تنامى نفوذ الجماعات والتنظيمات الارهابية فى أوروبا كان محل اهتمام مؤتمر "صناعة التطرف.. قراءة فى تدابير المواجهة الفكرية" الذى تنظمه مكتبة الاسكندرية على مدار 3 أيام، والتطرق إلى مصادر التطرف الديني فى اوروبا، والقاء الضوء على تغذية أفكار التطرف فى بريطانيا وايطاليا على سبيل المثال. من جانبه أكد الدكتور سعيد شحاته متخصص فى شئون الحركات الاسلامية فى انجلترا أن مصادر التطرف الدينيى فى اوروبا مختلفة، وفى بريطانيا على سبيل المثال تظهر بعض المساجد التى تنشر فكر وفتاوى التطرف، كما تقوم بعض المساجد المدارس الاسلامية التى تحاول بناء نظام قيمي يختلف عن قيم المجتمعات الأوروبية، إلى جانب الدور الذى تقوم به بعض منظمات الاسلامية الخيرية مثل المجلس الاسلامى ببريطانيا، وفى الوقت نفسه تقوم بعض القنوات التليفزيونية التى تنشر الكراهية للدول الاوروبية وترفع شعارات القضية الفسطينية وغيرها. وحول العقبات التى تمنع بريطانيا من مواجهة التطرف، اوضح شحاته انها تتلخص فى تواجد آئمة متطرفون يزورون المتهمين بالارهاب ويغذون فيهم فكر التطرف، مع انتشار محاكم شرعية اسلامية ضد المرأة، وعدم قدرة القيادات المسلمة فى التعاون مع الحكومة البريطانية، إلى جانب المشكلة الأكبر والتى تتلخص فى عدم القدرة على اندماج المسلمين فى اوروبا. وأكد شحاته على ضرورة تقديم فكر ديني معتدل يدحض أسس فكر الجماعات المتطرفة، والتأكيد من خلال وسائل الاعلام على أن الغرب ليس ضد الاسلام والمسلمين لأنه ليس مسيحيا كما يخطيء البعض، وتسليط الضوء على وجود المجتمعات المسلمة فى البرلمنات الأوروبية والنجاحات التى يحققونها فى مجالات مختلفة ولا يتم التمييز ضدهم. على الجانب الآخر وحول دور التعليم فى مكافحة التطرف اتهم الدكتور كمال مغيث الخبير التربوى الدول النفطية بتخريب التعليم والمؤسسات التعليم فى مصر بسبب أفكار المعلمين الذين سافرو للعمل هناك فى سبعينيات القرن الماضي، وما ترتب عليه من عودة هعؤلاء مشبعين بافكار التخلف والرجعية، إلى جانب فرض الحجاب والنقاب على التلاميذ، وتأسيس بيئة خصبة للتطرف والارهاب، وتخصيص مكان يعد مسجدا داخل المدرسة ورفض تحية العلم، وكلها أفكار عززت من الاقصاء والتهميش للاخر فى المنظومة التعليمية وساعدت على بزوغ أفكار التطرف. وانتقد مغيث تخصيص 3 صفحات فقط بعد سنوات كثيرة من التهميش فى منهج التاريخ فى المدارس للحديث عن الحقبة القبطية التى استمرت أكثر من 600 عاما، فى حين يتم تخصيص أكثر من هذا للحديث عن العصر البطلمى، وهى أفكار تؤكد على أن هناك نية على استمرار اقصاء الاخر ، ويتزامن مع ذلك الاستهانة بمادة التربية الدينية وعدم تخصص مكان مناسب لتدريسها، ففى الماضي كان يتم الفرز داخل المدارس والفصل بين التلاميذ المسيحيين والمسلمين، وتدريس المادة فى فناء المدرسة او فى المعامل ولكن الآن من الممكن ان يتم تدريسها على السلم او مكان هامشي فى إشارة على اهانة هؤلاء، وهو ما يولد شعورا سيئا داخلهم، إلى جانب التمييز الذى يمارس ضد المدرسين المسيحيين من حيث منح اولولية للمدرسين المسلمين فى اختيار المواد والتوقيتات التى يريدونها وترك البقية للمسيحيين. دعا الدكتور كمال مغيث إلى ضرورة وضع نصوص دستورية تؤكد على احترام المؤسسات التعليمية وتعزيز دورها والوطنى، وتحقيق المواطنة لكل المصريين، ووقف كل اشكال الفرز والاقصاء التى اعتاد عليها المجتمع.