عقدت أمس الثلاثاء، بالمجلس الأعلى للثقافة، ندوة بعنوان "الكوارث الطبيعية والبشرية وتأثيرها على التراث المصري"، ودارت الندوة حول أهم الآثار السلبية للكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وفيضانات وسيول وعواصف، وكوارث بشرية من إرهاب وحرائق وسرقات، في تدمير الآثار المادية وخاصةً المصرية، والوصول لطرق علمية حديثة تطبيقية لتقييم الوضع الراهن وتحليل تلك المخاطر، للحفاظ على التراث المصري. افتتحت الندوة بكلمة الدكتور محمد عبد الهادي، أكد فيها ضرورة الوصول لحلول علمية تطبيقية وتوصيات في تلك الندوة للحفاظ على التراث من الكوارث الطبيعية والبشرية، وما لها من مخاطر تتعرض لها الآثار المصرية، وتحدث عن تقييم المخاطر الزلزالية بوجه خاص وتأثيرها السلبي على المباني والمواقع الأثرية، والتي تحدث نتيجة الإجهادات التي تتعرض لها القشرة الأرضية فيحدث انزلاق لطبقات القشرة الأرضية، مؤكدًا أن عدد الزلازل الطبيعية المدمرة ستة زلازل سنويًا، في حين أن عدد الزلازل الصغيرة مليون زلزال سنويًا، وكلاهما مؤثر على الآثار، وكما أن للزلازل آثارًا مدمرة لها آثار إيجابية في إتاحة الفرص لدراسة القشرة الأرضية وما يدور بداخلها من حركة دائمة، وتناول الزلازل التي دمرت مدنًا بأكملها، وزلزال 1992 بالتحديد، والذي تعرضت له مصر وآثاره المدمرة على الآثار المصرية. تلاها كلمة الدكتورة أمل الصبان التي أثنت على الجهد المبذول في تلك الندوة، والتي تعد الأولى للجنة الآثار، وأعربت عن أهمية الندوة في الحفاظ على التراث الأثري، والذي يهتم به المجلس الأعلى للثقافة اهتمامًا بالغًا هو والتراث غير المادي، وأهمية تأثيره في تعريف الشباب بتراثهم الحضاري وتأكيد انتمائهم وربطهم بهويتنا المصرية، وأهمية الوصول لحلول علمية تطبيقية للحفاظ عليه. وتناول الدكتور علي عبد المطلب تأثير الزلازل على المعابد المصرية، مشيرًا إلى معبد فيلة كنموذج مهم ونشط زلزاليًا، موضحًا عدة مشاكل تسببها الزلازل على الآثار المصرية، وكيفية معالجة تلك التأثيرات السلبية، مستعرضًا أيضًا ما تعرض له هرم خفرع من تأثير سلبي، كما أكد ضرورة الحفاظ على آثارنا كما تحدث الأستاذ ممدوح عودة عن تقييم المخاطر الطبيعية والبشرية المهددة للتراث المصري، فهو يعتبر التراث الحضاري على اختلاف أنواعه وأشكاله مبعث فخر للأمم، حيث يمثل التراث صلة بين ماضي الأمم وحاضرها، وهو أيضًا مادة خصبة للبحث العلمي وإنماء المعلومات التاريخية، موضحًا تلك الأخطار الطبيعية والبشرية المؤثرة في تراثنا المصري منها الظواهر الجوية والمناخية القاسية التي تحدث بصورة طبيعية في شتى أنحاء العالم، كما تناول الدكتور عودة المعنى الحقيقي للكارثة طبقًا لهيئة الأممالمتحدة والمنظمة الدولية للحماية المدنية والقانون المصري رقم 30 لسنة 1977، مشيرًا إلى التعريف الشامل للأزمة وكيفية إدارة الأزمة ومراحلها المتعددة. في حين أشار الدكتور عاطف عبد اللطيف إلى تأثير الحرائق على المباني التاريخية باعتبار الحرائق أحد العوامل التي تساعد على تدهور الآثار والمباني التراثية، متناولاً تعريف الحرائق وأسباب حدوثها ومخاطرها وسرعة انتشارها، مسترشدًا بعدة أمثلة لحوادث الحرائق منها حريق المسجد الأقصى وسوق حمص المسقوف وقصر الجوهرة، وحريق المسرح القومي، موضحًا المراحل التاريخية التي مر بها المسرح القومي، ومطالبًا بتفعيل ما يعرف بالصيانة الوقائية للآثار المصرية. كما أكد الدكتور علي عمر عبد الله أهمية دراسة الكوارث الطبيعية والبشرية التي تؤثر سلبًا على آثارنا المهمة، في حين استوضح الدكتور محمد الدهبي تقييم المخاطر الطبيعية والتأثيرات البشرية على المباني والمواقع الأثرية، متخذًا عمود السواري نموذجًا استرشاديًا، كما تناول الدكتور سيد محمد حميدة الطرق العلمية الحديثة لتقييم الوضع الراهن وكيفية تحليل المخاطر الزلزالية المهددة للتراث المصري. وفى ختام فاعليات الجلسة الثانية تناول الدكتور ممدوح عودة دور الفريق المصري والمجتمع المدني في حماية التراث المصري.