قال الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ الاجتماع السياسى، أن الزعامة الحقيقية تقوم على أساس حب الشعب لقائد معين والتفافها حوله وتعلقها به، مشيرًا إلى أن المواقف هى التي تصنع الزعماء والقادة التاريخيين، مثل: الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى. وأشار، سيد أحمد، في حوار مع “,”البوابة نيوز“,” إلى أن الشعب أحب “,”ناصر“,” لانحيازه الحقيقى للفقراء والمهمشين، ولم يكن انحيازًا كلاميًا مثل بعض القادة الذين كانوا يستلهمون حماس الشعب بالشعارات الرنانة فحسب، لافتًا إلى أن سياسات “,”ناصر“,” على الأرض كانت أكثر إنصافًا للفقراء، متابعًا: أسباب حب الشعب لعبد الناصر، ارتكز على عدة محاور أهمها: الانحياز الاقتصادى الذي تمثل في: سياسات الإصلاح الزراعى والصناعى والاهتمام بكل ما يتعلق بهم، بالإضافة إلى الانحياز الاجتماعى المتمثل في الرعاية الصحية والاهتمام بمجانية التعليم، وفيما يتعلق بالجانب السياسى، منح العمال والفلاحين نسبة ال 50% من مجلس الشعب وكان من حقهم أن يحصلوا على أكثر من ذلك بالإضافة إلى دعم المرأة في المشاركة السياسية وإعطائها حق الترشح وليس الانتخاب فحسب. و استطرد أستاذ الاجتماع السياسى قائلا: اهتم “,”ناصر “,” بالحياة الثقافية وإثرائها، فاهتم بالفن والمسارح وأصبحت الكتب في عهده تباع بأسعار رمزية، لافتا إلى أن المواقف الكبرى دائما ما تبنى العظماء حيث إن تحدى “,”عبد الناصر “,” للإمبريالية العالمية وعلى رأسها: أمريكا، صنع منه زعيمًا عالميًا حتى أن هوجو شافيز الذي لم ير عبد الناصر قال عن نفسه: أنه ناصري. و نوه أستاذ الاجتماع السياسى إلى أن “,”ناصر ما قبل “,”56“,” لم يكن بهذا الحجم الذي أصبح عليه بعدها، حيث جاء قراره بتأميم قناة السويس ليصنع منه زعيمًا بلا منافس آنذاك بالإضافة إلى مواجهاته مع الكيان الصهيونى التي جعلت الشعب يلتف حوله ويهتف باسمه. و عن “,”السادات “,” قال سيد أحمد، إن الرئيس الراحل، استطاع أن يكون الزعيم القومى ما بين 73 إلى 77 إلا أن ما قام به في كامب ديفيد من توقيع معاهدة السلام، لم تكن مصر في حاجة إليها حينها كدولة منتصرة أسقط هذه الزعامة ونال منها إلى حد كبير بالإضافة إلى أن السادات نفسه كان معترفًا بأنه لا يملك “,”كاريزما عبد الناصر“,” وبالتالى فقرر الاعتماد على دولة المؤسسات، لافتًا إلى أن مبارك لم يختلف عن السادات كثيرًا حيث اقتصرت زعامته على كونه قيادة عسكرية من بين كتيبة القادة المشاركة في 73 ومرورًا بالمعزول محمد مرسى الذي لم يكن لديه أية مقومات للزعامة والقيادة وصولًا بالرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور الذي إحتفظ بمكانه كموظف ولم يقترب من منطقة الزعامة بالمرة. و أكد أستاذ الاجتماع السياسى أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى هو مشروع الزعيم الأوحد منذ مشروع عبد الناصر، مشيرًا إلى أن استجابته لمطالب الشعب وتخليصه إياهم من قبضة الإخوان جعلهم يتعلقون به ويجدون فيه البطل والزعيم المنتظر، متابعًا: ترشح السيسى رئيسًا للبلاد لم يعد بيده ولكنه أصبح واجبا وطنيا تدفعه إليه زعامته ومكانته لدى الجماهير.