في العام الماضي؛ اضطر أحمد، طالب في كلية الاقتصاد من مدينة حلب السورية، على النزوح بسبب الحرب التي أجبرت الملايين من أبناء بلده على الهجرة. وترك أحمد عائلته ودراسته وكل شيء خلفه باحثًا عن مستقبل أفضل في أوروبا، وبالتحديد، في العاصمة الألمانية برلين. ويعيش أحمد اليوم حياةً آمنة هناك، ويتطلع لاستكمال تحصيله العلمي كي يصبح مدرّسًا في إحدى الجامعات الألمانية. ولأنهم يخوضون رحلة محفوفة بالمخاطر، يحتاج اللاجئون في الدرجة الأولى للحصول على المأوى والطعام والرعاية المناسبة. ثم يجدون أنفسهم مضطرين إلى تعلّم لغات البلدان التي يهاجرون إليها، وإضافة إلى اكتساب المهارات اللازمة للعمل في تلك البلدان واستكمال تحصيلهم العلمي، وهذا كله لأجل امتلاك زمام حياتهم مجددًا. في الخريف الماضي، استعرضت جوجل المبادرات التي تدعم من خلالها منظمات الإغاثة العاملة على الخطوط الأمامية حيث يتم تقديم المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين. تطلعت جوجل إلى اتخاذ خطوات جديدة تمكن اللاجئين من مواجهة التحديات على المدى الطويل مثل الحاجة إلى المعرفة والتعليم. ومن هذا المنطلق، قامت جوجل بتقديم منحة مالية بقيمة 5، 3 مليون دولار أمريكي عبر موقع www.google.org للمساهمة في إطلاق برنامج "ريكونكت" التابع لمؤسسة "نت هوب"، وذلك بهدف تزويد المنظمات غير الربحية المتخصصة بشئون اللاجئين في ألمانيا بأجهزة "كروم بوك" المحمولة. وتتيح هذه الأجهزة للاجئين، وعلى وجه الخصوص الشباب مثل أحمد، إمكانية الوصول بسهولة إلى المعارف والمعلومات الأساسية. لقد أثبتت أجهزة "كروم بوك" Chromebooks جدارتها بمجال التعليم والتثقيف، حيث تتيح سهولة منقطعة النظير في استخدام تطبيقات التعليم وتعلّم اللغات، فضلًا عن إمكانية تحديثها تلقائيًا لتنسجم مع آخر المزايا والتطبيقات وبرامج الحماية ضد الفيروسات. كما يمكن تهيئة وإدارة هذه الأجهزة من قبل مسئول مركزي (المنظمات غير الربحية في هذه الحالة) لتوفير برامج ومحتوى ومواد تبعًا للحاجة. فعلي سبيل المثال، يمكن استخدامها لتشغيل لعبة تعليمية للأطفال، أو توفير دورة تعليم لغات مخصصة للشباب، فضلًا عن توفير معلومات حول عملية طلب اللجوء على الصفحة الرئيسية التي يتم تهيئتها مسبقًا.