ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية - نقلا عن مسئولين أمريكيين - أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون تدرس طلبا من مسئولين أتراك للمساعدة في تدريب وتسليح مقاتلين سنة داخل سوريا، في إطار جهود لتأمين حدود تركيا الجنوبية، إحدى الأهداف التي لطالما سعت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تحقيقها. وقالت الصحيفة- في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - إن البرنامج يتناول جزءا من الحوار طويل الأمد الذي يشوبه التوتر بين واشنطنوأنقرة بشأن إغلاق الحدود، التي لطالما اشتكت الحكومات الغربية بأنها مستنقع للمتطرفين الذين يغادرون سوريا ويتوجهون منها إلى جميع أنحاء العالم. وأضافت الصحيفة أن الطلب التركي، قُدم خلال الزيارة التي قام بها رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد الأسبوع الماضى لأنقرة، وقبل أيام فقط من انفجار أمس الثلاثاء في قلب منطقة سياحية في مدينة إسطنبول المزدحمة، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، وأثبت مدى خطر التطرف في المنطقة، مشيرة إلى أن مسئولين أتراك حملوا تنظيم داعش مسئولية هذا الانفجار، وحددوا هوية الانتحاري بأنه شاب سوري في العشرينات من عمره. وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان أنه لطالما ضغطت الولاياتالمتحدة على تركيا لبذل المزيد من الجهد لتشديد الإجراءات الأمنية على حدودها، مطالبة إياها بنشر مزيد من القوات في إطار خطوات أخرى، وجاء رد أنقرة آنذاك بمطالبة واشنطن بتعزيز الدعم الجوي، لإنشاء منطقة آمنة على الجانب السوري من الحدود، وهي خطوة تجنبت أمريكا اتخاذها خشية التورط عسكريا على نحو أعمق في الأزمة. ورأت "وول ستريت جورنال" أنه حال تنفيذ الاقتراح التركى، فإنه سيمثل تطورا كبيرا في دور الولاياتالمتحدة في المنطقة، وجهدا آخر لتدريب وتجهيز المقاتلين الذين يميلون للغرب داخل سوريا بعد تعثر جهود سابقة، حيث قامت واشنطن بإلغاء برنامج العام الماضي بلغت نفقاته 500 مليون دولار، لتدريب وتسليح نحو 15 ألف من القوى المعتدلة داخل سوريا لمحاربة داعش، بعد أكثر من عام، حيث أنه لم ينتج سوى بضع عشرات من المقاتلين أو ما يقارب ذلك. وأفادت بأن برنامج التدريب والتسليح الجديد من شأنه المساعدة على إنشاء قوة قتالية إقليمية أكثر تنوعا، بل ومن المحتمل أن يساعد على تهدئة مخاوف أنقرة من الطموحات الإقليمية للمقاتلين الأكراد النشطين في المنطقة. ولم تعلق تركيا على المناقشات التي جرت الأسبوع الماضي بين مسئولين في أنقرة ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، حسبما أوردت الصحيفة الأمريكية. ونسبت الصحيفة إلى مسئولين أمريكيين، القول إن هيئة الأركان العامة التركية أبلغت الجنرال دانفورد بأنها حددت عددا من الجماعات العربية السنية المستعدة للمساعدة في توفير الأمن على طول الحدود التركية داخل سوريا بيد أنهم بحاجة إلى الأسلحة والتدريب. وأضاف الجنرال دانفورد- أثناء جولة إلى ألمانياوتركيا والعراق- أنه يدرس المقترح وسيقدم توصيات إلى وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر والبيت الأبيض قريبا. ولفتت الصحيفة إلى أن ثمة الكثير من التفاصيل حول الاقتراح الأخير، فيما قال مسئولو وزارة الدفاع الأمريكية إنه سيكون مختلف عن المبادرة السابقة الفاشلة.