Ø رخا: الأزمة تهدد الحزب الديموقراطي وعرش أوباما Ø الصفتى : المواطن الأمريكي لا تهمه السياسة ويبحث عن مصالحه الاقتصادية Ø شيرين فهمى : سياسة البيت الأبيض الخارجية لا تعرف المبادئ.. وتحركها المصالح جاءت التكهنات الأخيرة بتعرض الاقتصاد الأمريكى ومن ورائه العالمى إلى وعكة جديدة بعد التى تعرض لها قبل عامين لتضع حلقة جديدة في مسلسل التعثر الأمريكي الذي بدأ بدعم الولاياتالمتحدة لجماعات الإسلام السياسى ومنها جماعة الإخوان في مصر وإصرارها على ذلك في ذلة سياسية كبرى، ومروراً بتراجعها عن هذا الموقف نسبياً واعترافها بثورة 30 يونيو وإبدائها الاستعداد الكامل للتعامل مع النظام القائم في مصر لتثبت على نفسها أنها دولة مصالح لا مبادئ، وانتهاءً بأزمة اقتصادية جاءت لكسر ظهور عمال الدولة العظمى ومحدودي الدخل فيها، وهنا يثور تساؤل هام : أيهما كان تابعاً للآخر ومؤثراً فيه المواقف السياسية للولايات المتحدة أم اقتصادها؟ وهل ستؤثر الأزمة الاقتصادية الأمريكية في دعم الابنة الصغرى “,”إسرائيل“,” ومن ورائها “,”الجماعات الإسلامية“,” في الشرق الأوسط ؟ وما مدى تأثير تلك الأوضاع الراهنة في رصيد الديمقراطيين لحساب الجمهوريين بالولاياتالمتحدة خلال الانتخابات القادمة ؟ “,”البوابة نيوز“,” رصدت عدد من الأراء لتحديد إجابات محددة لهذه التساؤلات ... قال السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشئون الخارجية إن الوضع الاقتصادي أكثر تأثيراً على الولاياتالمتحدة من أى مؤثر آخر حتى لو ارتبط هذا المؤثر بالممارسة السياسية، لافتاً إلى أن الأزمة الاقتصادية في الولاياتالمتحدة أدت حتى الآن إلى تخفيض الطلب على السلع والمطاعم والكافيتريات وغيرها إلى 50 % . ولفت رخا ، إلى أن السياسة الخارجية ومواقف الولاياتالمتحدة بالنسبة للمواطن الأمريكى ليست بالأهمية لكن حياته الإقتصادية واليومية هى الأساس الذى ينطلق منه صوته، مشيراً إلى أن الكونجرس الأمريكى يقر الموازنة قبل أول أكتوبر والأزمة الحالية مرتبطة بعدم اتمام ذلك بالإضافة إلى قانون التأمين الصحى الذى اعتمدوا عليه في إقرارها لهذا العام ويقف الجمهوريون إلى جانب عدد من الديمقراطيين أصحاب الاتجاه اليميني المتطرف –عقبة في سبيل إقراره- . وأشار، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية إلى أن المساعدات المادية إلى الجمعيات الأهلية وجماعات الإسلام السياسي في مصر وغيرها من الدول قد لا تتأثر بكل هذا نظراً لاهتمام الولاياتالمتحدة بما تسميه بالتحول الديمقراطى والحكم الرشيد في الشرق الأوسط لمصلحة إسرائيل ولتسيير مصالحها خاصة في دولة ذات أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لهما. ونوه، رخا، إلى أن الأزمة الحالية قد يكون لها مردوداً سلبياً على الحزب الديمقراطى الحاكم الذي ينتمى إليه أوباما والعكس تماماً بالنسبة للحزب الجمهوري، الذي يمثل أغلبية عددية بمجلس النواب. ومن جانبه أكد السفير عادل الصفتى وكيل وزارة الخارجية على أن الشيء الوحيد الذي يمكنه النيل من قوة الولاياتالمتحدةالأمريكية ليس المواقف السياسية الخاطئة ، إنما الأوضاع الاقتصادية السيئة، متابعاً: إن المواطن الأمريكى لا يعنيه شيئاً عن السياسة الخارجية لبلده ما لم تؤثر على يومه بشكل مباشر، أما ما يعنيه ويشغل باله هو حالته الاقتصادية وكل ما يرتبط بها . وأشار الصفتي إلى، أنه ومهما كانت بالولاياتالمتحدة من أزمات طاحنة إلا أن هناك شيئاً مقدساً لا يُضار هي المساعدات الأمريكية إلى إسرائيل نظراً لتكوين اليهود للوبي الصهيوني الذي يعمل كورقة ضغط لا يقل عن “,”لوبي السلاح“,” واللوبي الصهيوني يعمل على تمويل الحزبين الديمقراطى الحاكم حالياً والجمهوري أيضاً وبالتالي، فمساعدات الولاياتالمتحدة إليه لا تتوقف بحال من الأحوال، لافتاً إلى أن مساعدات الولاياتالمتحدة إلى مصر تحت ما يسمى دعم حقوق الإنسان والحكم الرشيد هى الأخرى لن تتوقف مهما كانت هناك أزمة في إقرار الميزانية التي يقرها الكونجرس، متابعاً : إن الأزمة التى تتعرض لها الولاياتالمتحدة قد لا تؤثر في أي من الأطراف الخارجية، لكنها تؤثر في المواطن الأمريكي البسيط ، لاسيما العامل الذي لا يغطيه التأمين الصحى وبحسب إحصائيات داخلية بالولاياتالمتحدة فإن التأمين الصحى لا يغطي ما يقرب من 39 مليون مواطن أمريكي. ولفت، وكيل وزارة الخارجية الأسبق إلى، أن ما يحدث في أمريكا الآن وما يقوم به باراك أوباما من أخطاء سياسية واقتصادية لن يدفع ثمنها بقدر ما سيدفع حزبه الديمقراطى إلا إذا أعاد ترتيب أوراقه مستغلاً أزمة التأمين الصحي وسعى وراء إقراره وبالتالي سيفوز بأصوات نسبة كبيرة من محدودي الدخل والعمال في أمريكا بالإضافة إلى دعم العاطلين في الحصول على بدل بطالة في مواجهة حزب الشاي اليميني المتطرف الذى يرفض إعطاء مقابل مادي للعاطلين الذين هم بالأساس من الأقليات الزنجية والشرق أسيوية والأقليات الدينية التي تعد أعداداً لا بأس بها في الولاياتالمتحدة. فيما أشارت الدكتورة شيرين فهمي أستاذ العلوم السياسية و المتخصصة في الشأن الأمريكي إلى أن الولاياتالمتحدة وسياستها الخارجية لا تعرف شيئاً عن المبادئ، إنما تحركها المصالح ، لافتة إلى أن المحرك الأساسى لهذه المصالح هو الاقتصاد الذي يمثل الركيزة الأساسية للولايات المتحدةالأمريكية . ونوهت ، فهمى إلى أن الدافع الأساسي الذي كان وراء قرار أوباما بدخول سوريا هو الحصول على الدعم الاقتصادي من دول الخليج التى كانت تسعى للتخلص من بشار الأسد ووضع حد للتغول الإيراني في المنطقة ، بالإضافة إلى رغبة “,”أوباما“,” في إيجاد مكان للولايات المتحدةبسوريا بعد إسقاط “,”الأسد“,” الذي سيخلف إسقاطه فراغاً كبيراً وهو ما تريد الولاياتالمتحدة استخدامه لصالحها و لصالح حليفتها “,”إسرائيل“,” . ولفتت ، أستاذ العلوم السياسية ،إلى أن الاقتصاد هو الثابت الوحيد الذي يتبع له كل متغير على أرض الواقع في الولاياتالمتحدةالأمريكية ولعل أبرز دليل على ذلك أن حرب الولاياتالمتحدة ضد الإرهاب فتحت لها آفاقاً جديدة في تجارة السلاح ومصانع الأسلحة التي كان شريكاً أساسياً بها جورج دبليو بوش وكوندليزا رايس وغيرهما من السياسيين الذين كانوا يحققون مكاسب كبرى للاقتصاد الأمريكى بتوظيف أهداف سياسية لخدمة الاقتصاد الأمريكي .