كشفت مصادر فى المخابرات الأمريكية عن قيام وكالة المخابرات المركزية، سى اى ايه، بالتجسس الوقائى على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتانياهو وقت أن كانت محادثات 5 + 1 دائرة بين الولاياتالمتحدة وحلفائها الغربيين وإيران حول البرنامج النووى. وكان نيتانياهو يعارض أي تقارب إيراني غربي ينجم عنه اتفاق يتيح لايران مواصلة برنامجها النووى الذى تعتبره اسرائيل تهديدا لها ، ووصف نيتانياهو الاتفاق النووى الايرانى مع الغرب الموقع في شهر يوليو 2015 بأنه" الخطأ التاريخي الأفدح " فاتحا بذلك باب الانتقاد العلني. ونقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية عن مصادر في الاستخبارات الأمريكية قولهم" إن اوباما أعطى اوامر بالاستهداف التتبعى من جانب الاجهزة الامريكية لرئيس الوزراء الاسرائيلى خشية قيامه بما يقوض فرص التوصل لإتفاق مع ايران تراه ادارة اوباما " انتصارا تاريخيا لها". وبحسب الصحيفة فقد نفذت الاستخبارات الامريكية عمليات تتبع منتظمة للتجسس على رئيس وزراء اسرائيل كانت وكالة الأمن القومى الامريكية المعنية بالتجسس الالكترونى هي اللاعب الابرز فيها من خلال التنصت على اتصالات نيتانياهو مع كبار مستشاريه، وبحسب المصادر الامريكية فقد كان الهاجس الاكبر للرئيس الامريكى فى ذلك الوقت هو قيام اسرائيل بشن هجوم استباقى متهور ضد ايران بدون ابلاغ واشنطن ما من شأنه افساد كل شىء على طاولة التفاوض مع الايرانيين. كما تجسست وكالة الأمن القومي الأمريكية على اتصالات خاصة لاعضاء حكومة نيتانياهو ، بل وعلى اتصالات نيتانياهو نفسه التى أجراها مع اعضاء مجلسى النواب والشيوخ الامريكيين فى محاولة منه لتبعئتهم ضد أية اتفاقات كانت واشنطن تسعى اليها مع ايران حول برنامج طهران النووي. ولعل المفاجأة التى اذهلت الامريكيين من نتائج عملياتهم التجسسية على نيتانياهو وحكومته هواكتشافهم قيام اسرائيل بالتجسس على مسئولين فى الادارة الامريكية فيما يتعلق بالمفاوضات الامريكيةالايرانية النووية حيث كانت تل ابيب تعلم كل كبيرة وصغيرة تدور فى تلك المفاوضات وكأن لها مقعد بين المتفاوضين. تجدر الإشارة الى ان اجهزة المخابرات الاسرائيلية كانت قد قللت من اهمية برنامج ايران النووى وقالت إنه لا يساوى تأجيج عداء بين تل ابيب وواشنطن حوله وهو الرأى الذى اطاح برئيس الموساد السابق من منصبه، لكن نيتانياهو اراد - على الجانب الاخر – استخدام ملف الاتفاق النووى الايرانى كورقة ابتزاز للحصول على مكاسب من الادارة الامريكية وهو ما يرى الخبراء انه نجح فيه على حد بعيد اذ رفعت واشنطن الدعم العسكرى السنوى المقدم الى اسرائيل الى خمسة مليارات دولار وتعهدت بتزويدها حصريا بالمقاتلات من طراز اف 35 الاكثر تقدما وبتقديم دعم سخى للمشروعات العسكرية المشتركة.