استنكر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، هدم الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة "أبو النوار"، البدوية، وتجريف مئات الدونمات من الأراضي في منطقة العيسوية والطور، وجبل البابا شرق العيزرية، في مدينة القدس. وقال في بيان صحفي، وصل 24 نسخة نه، إن سلطات الاحتلال تهدف من وراء جرائمها إلى تهديد الوجود الفلسطيني في هذه المنطقة من خلال تنفيذ مشروعها المسمى بE1، الذي يربط ما يسمى "مستوطنة معالي ادوميم" بمدينة القدس. وأضاف: "هذا الاعتداء يأتي في إطار انتهاك حرية التعليم، ويتزامن مع ذكرى مجزرة المسجد الإبراهيمي التي تجسدت فيها أبشع جرائم الاحتلال بحق المصلين الآمنين"، مؤكدا أن عمليات قتل الفلسطينيين بدم بارد، والتنكيل بهم والاعتداء الممنهج على الأرض الفلسطينية وحجرها وشجرها، بالتخريب والتدمير، "لن يزيدنا إلا تشبثاً بأرضنا ومقدساتنا ومؤسساتنا التعليمية وغيرها". ودعا مفتي فلسطين إلى لجم هذا الإجرام، ومعاقبة القائمين عليه، مطالبًا العالم أجمع بمنظماته الحقوقية والإنسانية، والدول العربية والإسلامية الشقيقة، بالتدخل الحازم والجاد لوقف هذه الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته. من جانبها، حذّرت حركة فتح من سياسة الاحتلال الإسرائيلي في القدس، وخاصة بعد هدم مدرسة "أبو النوار" البدوية وتجريف مئات الدنمات من أراضي المواطنين في منطقة العيسوية والطور وهدم بيوت وبركسات شرق العيزرية. وقال المتحدث باسم فتح في القدسالمحتلة رأفت عليان: "صمود أهلنا في القدس وخاصة البدو في منطقة ابو النوار وجبل البابا والعيسوية والطور وفي كافة المناطق المستهدفة هو دليل أن شعبنا الفلسطيني لن يقبل بنكبة جديدة وأن كل هذه الإجراءات لن تمر مر الكرام". وأكد أن صمود الفلسطينيين في التجمعات البدوية وفي المناطق المستهدفة في القدسالمحتلة، بحاجة إلى تعزيز على كافة المستويات المحلية والدولية، داعياً كل المؤسسات الدولية والمحلية للعمل على انقاذ الأطفال في هذه المناطق وخاصة البدوية بعد أن أصبح مصيرهم في العراء بعد هدم مدرستهم الوحيدة. يذكر أن مدرسة "أبو النوار"، الواقعة في بلدة العيزرية شرقي مدينة القدس، أقيمت ضمن منحة قدمتها الحكومة الفرنسية، وهي مكونة من ستة غرف صفية، وتخدم طلبة التجمع في الصفين الأول والثاني الأساسي، وهي الوحيدة لأطفال التجمع، الذين باتوا في العراء حالياً بعد هدم المدرسة ومصادرة محتوياتها.