المعارض الإيراني “,”علي ريزا نوري زادة“,” ل“,”البوابة نيوز “,” : § خامنئي ومرسي يسعيان لاستعادة الخلافة، وزيارة نجاد لمصر محاولة لإيهام العالم بأن ثورات الربيع العربي جزء من الثورة الإيرانية. § القيادات الإخوانية كانت تجتمع أسبوعيًّا في أصفهان وشيراز.. ومكتب القاهرة أرسل تقارير يومية لطهران أثناء الثورة. § الإخوان والسلفيون أفسدوا الربيع العربي. حوار: محمد عبد السلام أكد المعارض الإيراني “,”علي ريزا نوري زادة“,”، رئيس مركز الدراسات الإيرانية العربية بلندن، أن رسائل آية الله خامنئي للرئيس محمد مرسي ما هي إلا بداية حقيقية لتأسيس دولة “,”ولاية الفقيه“,”، ولكن على الطريقة السنية في مصر.. موضحًا أن رسالته التي يريد إيصالها للعالم، من خلال تلك الزيارة، هي أن ثورات الربيع العربي جزء من الثورة الإسلامية في إيران . وقال المعارض الإيراني -في حواره مع “,”البوابة نيوز“,”- إن خامنئي ومرسي يسعيان لاغتيال قوميات 57 دولة إسلامية باستعادة الخلافة، وإن النظام الإيراني في طهران يسعى لخطف ثورة الشباب في مصر للسيطرة على العالم العربي، مبينًا أن الدولة الفارسية تحلم بإحياء الهلال الشيعي بتمويل الحسينيات الشيعية في مصر بأكثر من 2 مليار دولار؛ من خلال السيطرة على الصحف والجمعيات الأهلية . نص الحوار · بداية.. هل ليدك قراءة مختلفة لرسائل المرشد العام الإيراني للرئيس المصري؟ - في الحقيقة رسائل خامنئي تؤكد -بما لا يدع مجالاً للشك- أن هناك مخططًا إيرانيًّا مصريًّا تحت رعاية خامنئي ومرسي لاغتيال القوميات العربية والإسلامية؛ بتأسيس دولة ولاية الفقيه على الطريقة السنية في مصر؛ حتى تكون هناك حلقة وصل بين القاهرةوطهران تمكن من سيطرة دولة الفاشية الدينية . · معنى هذا أن هناك تحركًا إيرانيًّا معلنًا للجزء الثاني من ثورتهم الإسلامية التي انطلقت عام 1979؟ - نعم.. إيران تعاني عزلة عالمية بسبب سياسات طهران الفاشلة؛ لذلك أراد خامنئي أن يظهر للعالم أهميته في الشرق الأوسط، كما أن له هدفًا آخر من الزيارة، وهو الخروج من العزلة المفروضة على بلاده . · ولكن خبراء الشئون الإيرانية يؤكدون أن هدف خامنئي أكبر من ذلك، بل قال أغلبهم إن الأمر وصل لحد تصدير الثورة الإيرانية الثانية؟ - هذا صحيح.. وأود أن ألفت نظركم إلى أمر في غاية الأهمية، وهو أن من كتب تلك الرسائل لم يكن خامنئي نفسه، ولكنه استعان بحوالي 17 عالمًا ومفكرًا إيرانيًّا من مستشاري الفقيه الإيراني آية الله الخوميني، ويكتبون في رسالتهم أنهم على استعداد لنقل خبراتهم طوال 33 سنة؛ لمساعدة نظام الإخوان المسلمين في مصر على فرض الفكر الديني والشرعية الدينية . · ولكن الخطاب به أكثر من 16 نقطة جديرة بالاحترام جميعها تتعلق بالإنجازات العلمية والاقتصادية التي حققتها إيران. - هو يضع السم بالعسل؛ لأنه قال بالنص: إن إيران أصبحت “,”تحت ولاية الفقيه“,” واحدة من أكثر دول العالم تقدمًا في مجموعة من المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية، وهذا يعني أنه لا يهتم بالإنجازات الاقتصادية والعلمية، ولكنه لا يهتم سوى بنقل التجربة الإيرانية وإكسابها الصفحة العالمية بالانطلاقة من القاهرة . · ألا ترى اختلافًا جوهريًّا بين ثورات الربيع العربي والثورة الإيرانية؟ - جميعها صور بالكربون، تتكرر على أرض الواقع؛ فالثورة الإيرانية قامت على أكتاف اليساريين والليبراليين والقوى الوطنية الأخرى يساندهم الشباب الإيراني البعيد عن السياسة، وفي باريس قال الخميني إنه سيترك السلطة ولن يتدخل في السياسة إلا لتقديم النصح، ولكنه بمجرد أن تمكن من الحكم قام باعتقال اليساريين الليبراليين، وقام بقتلهم، واغتيال أحلام الشباب، وأنشأ سلطة قضائية أخرى بعد أن حل السلطة القضائية الإيرانية . · ولكن الأمر مختلف في مصر.. فقد صعد الإخوان إلى السلطة بشرعية الصناديق. - ومن قال إن الخميني لم يكن شرعيًّا انتخب وأتى بشرعية الصناديق؟ ثم ألم تلاحظ أن الإخوان المسلمين بمجرد وصولهم للسلطة بدأوا في الانقلاب على الثورة وأهدافها؟ علاوة على تفكيرهم حاليًّا في إنشاء حرس ثوري، مثلما فعل الخميني؛ لحماية أهدافهم ومرشدهم؛ فالخميني لم يقل في يوم من الأيام إن القوانين الشرعية الدينية ستحكم إيران، ولكن الحقيقة أن إيران أصبحت حاليًّا دولة دينية رجعية، ولولا نضال الشعب الإيراني لتحولت إلى طالبان أخرى . · وهل تعتقد أن نضال الشعب المصري ضد دولة الإخوان يمكنه أن يوقف تطلعات الجماعة؟ - يجب أن يستمر نضال الشعب المصري، وإلا ستكون نسخة مكررة من الدول الفاشلة التي حكمت كذبًا باسم “,”الله“,”، وعلى المصريين أن يدركوا تمامًا طبيعة الأجندة العالمية التي تحملها جماعة الإخوان المسلمين والخميني، والتي يأتي على رأس أهدفها إقامة خلافة إسلامية على الطريقة السنية، ومن خلال دعم ولاية الفقيه. · كيف حدث هذا التواؤم الفكري لذلك المخطط في ظل الاختلاف المذهبي بين الشيعة والسنة؟ - هؤلاء.. رغم اختلافهم الفكري والفقهي.. يسعون لحكومة الخلاقة بأي شكل من الأشكال، حتى ولو كان على حساب السيطرة على العالم الإسلامي والعربي، واغتيال فكرة القوميات، وتكوين خلافة إسلامية، وهو ما يعني تهديد 57 دولة إسلامية. · لكن البعض قال إن هذا الخلاف الفكري والعقائدي ظهر في خطاب “,”مرسي“,” بطهران وتحذيره من مساندة النظام السوري. - لا أحد ينكر أن خطاب “,”مرسي“,” في طهران أصاب النظام الإيراني بذعر لا حدود له من الدولة المصرية بعد الثورة؛ لذلك أعتقد أن زيارة أحمدي نجاد للقاهرة، أثناء المؤتمر الإسلامي الأخير، كان هدفها تصحيح الوضع للشعب الإيراني وللعالم؛ ومن أجل تصحيح الأوضاع بين الطرفين، ومحاولة لرد الجميل بعد أن ساندهم النظام الإيراني أثناء اندلاع الثورة، خاصة أن تعاليم حسن البنا لا تختلف كثيرًا عن تعاليم آية الله الخميني . · تقصد أن إيران كان لها دور في إشعال الثورات العربية وبالأخص ثورة مصر؟ - ليس إلى هذا الحد.. فثورة شباب مصر انطلقت انتفاضة شعبية شريفة، ليس لها أي هدف سياسي أو إستراتيجي، ولكنها مجرد ثورة تبحث عن حقوق إنسانية، كالحرية والعيش والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، وهذا لا يرضي على الإطلاق نظام الفقية في إيران؛ لذلك يسعون جيدًا لخطف ثورة الشباب في مصر للسيطرة على العالم العربي . · ماذا تقصد برد الجميل؟ - أقصد أن الجميع يعلم أن المخطط الإيراني بدأ في اليوم الثاني لنزول الجيش المصري القاهرة يوم 28 يناير 2011، فقد كان مكتب رعاية الشئون الإيرانية في مصر يجتمع أسبوعيًّا، ويستقبلون الكثير من القيادات الإخوانية والتيارات الأخرى، بل ويدعونهم لزيارة أصفهان وشيراز، وكان على رأس من زار إيران وعقد اجتماعات كمال الهلباوي، العضو السابق في جماعة الإخوان المسلمين . · كيف ترى ثورات الربيع العربي؟ - أعتقد أن لكل بلد النواة التي ساهمت في انفجار الوضع بها، فالأوضاع التونسية القمعية لحرية التعبير تختلف عن الأوضاع المصرية الاقتصادية المتردية، وعن أوضاع التصفية الجسدية للمعارضة في ليبيا وسوريا، ويبقى المشترك الوحيد في كل تلك الثورات هو خلو الشارع العربي من رمز حقيقي. · وكيف ترى وصول الإخوان المسلمين وسيطرة التيار الديني على الحكم في تونس ومصر؟ - لا أريد أن أقول إن ما أفسد ثورات الربيع العربي هم الإخوان المسلمون والتيارات الدينية عمومًا؛ فالربيع العربي بدأ بانتفاضة الشباب، مثلما حدث في الثورة الإيرانية، والتيارات الإسلامية وأتباع الخميني سرقوا ثورة الشباب الإيراني، والإخوان المسلمون في مصر وسوريا وتونس واليمن سرقوا ثورة الشباب، وعلى المصريين أن يعلموا جيدًا أن الثورة في إيران عام 1979 كانت ناجحة جدًّا، ولكن صعود التيارات الدينية وولاية الفقية في إيران أدى إلى ازدياد المشاكل المجتمعية، ولم يحل مشكلة البطالة أو نقص الحريات أو حرية العقيدة والمعارضة . · هل تعتقد أن يتكرر نفس السيناريو في مصر؟ - نعم.. وبكل تفاصيله.. فميدان التحرير وميدان القائد إبراهيم وميدان الأربعين، وكل ميادين مصر، كانت تعج بملايين المصريين الذين لا ينتمون إلى أي فصيل سياسي، وكان الوجود الإخواني قليلاً جدًّا، وبحسب المصالح الشخصية التي تخدمهم، إلى أن تعدى رئيس الجمهورية على حكم المحكمة الدستورية، ولكن في النهاية أعتقد أن السيناريو الإيراني من الحكم الديني لن ينجح في مصر؛ لأن المجتمع المصري يختلف عن المجتمع الإيراني. · في إيران دولة الفقية، وفي مصر دولة المرشد.. في رأيك ما الفرق بينهما؟ - دولة ولاية الفقية لا تختلف عن دولة ولاية المرشد على الإطلاق، حتى في فلسفة التعامل والعقيدة؛ فالفقيه في إيران اعتبر نفسه شخصًا منزلاً من السماء وقراراته من عند الله، والمرشد في مصر يعتبر نفسه خليفة المسلمين؛ لذلك فالإخوان المسلمون في مصر وسوريا وكل بلاد العالم يتحدثون دائمًا عن أنهم خلفاء للمسلمين، وأن عليهم دورًا في إحياء الخلافة الإسلامية، ويطبقون نفس المنهج في الشئون الاقتصادية والثقافية والسياسية . · الجميع يخشى من عنف الأنظمة الدينية، فهل تعتقد أن النموذج الإيراني قدم للعالم نظامًا دينيًّا عنيفًا؟ - الجميع يعلم جيدًا أن النظام الإيراني هو أعنف نظام تعاملاً مع المعارضة، ويكفي أن الإحصاءات الرسمية فقط تؤكد أن نظام الخميني أعدم أكثر من 100 ألف شخص من المعارضين له ولفلسفته، بالإضافة إلى إعدام مئات من رجال الجيش الإيراني الحر؛ لأنه ساند نظام “,”بختيار“,”، وحتى الآن يكفي أنهم في شهر يوليو فقط أعدموا 5 من قيادات المعارضة، ولا يعتمدون على القانون، ولكنهم يعتمدون على أحكام الله، ولم يعطوا للمحكوم عليه بالإعدام حق الدفاع عن نفسه. · وهل تعتقد أن المشروع الفارسي له علاقة بما يحدث في مصر؟ - إلى حد كبير.. وعليك أن تعلم جيدًا أن مكتب رعاية الشئون الإيرانية في مصر كان يجتمع أسبوعيًّا، ويستقبل الكثير من القيادات الإخوانية والتيارات الأخرى، بل ويدعونهم لزيارة أصفهان وشيراز، وكان على رأس من زار إيران وعقد اجتماعات كمال الهلباوي، العضو السابق في جماعة الإخوان المسلمين، كما قلت سابقًا. · قلت إن الخوميني لا يدعم الثوار ولكنه يدعم المخربين، فلماذا في رأيك يقف بجوار الثوار المصريين والتونسيين؟ ولماذا يساند الإخوان المسلمين في مصر ولا يساندهم في سوريا؟ - لأنه ببساطة إذا سقط نظام الأسد سقط الخميني على الفور، وما يحدث لبشار الأسد سيحدث للخميني؛ فالعلاقة بين إيران وسوريا علاقة زواج متعة، ولكن لمدة طويلة. · كيف ترى العلاقات المصرية الإيرانية بعد الثورة.. خاصة بعد اكتشاف خلية حزب الله في مصر؟ - قبل أي شيء عليكم أن تعلموا أن مخطط حزب الله في مصر أكبر مما تتصورون؛ فالخلية الإرهابية التابعة لحزب الله، والتي ألقي القبض عليها في مصر، ما هي إلا قمة جبل الجليد؛ فقد صرفت إيران حوالي 2 مليار دولار؛ لإنشاء الحسينيات في مصر، وتمويل الصحف، وشراء الكتّاب والصحف، وتمويل الجمعيات والتشيع؛ لغرض تكوين قاعدة بمصر . · كل هذا من أجل فرض التشيع في المنطقة؟ - التشيع آخر ما يهدف إليه النظام الإيراني، والأمر لا يقتصر على خطر نشر التشيع في مصر، وغيرها من البلدان العربية، على البعد العقائدي، ومخالفة ذلك لثوابت العقيدة عند أهل السنة، لكن هذا لا يمثل خطورة على الشعب المصري؛ لأن المصريين شِيعيّو الهوى والقلب، ويحفظونهم في صدورهم وعقولهم؛ فالفاطميون حكموا مصر 400 سنة، ولم تتحول مصر إلى الدولة الشيعية، ورغم ذلك أعظم الأضرحة الخاصة بآل البيت في مصر، والنظام الفارسي ينفق المليارات من أجل تشييع الفقراء في كل مكان، ففي نيجيريا على سبيل المثال هناك أكثر من مليون شيعي . · وهل تعتقد أن دولة كإيران يمكنها أن تنجح في إثارة القلاقل أو الانشقاقات في المنطقة؟ - إستراتيجية النظام الإيراني تعتمد دائمًا على بعض الثغرات في المنطقة العربية، ففي الخليج يعتمدون على خوف سلاطين الخليج على كرسي السلطنة، كما أنهم يعتمدون على رعبهم من الشارع الخليجي، الذي بدأ يستاء من وجود القواعد الأمريكية التي أوجدها النظام الخليجي للدفاع عن مصالحهم، أما في مصر فيعتمدون على أشياء مختلفة، يعتمدون على الشارع المصري، وما أصابه من فقر وبؤس ويأس . · كثيرًا ما تقول: “,”إنكم أنتم أيها المصريون السبب فيما وصلت إليه طبيعة العلاقات بين البلدين“,”.. ماذا تقصد؟ - ماذا تعلم أنت عن إيران؟.. ستقول دولة الملالي، أو الإمبراطورية المعممة، ولكنك لا تعلم أي شيء آخر عنها، على الرغم من أننا في إيران نعلم عنكم كل شيء، الإيرانيون يطالعون 3 قنوات تبث باللغة العربية؛ لمشاهدة كل الدراما المصرية، الإيرانيون يمكنهم مطالعة 4 صحف يوميًّا لقراءة كل ما تكتبونه عن مصر، كما أننا نمتلك 6 إذاعات تقدم برامج مصرية باللغة العربية تتناول كل القضايا داخل مصر، وعشقنا أفلام إسماعيل ياسين وفريد شوقي، ورقصنا عندما علمنا أن أم كلثوم ستشدو لشاعر إيراني، وعشقنا صانع حرب أكتوبر، بكينا عليه أكثر من بكائكم أنتم . · لكنكم أطلقتم على أحد شوارعكم اسم قاتله؟ وأنتجتم فيلمًا وثائقيًّا عنه بعنوان: “,”الاغتيال الثوري للرئيس المصري الخائن على يد الشهيد خالد الإسلامبولي“,”. - النظام الإيراني الذي فعل هذا لا يمثل كل الإيرانيين، ومن العار أن يفشل بلد كبير بحجم مصر بسبب اسم شارع أو مقبرة لشاه إيران في مصر .