تمارس الولاياتالمتحدة ضغوطا على حلف شمال الأطلسي للقيام بدور أكبر ضد تنظيم داعش في سورياوالعراق مما يثير خلافا بين واشنطن من جهة وألمانياوفرنسا من جهة أخرى اللتين تخشيان أن تهدد هذه الاستراتيجية بإثارة مواجهة مع روسيا. وجميع الدول الأعضاء في الحلف وعددها 28 دولة مشاركة الآن في تحالف من 66 دولة ضد تنظيم الدولة الإسلامية لذلك فإن الولاياتالمتحدة تتطلع إلى الحلف كمؤسسة ليقدم المعدات والتدريب والخبرة التي اكتسبها من قيادة تحالف في أفغانستان. وقال أشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي بعد لقاء مع الحلفاء في مقر الحلف في بروكسل الأسبوع الماضي "من المهم بحث كيف يمكن أن يقدم الحلف كحلف مساهمة ملائمة باستخدام على سبيل المثال القدرات التي تميزه في تشكيل القوات." وفي إطار سعيها لاستعادة الرقة في سوريا والموصل في العراق معقلي تنظيم الدولة الإسلامية تريد الولاياتالمتحدة استجابة أوروبية أكبر للفوضى والدول الفاشلة قرب حدود أوروبا. وجاءت دعوة كارتر للحلف لتقديم المساعدة في الوقت الذي اجتمع فيه وزراء دفاع الدول الأعضاء في التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي في مقر الحلف في بروكسل لأول مرة وإن كانت شارة الحلف رفعت من على جدران المقر. وعلى الرغم من تأييد بريطانيا فإن فرنساوألمانيا لم ترحبا بمساعي الولاياتالمتحدة. ونظرا لمخاوف روسيا من توسع حلف الأطلسي في شرق أوروبا تشعر باريس وبرلين بالقلق من أن تفسر موسكو تدخلا كبيرا للحلف في سوريا على أنه استفزاز يشير إلى سعي الحلف لبسط نفوذه. ويقول دبلوماسيون إن مع تقدم قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا لتقترب من الحدود الجنوبية الشرقية للحلف فإن تزايد الخصومة بين روسيا وتركيا يجعل بعض أعضائه أكثر ترددا. وعلى الرغم من اتفاق بين روسياوالولاياتالمتحدة على تجنب وقوع حوادث بين قواتهما الجوية بطريق الخطأ فإن فرنساوألمانيا تشعران بالقلق من أن يزيد استهداف روسيا لجماعات معارضة غير تنظيم الدولة الإسلامية من خطر وقوع مثل هذه الحوادث. وقال دبلوماسي من الحلف "الحلف وروسيا لن يحاربا عدوا مشتركا." * خيارات غير قتالية وسعى كارتر للتفرقة بين الحرب الأهلية السورية والقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية قائلا إن الحملة ضد التنظيم المتشدد ستمضي قدما بصرف النظر عن الحرب وحث الحلفاء على تكثيف جهودهم. وفيما يتعلق بذلك جست الولاياتالمتحدة النبض بطلبها من الحلف تقديم طائرات اواكس الاستطلاعية للتحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يقاتل المتشددين في سوريا. ودفعت ألمانيا باتجاه رفض طلب الأواكس. وقال دبلوماسيون إن ذلك فرض تسوية يرسل بموجبها الحلف طائرات لدول أعضاء من أجل تمكينها من إرسال المزيد من طائراتها للقتال في سوريا. وطلبت فرنسا كذلك ضمانات بأن طلب الأواكس لا يعني مشاركة أعمق لحلف الأطلسي كمؤسسة في التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية. لكن الجنرال فيليب بريدلاف القائد الأعلى لقوات الحلف قال إن التخطيط لدور أكبر يقوم به الحلف "هو تحول طبيعي... تطور طبيعي للتفكير." وأضاف "كل دولنا تتعرض لضغوط كبيرة فهذه هي مجرد البداية. ليس هناك تفاصيل لكن هناك الكثير من الاحتمالات التي يجري بحثها." ومن الممكن أن يساعد تدخل الحلف في سوريا في الرد على منتقدين قالوا إن الحلف وقف مكتوف الأيدي تاركا روسيا توسع دورها هناك. كما يمكن أيضا أن يعالج مخاوف عبر عنها حلفاء جنوبيون مثل اسبانيا وايطاليا والبرتغال من أن الحلف لا يملك استراتيجية لمواجهة المخاطر على البحر المتوسط نقطة دخول أعداد ضخمة من الفارين من الصراع في الشرق الأوسط. وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن الحلف قد لا يكون مستعدا بعد للمضي قدما بناء على الأسس التي تحددها واشنطن "لكن مسألة أننا جمعنا 45 عضوا في تحالف مناهض لتنظيم الدولة الإسلامية داخل مقر الحلف تظهر أننا نريد أن نشهد دورا إداريا أكبر من الحلف." وقال لرويترز "نريد أن نتمكن من قياس التقدم في الحملة ومراجعتها بوتيرة أسرع." ويقول مسؤول دفاعي أمريكي إن المناقشات بشأن عدة خيارات تشمل في الوقت الراهن المزيد من التدريب الذي يقدمه الحلف لقوات الجيش والشرطة في العراق فضلا عن تعزيز الإدارات الحكومية في مناطق تمت استعادتها من التنظيم المتشدد. وأوضحت الولاياتالمتحدة أنها لا تتوقع دورا لقوات غربية مقاتلة. وقال كارتر "الأراضي التي استعيدت من تنظيم الدولة الإسلامية يجب أن يسكنها ويحكمها أناس من المنطقة ويريدون العيش فيها."