سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أطنان من اللحوم الفاسدة تهدد حياة المواطنين.. "شاور": ضعف الرقابة أساس المشكلة.. ورئيس المجلس الأعلى لجمعيات حماية المستهلك يطالب الأهالي بالتعاون للكشف عن التجار الفاسدين
بعد أن شنت شرطة التموين حملة أمنية موسّعة في الفترة الماضية، لضبط المحال التجارية التي تقدم منتجات غذائية منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستخدام، وضبط كميات كبيرة من الاسماك المملحة والفاسدة "فسيخ، سردين، ملوحة" منتهية الصلاحية، ثارت الكثير من التساؤلات حول هذه الكميات الضخمة التي تم ضبطها وكيفية الحد من هذه الظاهرة وهل ضبط هذه الكميات دليل على ضعف الرقابة على هذه المتاجر أم تدل على تقاعس المسؤولين عن أداء أعمالهم أم يكون الخلل في تعدد أجهزة الرقابة وتناثر الرقابة بين الصحة والبيطريين ومباحث التموين مما يجعل كل جهاز يلقى على الآخر مسئولية ضبط المخالفات. وقال الدكتور لطفي شاور، مدير عام التفتيش على اللحوم والمجازر بمديرية الطب البيطري بالسويس، إن التفتيش عن اللحوم له إدارة مختصة وأطباء مختصين في هذا المجال بالتعاون مع مباحث التموين ووزارة الصحة ولكن منذ عام 1994 توقفت تعيينات الأطباء البيطريين مما أدى إلى ظهور بعض العجز في عدد الأطباء وتوزيعهم على مناطق عديدة رغم قلة أعدادهم مما يؤدى إلى ظهور مثل هذه المخالفات التي تحتاج إلى الكثير من العمل والملاحظة في الكثير من المحال التجارية والمنافذ الخاصة لبيع اللحوم وبالنسبة للحوم وطريقة فسادها فإن اللحوم إجمالا سواء كانت لحوما حيوانية أو أسماكا تنقسم إلى ثلاثة أقسام وهي، القسم الأول وهو: اللحوم الطازجة ومدة صلاحيتها خمسة أيام وإذا بيعت بعد مرور خمسة أيام فلا بد أنها ستكون فاسدة، والقسم الثاني وهو: اللحوم المبردة ومدة صلاحيتها أربعة عشر يوما فقط وبعد ذلك تصبح فاسدة، والنوع الثالث والأخير هو اللحوم المجمدة وهذه اللحوم تفسد بعد مرور سنة على حفظها، وكل نوع من هذه الأنواع يجب أن يتعامل حسب نوعيته وطريقة حفظه ولكن جشع التجار يحول بينهم وبين الاستغناء عن اللحوم التي تفسد لديهم فتجد أن بعض التجار يقومون بتسييح اللحوم المجمدة وبيعها على أنها لحوم طازجة وعندما لا تباع ويضعونها ثانية في الثلاجات وتتجمد من جديد تصبح فاسدة مائة بالمائة وغير صالحة للاستخدام الأدمي. وهذا كله يوضح وبصورة كبيرة مدى ضعف الرقابة. وقال اللواء أحمد عبد التواب، رئيس المجلس الأعلى لجمعيات حماية المستهلك، إن ضبط اللحوم الفاسدة لا يدل على ضعف الرقابة ولكن من المفترض أن يتعاون المستهلكين مع الرقابة والتفتيش حتى تزيد محصل النتيجة العامة لضبط اللحوم الفاسدة وقد لوحظ في الفترة الماضية والحالية وبصورة كبيرة وجود عدد كبير من المواطنين الذين يبلغون عن اللحوم الفاسدة في المتاجر الصغير والكبيرة مما ساعد المباحث على التقليل من ظهور هذه المشكلة كما أن البيطريين يقومون بأداء واجبهم على حسب مناطق توزيعهم، مضيفا أنه من المؤسف أن تبلغ كمية اللحوم الفاسدة في السوق إلى 50% وأحياننا 60% مما يعرض المواطنين لأخطار تناولها ولكن من المؤكد أن الوضع لن يبقى كما هو عليه وسيتم ضبط كميات أكبر من اللحوم الفاسدة ويتم معاقبة التجار الذين يبيعونها حتى يتم التقليل من حجم هذه المشكلة قدر المستطاع. كما قال الدكتور سيد حجازي، الأستاذ بكلية الطب البيطري، إن ثلاث جهات مختصة بالتفتيش عن اللحوم الفاسدة في المتاجر وهى الطب البيطري ومباحث التموين والصحة ولكن عدم التنسيق والاتفاق بين هذه الجهات يؤدى إلى ضعف عملية الكشف عن كميات اللحوم الفاسدة بصورة كبيرة في المتاجر. وطبعا بسبب عدم التنسيق تجد أن الطب البيطري عندما يذهب وحيدا للكشف عن اللحوم الفاسدة يكون مهتزا وغير قادر على كشف الكميات الكبيرة لعدم وجود مباحث التموين بجانبهم لحمايتهم والقبض على التجار الذين يبيعون اللحوم الفاسدة لأن المباحث هم السلطة التنفيذية الوحيدة في التفتيش. فالحل الأمثل للحد من هذه المشكلة هو التنسيق والاتحاد بين الجهات الثلاث المذكورة أعلاه وهى البيطريين والصحة ومباحث التفتيش. وقالت الدكتورة سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية المستهلك إن ضعف الرقابة ليس العامل الأساسي لوجود هذه المخالفات ولكن الأساس هو تعدد الأجهزة الرقابية وأحياننا يكون تعدد أجهزة الرقابة نقمة، حيث إن عدم التنسيق بين الصحة والبيطريين ومباحث التموين يتسبب بظهور هذه المشاكل وظهور المنتجات الفاسدة بالمتاجر بكثرة بسبب اعتماد كل جهاز على الأخر في عمليات التفتيش وإذا تم التنسيق بين الأجهزة الثلاثة فإنهم يفتشون على مناطق دون الأخرى مما يذيد المشكلة صعوبة، مضيفة أن أنواع اللحوم وطريقة حفظها تختلف من نوع إلى آخر ومن طريقة إلى أخرى حسب النوع والأنواع سريعة التلف هي الطازجة والمبردة لأن عدد أيام حفظها قليل ولكن التجار يقومون بتجميد اللحوم الطازجة التي أوشكت على الفساد حتى لا يخسروا نقودهم كما أنهم يقومون أيضا بفك اللحوم المبردة التي توشك على الفساد ويبيعونها طازجة وهذه كلها ألاعيب يكتشفها الطب البيطري بعمل الفحوصات عليها.