يعد ملف «المساعدات العسكرية»، من أهم الملفات الحالية على طاولة بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة، التي ستمنحها الولاياتالمتحدة لإسرائيل خلال السنوات العشر المقبلة، وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلى، أن ثمة خلافات في المفاوضات حول اتفاق المساعدة الأمنية مع الولاياتالمتحدة، حيث وصفها بأنها لن تسد الحاجة الأمنية لإسرائيل، ورغم أنه لم يتبع أسلوبه الفذ في الهجوم على باراك أوباما، لكنه عمد إلى الاستهتار به كعادته، وصرح بأن حل الأمر سيتم بعد انتهاء ولاية أوباما. ورغم النزاع والخلاف بين إدارتى أوباما ونتنياهو، إلا أن إدارة أوباما الأكثر سخاء فيما يتعلق بحجم المساعدة الأمنية المقدمة إلى إسرائيل في تاريخ العلاقات بين الدولتين، وفقًا لما ذكره محلل الشئون العربية «عاموس هرئيل»، في مقاله بصحيفة «هآرتس»، حيث أكد أن هناك فجوة كبيرة بين المساعدة وبين التدخل العسكري أو السياسي الأمريكى الفعال في المنطقة، وهى نقطة الخلاف الرئيسية بين بنيامين وأوباما. وأوضح أنه من المحتمل أن تزداد تلك الفجوة اتساعًا، في ضوء تزايد معارضة الجمهور الأمريكى لتعهدات عسكرية أمريكية مستقبلية في الشرق الأوسط، حيث يرفض قطاع كبير من الجمهور الأمريكى، تدخل واشنطن العسكري في الشرق الأوسط، لا سيما في سوريا، في الوقت الذي ترى فيه إدارة نتنياهو أن تواجد أمريكا في المنطقة ضمان لتعزيزها، ورأى برئيل أن على أمريكا التي ترفض التدخل في الشرق الأوسط، ألا تتدخل أيضًا في تحريك العملية السياسية مع الفلسطينيين، وأن تضمن لنا مساعدة حقيقية في أوقات الأزمات العسكرية كبرى. عدد من التحركات قام بها المسئولون السياسيون الأمريكيون والإسرائيليون على حد سواء، بغرض التوصل لتفاهمات حول مسألة المساعدات، كان أهمها زيارة رئيس الموساد «يوسى كوهين» للولايات المتحدة، ولقاءه بعدد مع المسئولين الكبار في الاستخبارات الأمريكية، وعلى رأسهم رئيس جهاز الاستخبارات المركزى CIA «جون برنان»، كما ألتقى كوهين بمستشارة الأمن القومى في البيت الأبيض «سوزان رايس»، والذي تربطه بها صداقة قديمة، وقتما كان يعمل رئيسًا لمجلس الأمن القومى في ديوان رئيس الحكومة نتنياهو، كما التقى أيضًا أعضاء في لجنة الاستخبارات في مجلسى الشيوخ والنواب، وقام كوهين بهذه الزيارة سرًا، ولم يتم الكشف عنها إلا قبل أيام، وفقًا لما نشرته «هآرتس». وناقش كوهين في رحلته مسألة المساعدات، وتطرق أيضًا للحديث عن إيران بعد الاتفاق النووى، وتعقب تنفيذها للاتفاق مع القوى العظمى، ومتابعة خروقاتها ودعمها لتنظيمات الإرهاب في المنطقة. وبعد رحلة كوهين، أجرى طاقم أمنى أمريكى في الأيام الأخيرة نقاشًا مع جهات من هيئة الأمن القومى في مكتب رئيس الحكومة ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية والجيش الإسرائيلى، وقد برر هذا الطاقم أن السبب الحقيقى لتأخير الموافقة الأمريكية على المساعدات لإسرائيل، ينبع من التطورات في الميزانية الأمريكية، والاحتياجات المالية الكبيرة للولايات المتحدة في مجالات الصحة والبنية التحتية والخدمات الاجتماعية الأخرى، وهو ما جعل أوباما أيضًا، يرفض مطالب البنتاجون بزيادة ميزانية الدفاع في بادئ الأمر، ثم غير موقفه ووافق على زيادة الميزانية بالكثير من المليارات بسبب التغيير الإستراتيجي والجيو سياسي الذي حدث في العالم، مثل الحرب ضد تنظيم داعش، والمواجهات المحتملة مع روسيا في الشرق الأوسط وشرق أوروبا ومع الصين في الشرق الأقصى. ورأى المُحلل العسكري «زلمان شوفال» في مقاله بصحيفة «إسرائيل اليوم»، أن نتنياهو سيتحدث الشهر المُقبل مع أوباما، عندما يلتقيه في مؤتمر «الإيباك» عن تغيير إستراتيجية الولاياتالمتحدة في أعقاب التغيرات الجيو سياسية في العالم، وسيخبره أن التغيير من إستراتيجية أمريكا سيجعل الأمر ملحًا أكثر لإسرائيل لزيادة المساعدات، فوجود واقع جديد بخصوص إيران بعد الاتفاق النووى، والتطورات في سوريا والعراق، ووجود حزب الله وحماس وداعش يتطلب حسب رأى إسرائيل زيادة المساعدة.