واصلت لجنة المصالحات بالأزهر، جهودها في إنهاء الخصومات الثأرية بربوع مصر، حيث شهد د. عباس شومان وكيل الأزهر رئيس لجنة المصالحات والشيخ محمد زكي الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية ومقرر اللجنة، واللواء أحمد أبو الفتوح مدير أمن سوهاج، اليوم الجمعة، إتمام مراسم الصلح بين عائلتي زعيير وااسلال بمركز طهطا. وأكد وكيل الأزهر في كلمته أن لجنة المصالحات بالأزهر أخذت على عاتقها منذ بدء عملها القضاء على عادة الثأر من ربوع مصر خاصة في الصعيد، وقد نجحت اللجنة خلال الفترة القصيرة على انشائها من حل عدد من قضايا الثأر التي كانت تؤرق العديد من العائلات. وأشاد وكيل الأزهر بمبادرة محافظة سوهاج للقضاء على الثأر 2016بمشاركة ورعاية الأزهر الشريف (لجنة المصالحات) تحت شعار سوهاج خالية من الثأر، والتي تهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة في الخصومات الثأرية التي تتسبب في التهاب الخصومات بين العائلات وبيان الضوابط الشرعية التي تستوجب القصاص وأهمية نشر ثقافة العفو والتسامح وقبول الدية كمفاهيم شرعية أوصى بها الإسلام. وأضاف وكيل الأزهر، أن الأزهر الشريف لا يدخر جهدا في دعم الجهود التي تسعي لإيقاف نزيف الدم بين أبناء المصريين، مؤكدا أن ثقافة الثأر والقتل يجب أن تنتهي فكفانا ما سمعناه من مآس وآلام وأحداث مفجعة، يجب أن نعمل جميعا على انجاح تلك المبادرة في محافظة سوهاج لتعم بقية المحافظات. وأشار إلى أن تلك المشاكل تنقل الاحقاد وتورث ثقافة القتل التي لا تدل على رجولة كما كان في الماضي، محذرا من قيام العائلات بمساعدة أطفالها على حمل السلاح لأن هذا الأمر كارثة تؤدي إلى خراب المجتمع، مناشدا الجميع بتعليم أبنائهم ثقافة العفو والتسامح، محذرا من أن شريعة الغاب لن تورث إلا الدمار والفوضى، فيجب أن نحترم جميعا أحكام القضاء وأن نقدم ثقافة العفو. وأشاد وكيل الأزهر بالفكر الذي بدأت تنتهجه عائلات كثيرة في صعيد مصر بإعلاء مبدأ العفو والتسامح وقبول مبدأ العفو. كما أثني وكيل الأزهر على مبادرة الشيخ محمد زكي الأمين العام للجنه العليا للدعوة ومقرر لجنة المصالحات وقبوله العفو عن خصومة هو ولي الدم فيها دعما لجهود المصالحات بالأزهر وإعلان طهطا أول مدينة في صعيد مصر خالية من الثأر. وقال اللواء أحمد أبو الفتوح مدير أمن سوهاج إن اتمام المصالحات بين العائلات أمر نفخر به جميعا خاصة إذا تم الأمر برعاية الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، مؤكدا دعم أمن سوهاج لكافة الجهود التي تقضي على الثأر في مدن وقرى مصر. وأشار إلى أن هناك عبء كبير على علماء الأزهر ورجال الدين المسيحي في تغير الفكر ومواجهة الخطاب الذي يدعوا للعنف بعيدا عن القيم الدينية، محذرا أنه أن يتهاون مع أي طرف يسعى لوأد أو تعكير صفو أي عملية صلح تتم بين العائلان وانه سيتعامل معها بحسم القانون. من جانبه قام الشيخ محمد زكي بإعلان مراسم الصلح بين العائلتين. وعقب انتهاء مراسم الصلح أعلن الشيخ محمد زكي قبوله مبدأ العفو هو وأبناء أخيه المقتول عن قاتله وإعلان مدينة طهطا أول مدينة خالية من الثأر بصعيد مصر.