ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست، في تحليل لها عن الأحداث الواقعة الآن بين السعودية وإيران، على خلفية إعدام السعودية لنمر باقر النمر، والذي أسفر عن انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وأبرز التحليل، قوة العائلة المالكة والتي يرأسها العاهل السعودي، الملك سلمان، ونائب ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع، الذي طمأن العالم أن الأزمات لن تقود لأي نوع من الحروب في منطقة الخليج والشرق الأوسط. وفي هذا، قال محلل سعودي، رفض الكشف عن هويته، أنه إذا حدثت أي حرب بين إيران والمملكة العربية السعودية، فإنها بداية لكارثة كبرى في المنطقة، وسوف تنعكس بقوة عل العالم أجمع، مؤكدًا بأن السعودية لن تسمح بأي شيء مثل هذا. وأضاف قائلا: "لا أعتقد أن هذا سيحدث في عهد أي ملك، سواء كان حادثة الإعدام أو قطع العلاقات." وأكد أن قطع العلاقات مع إيران هو أكبر دليل على أن الحكام الجدد أقل ترددا في التحرك ضد الممارسات الإيرانية تجاه المملكة العربية السعودية. وقالت مصادر مقربة من السلطات السعودية أن اقتحام المباني الدبلوماسية في إيران بمثابة مفاجأة، ولم يسبق لها مثيل، على غرار إشعال النار في السفارة البريطانية في طهران في عام 2011 وحادث مثيل لها في عام 1988. ومع ذلك، قال الحكام السعوديون إنهم لم يتوقعوا الهجوم على السفارة، موضحا أن الملك سلمان اتخذ خطوات لمواجهة ما يعتبرونه النفوذ الإيراني المتنامي في الشرق الأوسط خلال العام الماضي مثل الحرب في اليمن لوقف استيلاء المتمردين الشيعة، وأيضا استمرار الحرب في سوريا. وأكدت الصحيفة في تحليلها أن الكثيرين في الرياض يصرون على أن الحكومة لا تحاول شن معركة جديدة مع إيران من خلال إعدام النمر، المتهم بإثارة الاضطرابات، والذي أعدم جنبا إلى جنب مع عشرات متهمين بالإرهاب. جدير بالذكر أن العلاقات بين إيران والسعودية وصلت إلى طريق مسدود، مع قرار طهران بوقف جميع أشكال التعامل التجاري مع الرياض واتهامها طائرات حربية سعودية بمهاجمة سفارتها في العاصمة اليمنية، على خلفية إعدام السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر الذي دأب على انتقاد أسرة آل سعود مطالبا بحقوق أكبر للأقلية الشيعية في المملكة. كما كان رد السعودية قاسيًا، حيث قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وحذت حذوها البحرين والسودان وجيبوتي والصومال بينما خفضت الإمارات مستوى التمثيل الدبلوماسي، واستدعت الكويت وقطر وجزر القمر سفراءها لدى إيران بعد اقتحام محتجين إيرانيين للسفارة السعودية في طهران بعد إعدام النمر و46 شخصًا آخرين. واستمر الحرس الثوري في تصريحاته العدائية تجاه السعودية، وكان أقربها أمس على لسان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، جنرال حسين سلامي رسالة للسعودية بأنها "ستنهار" خلال السنوات القادمة إذا استمرت في انتهاج ما وصفه بسياساتها الطائفية في المنطقة، كما ذكرت وكالة فارس للأنباء.