قال المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول للعمليات الأسبق الخبير البترولي: إن المملكة العربية السعودية هي الدولة المهيمنة على قرارات منظمة أوبك، فيما يخص تحديد سقوف الإنتاج لدول المنظمة، والتي لم تلتفت لطلبات العديد من باقي الدول الأعضاء بالمنظمة للحد من انهيار أسعار النفط عالميًا. وأكد "يوسف في تصريحات خاصة ل"البوبة نيوز" أن رؤية السعودية تختلف من حيث الحفاظ على حصتها التسويقية من النفط لفترات طويلة ولمواجهة التكنولوجيا الخاصة باستنباط بدائل للنفط مثل الزيت والغاز الصخري والطفلة الزيتية وزراعة الطحالب وزراعة النباتات الزيتية بغرض إيقاف التوسع في تطوير تلك التكنولوجيات ذات التكلفة العالية ولكن تتراوح ما بين 60: 80 دولارًا للبرميل المكافئ، خاصة وأنها أصبحت تمثل خطورة على تسويق السعودية للوقود الأحفوري "الخام". وأضاف "يوسف" أن السعودية لم تتدخل لإيقاف تدهور أسعار النفط عالميا بدءًا من 110 دولارات للبرميل وتركت للسوق فرصة لهذا التدهور ولم تخفيض سقف الإنتاج وحتى الوصول للسعر العادل الذي طالبت به الدول الصناعية الكبرى أمثال اليابان والصين ممثلي أكبر المستوردين بعد أمريكا إلا أن تدهور السعر استمر في الانهيار وصولا لمستوى الثلاثين دولار . وأشار "يوسف" إلى أن السعودية بدأت المناورات لإعادة التوازن السعري للنفط عالميًا من خلال التقارب الروسي السعودي فيما يختص بخفض سقف الإنتاج في الدولتين، مؤكدًا أن السعودية سوف تقود المرحلة بذكاء خاصة وأنها لم تخضع لأي تأثيرات خارجية ودرست الأمر دراسة متأنية. وتابع: أن الفترة القادمة سوف تشهد صراعًا بين مصادر الطاقة البديلة وقانون العرض خاصة بعد دخول كبار المستهلكين واتجاههم إلى تطوير التكنولوجيات المستخدمة في إنتاج الطاقة البديلة، مؤكدًا أن العلم سوف يحكم تكلفة إنتاج الطاقة من تلك المصادر . وتوقع "يوسف" أن الفترة المقبلة سوف تشهد زيادة في أسعار الخام البترول لتصل إلى 50 دولارًا للبرميل، مشيرًا إلى أن إثارة إشاعة الاتفاق بين الدول المنتجة والمصدرة للبترول الأسبوع الماضي أدى إلى ارتفاع أسعار الخام بنسبة 5%.