شهدت الكنيسة المرقسية الكبرى بكلوت بك، مساء اليوم، أولى خطوات طقس سيامة مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى الجديد، حيث قام البابا تواضروس الثاني ويشاركه أحبار الكنيسة برشم الملابس الخاصة بالمطران الجديد وهو "الأنبا أنطونيوس"، ويشرف على ستة بلاد وهى الكويت وسوريا ولبنان والعراق والقدس والأردن. وكان الراهب القمص ثيؤدور الأنطونى قد دخل الى الكنيسة ممسكًا بيد كلاً من نيافة الأنبا يسطس أسقف دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر وهو الدير الذي ترهب فيه ونيافة الأنبا اندرواس أسقف أبوتيج، حيث ولد وتربى وخدم، فيما عزف فريق كشافة الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية "مارش كشفى" قبيل دخول البابا تواضروس، والمطران الجديد الى الكنيسة بينما استقبله الحضور بالهتاف والزغاريد. وقد انتشر أفراد الكشافة فى محيط الكنيسة، للتأكد من هوية الدخول، مرتدين شارات تحمل صورة القمص ثيؤدور. وشهد محيط الكنيسة تشديدات أمنية، وذلك قبيل حضور قداسة البابا للصلاة وأساقفة المجمع المقدس الذين بدأوا التوافد مبكرًا الى الكنيسة. عبر البابا تواضروس عن سعادته بهذه المناسبة وقال فى كلمته قبيل رسامته مطران القدس الجديد: "نحن في يوم تاريخى فى تاريخ الكنيسة القبطية وذلك لعدة أسباب أولها: أننا نجتمع فى هذه الكنيسة المرقسية وهى المقر الباباوى السابق والذي استمر مقرًا باباويًا لمدة 200 عام وتمت فيه سيامة وتنصيب 8 من الآباء البطاركة آخرهم كان الراحل القديس البابا كيرلس السادس، فنحن إذن في مكان يحمل عبق التاريخ والتراث وروح القداسة ونستلهم روح الآباء الذين تمت سيامتهم فى هذه الكنيسة المباركة، وثانيًا: أننا نفرح بسيامة الأسقف ثم المطران للكرسى الاورشليمى بعد 3 شهور من نياحة الأنبا أبراهام". وأضاف البابا: "وعن الأمر الثالث: فلدينا 6 من الآباء الأساقفة الأجلاء الذين لهم تعب خدمة تقدم لهم الكنيسة الشكر من خلال منحهم رتبة المطران تكريمًا لهم، مستطردًا: وإن كانت الترقية ليست كلمة كنسية ولكننا نستخدمها لمعناها الإيجابى، موضحا انه تم اختيار المطارنة الجدد بطريقة جغرافية، فالأنبا تادرس أسقف بورسعيد ويمثل مدن القناة وأمضى 40 عاماً فى الأسقفية، والانبا بفنوتيوس أسقف سمالوط يمثل الوجه القبلى وله 40 عاماً فى الأسقفية، والأنبا بنيامين عن الوجه البحرى له 40 عاماً أيضاً، ومن أمريكا الأنبا سرابيون وله فى الاسقفية 30 عاماً، ومن أوروبا الانبا كيرلس أسقف ميلانو والنائب الباباوى وله أيضاً 30 عاما، والأنبا أثناسيوس الاسقف الفرنسى وهو راهب من دير الانبا بيشوى ونال الكهنوت عام 74 وهو أسقف من عام 94، وتم تجليسه منذ عامين فى ايبارشية مارسيليا. وأضاف: يشارك فى تجليس مطران القدس الجديد المطارنة الجدد بالإضافة إلى أسقف دير الأنبا أنطونيوس حيث ترهب المطران، والأنبا أندراوس أسقف ابوتيج اسقف الايبارشية التى ولد وعاش بها. وشرح قداسة البابا طقس الرسامة قائلاً: سوف يتم عمل زفة للمطران الجديد ثم يشارك الأساقفة كلهم فى الصلاة على ملابس المطران. ولفت البابا إلى إن مطران القدس الجديد سوف يصبح مسئولًا عن ست دول هى لبنان والاردن وفلسطين والعراق وسوريا والكويت، لافتاً إلى أن هناك أقباط يقيمون فى 12 دولة بقارة آسيا وخاصة أن حكومات هذه الدول ترحب بالمصريين وسمحوا لنا بتأسيس كنائس على أراضيهم، ولأن الأعداد تزداد رأينا أن نقلل الدول المسئول عنها المطران الجديد ليكون مسئولًا عن اقباط ست دول فقط، أما باقى الدول التى كانت تابعة للكرسى الأورشليمى فسوف تتبع الكاتدرائية مباشرة، وسوف نرسل آباء أساقفة لافتقادها بين الحين والآخر. وأشار البابا إلى أن اختيار مطران القدس الجديد يخضع لعدة معايير بينها السن واللغات التى يجيدها، لافتاً إلى أن الآباء الرهبان والكهنة بالقدس قدموا تفويض للبابا ليختار مطران القدس، موضحا انه تم ترشيح ستة آباء رهبان قمت بمقابلتهم شخصياً، كما قام الانبا رافائيل بلقائهم ايضا، وأرسلت السبت الماضى رسالة لأعضاء المجمع المقدس اطلب آراءهم. وأكد البطريرك ان الإعلان عن اسم مطران القدس بشكل غير رسمى كان أمرا غير صحيح ومتسرعا جدا وقال: "التهانى التى ظهرت وصدرت عن بعض الشخصيات كانت متسرعة ولم تصدر عن الكنيسة رسميًا". يذكر أن الانبا أبراهام مطران القدس (الكرسي الأورشليمي) والشرق الأدنى، رحل عن عمر يناهز 73 عاما، فى الخامس والعشرين من نوفمبر العام الماضى.