شهد تنفيذ المملكة العربية السعودية لأحكام إعدام تجاه 47 شخصا متهما بالإرهاب احتجاجات شيعية واسعة في إيرانوالعراقولبنان، وذلك تعقيبا على إعدام رجل الدين الشيعى السعودى نمر باقر النمر «56 عاما»، وصلت إلى حد توجيه الدعوات بقطع العلاقات مع المملكة لإعدامها النمر. وفى الوقت الذي خرجت فيه مواقف رافضة للإعدام الذي أقامته المملكة السعودية، السبت، إلا أنه كانت هناك أيضا بالمقابل دعوات تأييد ودعم للمملكة في كل إجراءاتها التي تأتى لمواجهة الإرهاب والتطرف، التي تمثلت في موقف دولة الإمارات العربية المتحدة. الإمارات تعلن عن دعمها وتأييدها وقد أعلنت دولة الإمارات عن تأييدها للسعودية فيما تتخذه من إجراءات رادعة لمواجهة الإرهاب والتطرف، والذي يأتى في إطار حق المملكة الأصيل في تنفيذ الأحكام القضائية بحق المدانين ب«الإرهاب». وقال وزير الخارجية الإماراتى، عبدالله بن زايد آل نهيان: «إن قيام المملكة السعودية بتنفيذ الأحكام القضائية بحق المدانين هو حق أصيل لها، بعد أن ثبتت عليهم بالأدلة والبراهين الجرائم التي ارتكبوها، وإن ما قامت به المملكة إجراء ضرورى لترسيخ الأمن والأمان لكل أبناء الشعب السعودى والمقيمين على أرضها». وشدد عبد الله بن زايد، في تصريحاته التي نقلتها وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، على أن ما اتخذته المملكة يعد بمثابة رسالة واضحة ضد الإرهاب ودعاة ومثيرى الفتنة والفرقة والاضطرابات الذين يسعون لتمزيق وحدة المجتمع، وتهديد السلم الاجتماعى في المملكة. أول تعقيب إيرانى على الجانب الآخر، خرج الكثير من المواقف الاحتجاجية والتحريضية ضد المملكة السعودية التي كانت الحربة فيها إيران التي قادت صورا من التحريض والتهديد تجاه المملكة. وفى أول تعليق إيرانى رسمى على الحادث، خرج المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حسين جابر أنصارى، ليدين بشدة إعدام الشيخ النمر، واعتبره مؤشرا للتسرع وانعدام المسئولية لدى المملكة السعودية. حديث المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لم يقف عند هذا الحد، بل خرج بتهديد واضح، حيث قال: «إن الرياض ستدفع الثمن باهظا لهذا الإجراء الذي أقدمت عليه». وأضاف أنصارى: «إن الحكومة السعودية، وفى الوقت الذي تدعم فيه التيارات الإرهابية والمتطرفة التكفيرية تتحدث مع منتقديها في الداخل بلغة الإعدام والقمع، ومن الواضح أن نتائج هذه السياسة العقيمة واللا مسئولة ستطال القائمين بها، وأن الحكومة السعودية ستدفع ثمنا باهظا إزاء استمرار سياساتها هذه». واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، أحمد المولى، القائم بالأعمال السعودى في طهران، وذلك للاحتجاج على إعدام النمر. استداعاء السفير الإيرانى لدى المملكة وفى رد سريع على التصعيدات الإيرانية في مواجهة المملكة السعودية، استدعت الخارجية السعودية السفير الإيرانى لدى المملكة، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة حيال التصريحات الإيرانية حول حكم إعدام النمر. وقال مصدر مسئول بوزارة الخارجية السعودية، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية «واس»: «إن مذكرة الاحتجاج جاءت حيال التصريحات الإيرانية العدوانية الصادرة تجاه الأحكام الشرعية التي نفذت بحق الإرهابيين في المملكة، كما عبرت له الوزارة عن استهجان المملكة ورفضها القاطع لهذه التصريحات العدوانية التي تعتبرها تدخلا سافرا في شئون المملكة». هذا قبل أن يقتحم متظاهرون إيرانيون مقر السفارة السعودية في طهران، وكذلك مقر قنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية، ويضرموا النار فيها، ونهبوا محتوياتها كما قامو بإسقاط العلم السعودي من فوقها وذلك احتجاجا على إعدام النمر. جاء ذلك وسط تخاذل كامل من الأمن الإيراني الذي من المفترض به أن يشدد إجراءات الأمن على السفارة، حيث ترك المحتجين يقتحمون السفارة، وينهبون ما بها من وثائق ومستندات. أما في العراق، فقد خرج رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، بدوره ليدين إعدام النمر، قائلا: «إن هذا الأمر سيكون له تداعيات على أمن المنطقة، وأنه يشعر بأسف بالغ وصدمة شديدة بعد تلقيه نبأ تنفيذ الإعدام عليه». وفى لبنان، اعتبر المجلس الشيعى اللبنانى أيضا أن الإعدام خطأ فادح، أما حزب الله فقد أصدر أيضا بيانا موسعا يدين الإعدام، معتبرا أنها عملية اغتيال، داعيا العالم إلى إدانتها.