قرر المرجع الأعلى لشيعة العراق علي السيستاني إلغاء "خطب الجمعة السياسية" التي يلقيها ممثل المرجعية في كربلاء أسبوعيا كما هو المعتاد في السنوات الماضية، على أن تكون فقط وفق ماتقتضيه الأمور والمناسبات. وأوضح ممثل المرجعية الدينية العليا أحمد الصافي - في خطبة الجمعة بالصحن الحسيني بمدينة كربلاء اليوم - أن الخطبة الثانية من الجمعة كانت تخصص لقراءة النص المكتوب الذي يمثل رؤية المرجعية السياسية في الشأن العراقي، وقال: إنه "تقرر أن لا يكون ذلك أسبوعيا في الوقت الحاضر بل وفق ما يستجد من الأمور وما تقتضيه المناسبات". وكانت المرجعية الدينية انتقدت عدم الاستجابة لدعواتها المتكررة لرعاية السلم الأهلي وحصر السلاح بيد الدولة، وتطهير المؤسسات الحكومية من الفساد وملاحقة الفاسدين، وطالبت رئيس الوزراء العراقي د. حيدر العبادي بأن يكون أكثر "جرأة وشجاعة" في الإصلاح وأن يضرب بيد من حديد على من "يعبث بأموال الشعب"، وعدم التردد في إزاحة المسؤول غير المناسب أيا كان، وكشف من يعرقلون تنفيذ حزم الإصلاح. كما انتقد مماطلة مجلس النواب العراقي في تنفيذ برنامج الاصلاحات، وطالب البرلمان بالتعاون مع الحكومة في تنفيذه ومكافحة الفساد.. وقال: إنه "تم التأكيد منذ البداية على ضرورة ان تسير تلك الاصلاحات بمسارات لا تخرج بها عن الاطر الدستورية والقانونية، ولكن لا ينبغي ان تتخذ السلطة التشريعية ذلك وسيلة للالتفاف على الخطوات الاصلاحية أو المماطلة للقيام بها استغلالاً لتراجع الضغط الشعبي". ويتظاهر العراقيون يوم /الجمعة/ من كل أسبوع اعتبارا من 31 يوليو الماضي بساحة التحرير وسط العاصمة العراقية (بغداد) وعدد من المدن العراقية، ويطالبون بمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات التي دعا إليها رئيس الوزراء العراقي د.حيدر العبادي ووافق عليها البرلمان، وتدعمها المرجعية الدينية العليا والتي أكدت على ضرورة ملاحقة ومحاسبة الفاسدين الكبار واسترجاع الأموال المنهوبة، والإسراع في تنفيذ برنامج الإصلاح.