عقب انهيار بعض أنفاق غزة خلال الفترة الأخيرة، عاد الحديث مجددا على الساحة السياسية الإسرائيلية عن خطر الأنفاق واستعدادات حماس لحرب جديدة. وتزامن ذلك، مع حصول إسرائيل على 120 مليون دولار من أمريكا لاستثمارها فى تطوير ابتكار علمى يعمل على اكتشاف الأنفاق، وجاء ذلك عقب زيارة نائب وزير الدفاع الأمريكى لإسرائيل، وإطلاعه على المشروع، وإعجابه به، مما دفع أمريكا لدعمه. ذلك المشروع بالطبع يثير قلق حركة حماس حسبما قال المحلل العسكرى «هال فيشمان»، فى مقال له نشرته جريدة «يديعوت أحرونوت»، لافتا إلى أن الحركة تستعد لخطوة عسكرية ضد إسرائيل لإيقاف مشروعها، مرجحا قيام حماس بهجوم مفاجئ، فى حال تأكدها من نجاح المشروع الإسرائيلى، الذى سيجعل الأنفاق التى تقع تحت سيطرتها مكشوفة. وعلى النقيض، جاء رأى المحلل العسكرى الإسرائيلى «عاموس هرئيل»، فى مقال بجريدة «هآرتس»، مشددا على عدم نية حماس للقيام بتلك الخطوة، نافيا وجود نوايا لدى إسرائيل لمهاجمة حماس فى قطاع غزة، مشددا على أنه ليس هناك مبرر لإجراء عملية عسكرية جديدة فى القطاع، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية تريد حاليا التهدئة، ومن ثم فإن إسرائيل ليست معنية بمواجهة عسكرية أخرى ضد حماس، وأنها ستضطر للعمل فقط إذا كانت هناك محاولات للتعدى عليها. وجهة النظر تلك أكدها «هرئيل»، فى مقال له، لفت فيه إلى وجود سببين فقط قد يدفعان إسرائيل لشن هجوم على غزة، الأول إذا ما حاولت حماس تنفيذ ضربة استباقية من خلال عدة أنفاق هجومية، والثانى نجاحها فى تنفيذ عمليات كبيرة فى الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر، مما سيُسرع بالرد الإسرائيلى فى القطاع. وشدد «هرئيل» على وجود متغيرات عديدة أعقبت الحرب التى شنتها إسرائيل على القطاع فى صيف 2014، وأثرت على الفعالية والكفاءة اللتين كانتا تمتلكهما حركة حماس، منها نشوب أزمة مع إيران، وهى الممول الرئيس للسلاح لها، وقيام مصر بتدمير وإغراق الأنفاق فى رفح، مما اضطر الحركة للاعتماد على نفسها وقيامها بتصنيع قذائف ليست على المستوى المطلوب.