيرانى سيروس نورسته، ويستند الفيلم إلى رواية الكاتبة آن رايس «السيد المسيح: خارج مصر». الفيلم يتناول الميلاد العذرى للسيد المسيح فى بيت لحم ما بين 2 و6 قبل الميلاد ووالدته مريم العذراء، حيث ولد فى عهد أغسطس قيصر أول أباطرة روما بعد نحو 30 عاما من حكمه وفى عهد هيرودس الأكبر والى اليهودية والذى شعر بالخطر لولادته وحاول قتله عندما أبلغه ماجوس المشرق بنبأ ولادته وهم من بلاد فارس ومادى أو إيران حاليا، حيث هى بلاد الماجوس وأخذته السيدة مريم إلى مصر بصحبة خطيبها يوسف النجار لمدة ست سنوات طافا خلالها معظم محافظات ومدن مصر بداية من سيناء حتى وفاة هيرودس، حيث عادا مرة أخرى واستقرا فى بلدة الناصرة فى مقاطعة الجليل بدلا من اليهودية خوفا من انتقام ابن هيرودس. رايس تعد من المؤلفين القلائل الذين تناولوا حياة السيد المسيح فى وقت مبكر، والتى أخذتها من خلال جولتها فى مصر والشرق الأوسط، حيث طافت 6 قارات، وبحسب ما رأته فى الكنيسة الأرثوذكسية المصرية لبعض الروايات عن طفولة المسيح فى مصر وذلك من خلال الأديرة، التى مرت عليها وأبرزها دير المحرق والذى مكث المسيح فيه طفلا لمدة ستة أشهر، وتطرقت إلى حج المسيح فى سن 12 عاما إلى القدس وعثر عليه بعد عدة أيام فى معبد يناقش الشئون مع بعض شيوخ القدس، ووفقا للأحداث فإن يسوع طفلا سيؤدى فى الفيلم ثلاث معجزات منها تحويله الماء إلى خمر. وعادة ما تتباين ردود الأفعال عن الأفلام التى تتناول الأنبياء، ولكنها فى النهاية لا تحظى بالكثير من التقييم الفنى أو الأداء ولا يصيبها إلا حالة الجدل التى تنتشر كالنار فى الهشيم فى جميع أنحاء العالم، أو كما يقول المثل المصرى «الصيت ولا الغنى» ومقابل الميزانيات الضخمة والانتقاد الواسع يكون الإقبال باهتا والجوائز نادرة، حيث وصلت ميزانية إنتاج الفيلم إلى حوالى 16.8 مليون دولار، ومن إنتاج الشركات «1492 بيكتشيرز، وسى جيه إنترتانيمنت، وهايد بارك الدولية، وبلو أوشن إنترتانيمنت»، ومدة عرض الفيلم حوالى 111 دقيقة أى ساعتين، وتدور أحداث الفيلم حول تفسير حياة يسوع البالغ من العمر سبع سنوات، الذى يحاول اكتشاف الحقيقة حول حياته عندما يعود إلى الناصرة من مصر، وقد حصل المخرج على حقوق الفيلم فى عام 2011، وكتب السيناريو مع زوجته بيتسى جيفن، وكانت بداية تصوير الفيلم فى 15 سبتمبر 2014 فى ماتيرا وروما بإيطاليا. وقد تغير اسم الفيلم من «المسيح الرب»، ولكن شركة «يو إس» للتوزيع والتى أصبحت مسئولة عن توزيع الفيلم أعلنت فى 1 سبتمبر 2015 إن اسم الفيلم سوف يكون «المسيح طفلا» أو «The Young Messiah»، وقال المخرج فى بيان صحفي، أن الاسم الحالى هو الأفضل والذى يشرح فعلا كيف يسعى الفيلم لتقديم صورة واقعية عن يسوع وهو طفل بما يتفق مع الكتاب المقدس. ووفقا للمخرج فإن استوديوهات هوليوود تتحرك ببطء نحو إنتاج أفلام من تلك النوعية رغم أن أفلام مثل «آلام المسيح» نجحت على الرغم من ميزانيات متواضعة جدا، وأوضح أن الفيلم يأخذ المشاهد حول الأسرة، داخل العائلة المقدسة فى رحلتها والتى لم تعرض فى العديد من الأفلام، مشيرا إلى أن عبء القصة يقع فى المقام الأول على جريفز نيل، الذى تم اختياره من بين حوالى ألفى طفل، ومن الأفلام التى أخرجها نورسته فيلم «الطريق إلى 11 سبتمبر» و«رجم ثريا». الغريب أن كاتبة القصة آن رايس كانت ملحدة سابقة لم تؤمن بوجود يسوع، وقد شرعت فى رحلة اكتشاف طافت فيها العديد من البلدان وصورت فى روايتها بحساسية حبه لأمه مريم والرغبة فى الشعور بالأمان فى ذراعيها، واحترامه لزوجها يوسف ومغامراته فى اللعب معه وفرحة صداقة الطفولة، الفضول فى التعلم، والحزن على العنف. وأخيرا شق الفيلم طريقا طويلا إلى الشاشة الكبيرة أو الشاشة الفضية، وسيعرض فى دور العرض بالولاياتالمتحدة قبل أسبوعى عطلة عيد الفصح، وتواريخ الإصدار على النحو التالى فى الأرجنتين وكولومبيا، والمكسيك والبرتغال، وسنغافورة فى 10 مارس 2016، كنداوالولاياتالمتحدة فى 11 مارس، وكرواتيا فى 17 مارس 2016، والبرازيل وهونج كونج فى 24 مارس 2016، وتايوان فى 25 مارس 2016 وبولندا فى 6 مايو 2016، وألمانيا فى 12 مايو 2016. وقد تضيق عيون المشاهدين من عدم الثقة والشعور بالغرابة فى تدفق إنتاج هوليوود وغيرها من مراكز صناعة السينما فى العالم لتلك المنطقة الشائكة فى تناول قصص الأنبياء، ونادرا ما يحدث شكل من أشكال العنف فى أمريكا، ولكن عادة ما يكون النقد عبارة عن سخرية صريحة أو غير مباشرة، وهو الأمر الذى أدى إلى ظهور أكثر من 390 فيلما عن المسيح. وقد ألهمت شخصية السيد المسيح الكثير من المبدعين الذين قاموا بإنتاج الكثير من الأفلام التى تناولت حياته، وكان منها الرائع والبعض الآخر كان مروعا، وذلك حسب تناول المؤلف للجانب الذى وضعه فى الفيلم، مثل فيلم «حياة وآلام يسوع المسيح» عام 1905، وهو فيلم صامت ويعتبر قطعة بصرية فريدة من الفن، وفيلم «من المهد إلى الصليب» عام 1912 وفيلم «ملك الملوك» عام 1927 الذى أعيد إنتاجه عام 1961، وفيلم «الرداء» عام 1953، وفيلم «يسوع الناصري» عام 1977، وفيلم «يسوع مونتريال» عام 1989، وفيلم «صانع المعجزات» عام 2000، وفيلم «آلام المسيح» عام 2004، وفيلم «قصة المهد» عام 2006. ولكن أكثر الأفلام إثارة للجدل التى تناولت حياة المسيح فيلم «الإغواء الأخير للمسيح» الذى أنتج عام 1988، وذلك لأنه تحدث عن علاقة عيسى وماريا المجدلية، وفيلم «المسيح سوبر ستار» الموسيقى الغنائي، وقد تم حظر عرضه فى روسيا بعد حملة من قبل الأساقفة الأرثوذكس، لأنه إهانة للمسيحيين المؤمنين، وكان هذا الفيلم من أكثر الأفلام التى قوبلت باحتجاجات كبيرة فى العالم المسيحي، والفيلم من إنتاج برودواى عام 1971، وباع سبعة ملايين نسخة، ووزع فى 41 دولة والفيلم رشح للأوسكار. والثابت أن الأفلام التى تناولت حياة النبى عيسى عليه السلام لم تؤد إلى حالات غضب فى العالم المسيحي، إلا أنه فى الواقع فإن تلك النوعية عادة ما تكون بها أخطاء تاريخية وسردية كثيرة، تجعل المشاهد يتشكك فى أهداف منتجى ومنفذى تلك الأفلام وتوقيتها فى ظل انتشار الإرهاب والجماعات الإرهابية، وما يتعلق باتهام الدين الإسلامى بأعمال العنف ما أدى إلى حالة من الإسلاموفوبيا.