تحول أمن الرؤساء الأفارقة إلى هاجس يؤرق الحراس الذين يرافقونهم مثل ظلهم رغم تمتعهم بكفاءة عالية وتزويدهم بمعدات فائقة مع عددهم الصغير، حيث أجرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية تحقيقا نشرته في سلسلة من المقالات حول رجال الأمن المكلفين بحماية رؤساء الدول الأفريقية، وكواليس عمليات التأمين في جميع تنقلاتهم. وقال رئيس أوغندا يوري موسيفيني - عقب إذاعة حلقات مسلسل الرسوم المتحركة الأوغندي"كاتوتو" خلال لقائه مؤخرا مع فنانين وعاملين في هذا المجال بالعاصمة كمبالا - "عندما كان موهوزي (نجل الرئيس موسيفيني) صغيرا، اعتاد مشاهدة شخصية سوبرمان الكارتونية التي كان يجسدها دائما رجل أبيض البشرة، أشعر بالسعادة لأنه بات لدينا الآن سوبرمان أسود اللون، كنت حزينا بسبب اعتقاد الأطفال السود أن سوبرمان الأبيض هو الوحيد القادر على القيام بمثل هذه الأعمال البطولية". وأشارت المجلة الفرنسية إلى أن الصبي أصبح كينروجابا موهوزي اليوم قائد القوات الخاصة في قوة الدفاع الشعبية الأوغندية التي تضم بين صفوفها أفراد كتيبة الحرس الرئاسي المسئولة عن حماية الرئيس يوري موسيفيني، وولد موهوزي في 24 أبريل عام 1974 في دار السلام، عاصمة تنزانيا السابقة، أما والدته هي جانيت موسيفيني التي عينت منذ عام 2011 وزيرة لإدارة شئون إقليم كارامويا شمال شرقي أوغندا. وتقلد موهوزي سريعا أرفع المناصب داخل قوة الدفاع الشعبية الأوغندية بعد تخرجه في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية عام 2000 ومدرسة كالاما العسكرية في أوغندا، والتدريب داخل قيادة قوات الجيش الأمريكي وكلية الأركان العامة بالولايات المتحدةالأمريكية، والقوات الدفاعية الوطنية في جنوب أفريقيا. وبحسب المجلة الفرنسية يرجع الفضل في تدرج موهوزي السريع في قوة الدفاع الشعبية الأوغندية لموهبته وليس لأنه "نجل الرئيس"، حيث عين كملازم ثان عام 2000 وترقى في العام التالي 2001 إلى رتبة رائد ثم قائد كتيبة في الحرس الرئاسي، وفي عام 2008، أصبح لفتنانت كولونيل (مقدم) بعد أن قضى عاما في مجمع "فورت ليفينوورث" العسكري الأمريكي بولاية كانساس. جرت بعد ذلك ترقيته إلى رتبة كولونيل (عقيد) ثم عميد وقائد القوات الخاصة، ويتولى صاحب هذا المنصب مهمة مراقبة وحماية المنشآت النفطية في أوغندا، فضلا عن أنه أكثر أهمية من الحرس الرئاسي. آثر كينروجابا موهوزي الرد على الانتقادات التي وجهها إليه من يرون أن مسيرته المهنية تشي برغبة والده أن يخلفه في الحكم، قائلا "يملك الأوغنديون وحدهم وليس أي شخص أخر الحق في اختيار طريقة الحكم في أوغندا".