مع استقالة ميشيل مارتيلي رئيس هايتي أمس الأحد، عقد رئيس الحكومة المؤقتة المتنازع عليها إيفانز بول مؤتمرا صحفيا في بورت أو برنس وحث على "الحوار" على أمل إطلاق "معجزة هايتي السياسية". وألغي اليوم الأول من احتفالات كرنفالية بسبب اندلاع مظاهرات عنيفة. وساد جو من الكآبة فيما كان يفترض أنه يوم للاحتفال بانتخاب رئيس جديد وكذلك بالذكرى الثلاثين لسقوط ديكتاتورية دوفالييه وبدء احتفالات الكرنفال في البلد المطل على البحر الكاريبي. واشتبكت الشرطة مع محتجين وأعاد مارتيلي وشاح الرئيس دون أن يتسلمه منه أحد. وتسببت الجولة الأولى من الانتخابات في اضطرابات دامت أسابيع بعدما قال منتقدون إنها شابها تزوير مما حال دون إجراء جولة إعادة لانتخاب رئيس جديد قبل انتهاء فترة ولاية مارتيلى. وقال بول أثناء المؤتمر الصحفي إنه لا ينبغي ترك البلاد تسقط في الفوضى. وقال "أسلحة الحشد غير ضرورية اليوم لأن الأولوية للحوار. والحوار هو ما جعل هذا الاتفاق ممكنا. نحتاج لحوار أكبر مع كل القطاعات بين الموجودين في السلطة والمعارضة والشوارع والمجتمع المدني بحيث يمكننا تحقيق معجزة هايتي السياسية." من المقرر إجراء الانتخابات يوم 24 ابريل القادم على أن يتولى الفائز السلطة في مايو. لكن هناك عقبة رئيسية حيث رفض ثمانية من المرشحين الذي خاضوا الجولة الأولى من الانتخابات وخسروها فكرة اختيار البرلمان لرئيس مؤقت ودعوا إلى أن يتولى قاض من المحكمة العليا إدارة شئون البلاد. ويرى المرشحون -ومن بينهم مرشح المعارضة في جولة الإعادة جود سيلستين- أن البرلمانيين الذين انتخبوا أيضا في الجولة الأولى من نفس الانتخابات المعيبة لا يملكون شرعية الإشراف على الحكومة الانتقالية أو التصويت على اختيار حكومة أخرى. وأدى هذا النزاع لاشتباكات في الشارع شارك فيها برلمانيون ومواطنون. وقال بول "يجب على الموجودين في السلطة والمعارضة أن يتعاونوا بحيث يمكن للبلاد الخروج من مستنقع التخلف. يجب عليهم جميعا التعاون كي تتمكن الدولة من خلق كرامة جديدة تمنح الشعب اتجاها جديدا (وحتى يتسنى) تجميل صورة البلاد المشوهة لأن بعض الناس يقومون دائما بأفعال مخزية بقتل الناس وإلقاء الحجارة." وأضاف "الأفعال الاستفزازية من جانب من يرتدون الزي العسكري ووجود السلاح في الشوارع دون تصريح ليس أمرا جيدا لأخلاقيات المجتمع ولا لصورة البلد. هذا النزاع على السلطة الذي لا تقيده قيود ليس أمرا جيدا." وكان مارتيلي غادر منصبه في احتفالية عقدت في البرلمان المحلي تحت حراسة قوات من الأممالمتحدة والشرطة. ودعا رئيس البرلمان جوسيلرم بريفرت إلى "هدنة" تسمح باستقرار كافٍ لإجراء الانتخابات التي تأجلت بالفعل ثلاث مرات كان آخرها في يناير.