قال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، على النعيمي إن الأسعار الحالية للبترول غير محفزة على المدى البعيد للاستثمار في مجال الطاقة بمختلف أنواعها. وأضاف النعيمى، في كلمة ألقاها بمؤتمر الطاقة العربي العاشر في أبوظبي اليوم الأحد، أن التوقعات الخاصة بزيادة الطلب على البترول انخفضت إلى 700 ألف برميل يومياً فقط، مع حلول الربع الثالث من العام الجاري، من 1.2 مليون برميل يومياً، نتيجة لتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي في وقت يزداد فيه إنتاج البترول من عدة مصادر مثل الزيت الصخري والزيت الرملي والمياه العميقة جداً، وأغلبها مصادر ذات تكلفة مرتفعة. وأوضح النعيمى أن الأسعار المرتفعة للنفط التقليدي خلال السنوات ال 3 الماضية، والتطورات التكنولوجية أسهمت في توسع إنتاج النفط من هذه المصادر غير التقليدية. وهبط خام برنت في الأسبوع الماضي لأدني مستوياته منذ مايو/ أيار 2009 عند 58.50 دولار للبرميل ليخسر نحو 50% من قيمته منذ أواخر يونيو/ حزيران الماضي، بسبب تزايد الانتاج في الولاياتالمتحدة وضعف النمو الاقتصادي وقرار أعضاء أوبك الشهر الماضي بعدم خفض الانتاج. وأوضح النعيمي أنه نتيجة للعوامل السابقة انخفضت أسعار البترول بشكل حاد، وسعت السعودية ودول الأوبك إلى إعادة التوازن للسوق مشيرا إلى أن عدم تعاون الدول المنتجة الرئيسية خارج الأوبك مع انتشار المعلومات المضللة وجشع المضاربين أسهم في استمرار انخفاض الأسعار. وتتراجع أسعار النفط بوتيرة متصاعدة منذ قرار منظمة أوبك أواخر الشهر الماضي بالإبقاء على سقف الإنتاج دون تغيير عند 30 مليون برميل. وأضاف النعيمي أنه من المتوقع أن لا تستمر مصادر النفط غير التقليدي ذات التكلفة العالية في زيادة إنتاجها من النفط، كما سيدرك المنتجون خارج أوبك أن في صالحهم التعاون لضمان أسعار عادلة للجميع. وتابع: "انتشر في الآونة الأخيرة تحليلات ومقالات عن مؤامرة من قبل السعودية لأهداف سياسية باستخدام البترول وأسعاره، وأؤكد أن الحديث عن مؤامرات مزعومة هو قول لا أساس له من الصحة إطلاقاً ويدل على سوء فهم أو مقاصد مغرضة أو تخيلات مشوشة في عقول قائليها". وكان وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه قال في وقت سابق إن استمرار هبوط أسعار النفط هو مؤامرة سياسية دون أن يحدد من ورائها. وقال النعيمي: "سياسة السعودية النفطية مبينة على أسس اقتصادية بحتة لا أقل من ذلك و لا أكثر". والسعودية هى أكبر مصدر للنفط على مستوى العالم. وأضاف وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، أن الحديث عن الطاقة وإمداداتها أمر في غاية الأهمية حيث تعتبر المحرك الرئيس للاقتصاد، فجميع شعوب العالم في حاجه للطاقة للحفاظ على نمو اقتصاداتها ورخاء شعوبها. وقال النعيمى إن الدول العربية لها أهمية عالمية كبرى، نظراً لما تمتلكه من احتياطيات البترول والغاز، حيث تشكل احتياطاتها من البترول 56% ومن الغاز الطبيعي 28% من إجمالي الاحتياطي العالمي مع احتمالات عالية بوجود احتياطيات أخرى لم تكتشف بعد مما يعنى أن هذه المنطقة ستظل تحظى بأهمية خاصة في صناعة وتجارة البترول والغاز العالمية ولعدة عقود قادمة. وحول الأبعاد الرئيسية للسياسة البترولية للدول العربية المنتجة والمصدرة للبترول، أشار النعيمي إلى أنه على المستوى العالمي على الدول العربية المنتجة للبترول الاستمرار فى دورها الإيجابي نحو دعم استقرار السوق وتعزيز التعاون الدولي في هذا الشأن، نظراً لأن الوقود الأحفوري ومن أهم مصادره البترول سيستمر بلعب دور رئيسي كمصدر للطاقة ولعدة عقود قادمة، ومن جانب أخر جعل البترول صديقاً للبيئة، مطالباً بالاستمرار في تنسيق المواقف فيما بين الدول العربية بشكل إيجابي وعلمي في القضايا التي تهم البترول والبيئة معا. وأضاف أنه على المستوى الإقليمي تواجه الدول العربية تحديات وقضايا متشابهة في مجالات الصناعة والسياسة البترولية وفى مجالات الطاقة بشكل عام، مما يعنى ضرورة تعاونها في هذا المجال لمواجهة هذه التحديات.