العلاقات الأمريكية الروسية دائما فى حالة توتر منذ الاتحاد السوفيتى، وحتى الآن، فواشنطن وموسكو فى حالة حرب باردة مستمرة، إلا أن الأمر لا يخلو من تحركات وراء الكواليس ومن تحت الطاولة، للحفاظ على تشابك خيوط اللعبة، وكان على رأس تلك الصلات الصداقة اللافتة للنظر بين القيصر والثعلب، حيث حافظ كل من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ورئيس خارجية أمريكا الأسبق والأشهر أيضا هنرى كسينجر على علاقات ودية واتصال وثيق وتبادل للقاءات خلال السنوات الماضية. أمس الأول شهد أحدث لقاءات القيصر والثعلب فى سان بطرسبرج أثناء وجود كسينجر فى روسيا، ووفقا لمجلة «نيوزويك» الأمريكية فإن كسينجر الألمانى المولد الذى خدم مستشارا للأمن القومى ووزيرا لخارجية الولاياتالمتحدة فى إدارتى الرئيسين الأمريكيين الراحلين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، قد التقى مع بوتين فى عدد من المناسبات، وكان عادة ما ينتقد معاملة الولاياتالمتحدةلروسيا. حرب عالمية ثالثة وبحسب التقرير فإن الاثنين عادة ما ينتهزان فرصا كثيرة ل«الدردشة»، ولذلك يقول كسينجر إن الدبلوماسية هى فن تقييد القوة، حيث إن السياسة الخارجية ليست عملا تبشيريا، ولم تكشف العديد من التقارير الغربية عن تفاصيل اللقاء، لكن بحسب موقع «بيفور إتس نيوز» فإن كسينجر حذر بوتين من أن استراتيجية «كلينتون وأوباما» المتمثلة فى «عبادة الموت» على حد تعبيره لا يمكن وقفها، فالحرب قادمة لا محالة. ويذكر تقرير سرى للغاية تقشعر له الأبدان أعده الكرملين، أنه خلال الاجتماع الخاص الذى عقد بين بوتين وكسينجر فإن حرب عالمية ثالثة تلوح فى الأفق. ويرى كسينجر أن هناك اختلافا كبيرا بين بوتين وأوباما، فالروس يفضلون لعب الشطرنج، أما الأمريكان فيحبون لعبة البوكر، فقد عاشوا فى بيئة مختلفة جدا. الحفاظ على الأسد التقى بوتين كسينجر فى اجتماعات منفصلة أكثر من 10 مرات حتى أثناء وجوده كرئيس لوزراء روسيا. كسينجر يثمن التدخل العسكرى الروسى فى سوريا مؤيدا فكرة بوتين عن بقاء الأسد، حيث يقول إن هزيمة تنظيم داعش الإرهابى هو الأمر الأكثر إلحاحا من الإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد. وقال كسينجر إن على الولاياتالمتحدة أن تبذل جهدا كبيرا فى إطار وجود القوات القتالية البرية فى سوريا، وتوفير حماية حقيقية للسوريين العزل، ويقول إنه فى النهاية فإن هدف بوتين سيكون لتخفيف سلطة الأسد تدريجيا، وتشكيل حكومة خلفا له، وهو ما أكده كسينجر أن روسيا لا تطلب استمرار حكم بشار الأسد إلى أجل غير مسمى، لكنه يرى أنها مناورة كلاسيكية من بوتين، وذلك لإعادة ميزان القوة والوقوف ضد خطر الإرهاب. كان اللقاء بين هنرى كسينجر وبوتين يدور بشكل كبير حول مستقبل سوريا ودور روسيا فى ذلك، الذى أكدا فيه أيضا أن خروج بشار الأسد الفورى من السلطة قد يؤدى إلى فوضى، وقد اعتبرا أن الصراع فى سوريا طائفى. ويؤكد كسينجر أن بوتين يرى أن الجماعات الإرهابية تشكل أكبر التهديدات الأمنية فى العالم وعلى روسيا أيضا، كما أنه لا يرغب فى أن تكون أمريكا هى المهيمنة على العالم من منطق الاستثنائية الذى هاجمه سابقا خصوصا تجاه الشرق الأوسط. وقال بوتين إن المواقف الأمريكية الروسية لا تتطابق فى كثير من الأحيان، لكن لا بد من العمل حتى يفهم الجانبان الآخر، وقد أكد بوتين دور كسينجر ودهاءه السياسى.