أبرمت القاهرةوبكين خلال زيارة الرئيس الصينى «شى جين بينج» لمصر اتفاقيات بقيمة أكثر من 15 مليار دولار، الأمر الذى اعتبره خبراء استراتيجيون بداية جديدة لعلاقات أوثق بين التنين الأصفر ومصر، تشمل إلى جانب الاقتصاد أهدافًا استراتيجية تتعلق برغبة مصر فى تنويع مصادر السلاح وتغيير بوصلتها من واشنطن إلى دول أخرى، واهتمام الصين بالتواجد فى منطقة الشرق الأوسط بصورة تعكس نمو قوتها عالميًا. وقالت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، إن هذا التعاون يكشف عن ثقة الصين فى مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وإيمانها بأن القاهرة بوابة محورية إلى الشرق الأوسط. وتمتلك القيادة الصينية طموحًا كبيرًا لتوسيع دورها على المسرح العالمى بما يتناسب مع إمكانياتها سياسيًا واقتصاديًا. ورأت مجلة «دبلوماتيك» الأمريكية أن التنين الصينى خرج إلى العالم بإمكانيات وقدرات هائلة، ولن يستطيع أحد ردعه حاليًا، وبدأت الصين تقدم نفسها كقوة عالمية عسكرية طامحة، منذ العام الماضي، أثناء الاحتفالات الضخمة التى أقامتها فى الذكرى السبعين للانتصار فى الحرب العالمية الثانية. وأشارت إلى أن الأموال التى تضخها الصين حاليًا فى الاقتصاد العالمي، وما ستستثمره فى مصر خلال الأشهر القادمة ستستفيد منه بصورة كبيرة، فهى تستثمر فى المستقبل. وبدأت الصين تحركاتها العسكرية فى المنطقة منذ عدة أشهر وذلك بإرسال حاملة الطائرات «ليا ونينج» ومجموعة سفن قتالية إلى الشرق الأوسط، فى أول وأكبر تواجد عسكرى بهذا الحجم فى المنطقة، وأعلنت تأييدها للعملية العسكرية الروسية فى سوريا، وأكدت استعدادها للتدخل إن لزم الأمر. وتعمل الصين على بناء حاملة الطائرات الصينية، وهناك مفاوضات لإنشاء قاعدة عسكرية بحرية دائمة فى جيبوتي، وفقًا لشبكة «روسيا اليوم» الإخبارية، وهو ما يعنى أن التنين الصينى لن يكتفى بمراقبة ما يجرى فى المنطقة عسكريًا بل سيتحرك ليكون لاعبًا مؤثرًا على الساحة. ووفقًا لتحليل نشرته صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية، فإن التعاون العسكرى المصرى الصينى على رأس أولويات بكين حاليًا، ودعم الجيش المصرى وتقويته وتعزيز قدراته أمر مهم للقيادة الصينية. وترى صحيفة وول ستريت جورنال، أن الصين إذ تستثمر فى مصر تدرك جيدًا أن كل يوان ستنفقه سيعود إليها أضعافًا، وتسعى للاستفادة من المميزات التى يتمتع بها مناخ الاستثمار فى مصر الطامحة بعد ثورتها إلى تحسين البنية التحتية وتدشين مشروعات عملاقة. ولم يكن من قبيل الصدفة أن تركز بكين بصورة أساسية على الاستثمار فى مشروع تنمية محور قناة السويس وشبكة الطرق والقطارات والمواصلات وتوليد الطاقة وتعزيز القدرات الإنتاجية لمصر، لأنها ستكون بالنسبة للصين المركز المستقبلى ليس فقط لنقل البضائع إلى أوروبا وإفريقيا ولكن أيضًا لإقامة مصانع ومشروعات إنتاجية صينية.