انضم قادة الاتحاد الأوروبي معا، في وضع بند "الفرصة الأخيرة" في إعادة التفاوض التي يجريها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على علاقة بلاده بالاتحاد، محذرين من أن بريطانيا لن يسمح لها أبدا بإعادة هذه المحادثات مرة أخرى. وذكرت صحيفة "ذي تايمز" إنه في خطوة مفاجئة، اقترحتها بلجيكا وأيدتها فرنسا، فان جميع الدول ستصر على أن الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه اليوم سيكون هو أقصى ما يمكن تقديمه لبريطانيا قبل الاستفتاء على عضويتها في الاتحاد. ويستعد رئيس الوزراء وطاقم عمله لإجراء محادثات اليوم في سعيه للتوصل إلى اتفاق يمهد الطريق لإعلان موعد الاستفتاء بعد اجتماع لمجلس الوزراء، قد يعقد اليوم أو غدا. ومع وجود أربع قضايا جوهرية لا تزال معلقة خلال القمة، قال رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك أمس وقبل بدء الاجتماع "بصراحة، لا يوجد هناك ما يضمن أننا سنتوصل إلى اتفاق". وقال رئيس الوزراء في بداية قمة بروكسل أمس للقادة الآخرين أنه يمكنه ضمان بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي لجيل آخر إذا تم عرض صفقة كافية، تشمل السماح له بخفض الاعانات التي يحصل عليها المهاجرون. وأضاف أنه يأمل أن يكون آخر محاولاته التي استمرت تسعة شهور لابقاء البلاد في التكتل الأوروبي، إن جميع الدول الأعضاء وافقت في السابق على مبدأ "عش ودع غيرك يعيش" سمح لبعض الدول بالاندماج، ولكن سمح للآخرين مثل بريطانيا في البقاء بعيدين عن مبدأ اتحادا أقرب من أي وقت مضى. ويخشى البريطانيون من فكرة زيادة التعاون ودمج التشريعات وسيطرة البرلمان الأوروبي على مقاليد الأمور في الدول الأعضاء وهو ما يسمى بمشروع "الولاياتالمتحدة الأوروبية" حيث يرغب اليمينيون في بريطانيا بالدفاع عن سيادة البرلمان البريطاني وقدرته على رفض التشريعات الصادرة من البرلمان الأوروبي والقدرة على السيطرة على حدود البلاد في وجه تدفق الهجرات، وهما أهم نقطتين في تفاوض بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي، بجانب حماية المركز المالي لمدينة لندن. ويستعد الدبلوماسيون البريطانيون لاستئناف مفاوضات صعبة اليوم مع سعى الأوروبيين لتقليل المطالب البريطانية، أو اطالة عملية التفاوض حتى يتنازل كاميرون أكثر، وهو الراغب في بقاء بلاده عضوا في التكتل، وخاصة مع توقع مطالبة القواعد الشعبية لحزبه (المحافظين) بتقديم استقالته إذا خرجت البلاد من الاتحاد الأوروبي.