أجمع عدد من أبطال حرب أكتوبر المجيدة الذين سطر التاريخ أسماءهم بحروف من نور على أهمية استعادة روح اكتوبر بين أبناء مصر سياسيين ومواطنين وبكافة اتجاهاتهم وأعمارهم ودياناتهم عدا من تلوثت ايديهم بدماء المصريين للعبور بمصر من المرحلة الحالية إلى مرحلة التقدم والتنمية التى يبتغيها ويأمل بها كافة المصريين على غرار توحدهم وتكاتفهم جميعا شعبا وجيشا في مرحلة العبور العظيم في اكتوبر 1973 . وتطرق هؤلاء الأبطال، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة احتفال مصر والقوات المسلحة بالذكرى الأربعين لانتصارات اكتوبر المجيدة وفى إطار اللقاءات التى أتاحتها القوات المسلحة للإعلاميين مع الأبطال الحقيقيين الذين خاضوا الحرب، إلى أهمية الاستفادة من الدروس المستفادة من تلك الحرب المجيدة التى وصفوها بأنها كانت ملحمة عزفهتا القوات المسلحة بكافة قادتها وأفرادها وعناصرها وخلفها شعب مصر العظيم الذى يقدر للقوات المسلحة دورها الوطني على مر التاريخ 0 وأكد اللواء محمود خلف الخبير الاستراتيجي وأحد أبطال حرب أكتوبر أن كل مواطن كان يعرف دوره في اكتوبر 1973 جيدا وأنه تم ترسيخ شعار مصر فوق الجميع بما مكن القوات المسلحة من تأدية دورها ببطولة وعلى أكمل وجه 00 مشيدا بدور أبناء سيناء في تلك الفترة 0 وأشار خلف إلى أن أولى دروس النجاح هو ضرورة تحليل أسباب الوصول إلى الموقف الراهن حتى يمكن اتخاذ القرار الصائب بعد تحديد ملامح الضعف ونقاط القوة، موضحا أنه تم في الرابع من اكتوبر الاستعداد الكامل لإقامة 24 كوبري على قناة السويس وأن الموجة الأولى للمعركة شملت نصف مليون جندي مصري وأن الخسائر بها كانت محدودة 0 وقال إن معركة اكتوبر كانت عملا متكاملا شاركت فيه كافة أنواع الأسلحة في سيمفونية متناسقة دعمتها كلمة الله اكبر التى اكملت الزلزال على العدو، مشيرا إلى أن أول ست ساعات بالمعركة كانت الأهم اندفعت بعدها القوات والمعدات الثقيلة إلى العمق حتى وصل عدد القوات التى وصلت الضفة الشرقية للقناة إلى 80 ألف جندي وأكثر من 200 دبابة 0 ووصف اللواء خلف ما حدث في سيناء مؤخرا من قبل الإرهابيين بأنه جريمة وتواطؤ من أشخاص لا يعرفون حدودا للأوطان، إلا أن العملية التى تقوم بها القوات المسلحة حاليا ستعيد سيناء نظيفة إلى مصر 0 ومن جانبه، دعا اللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة السابق كافة المصريين إلى التوحد والنظر إلى المستقبل بروح اكتوبر والانطلاق إلى الأمام كما فعلت القوات المسلحة، مشيرا إلى أن الساعات الست الأولى للمعركة في حرب اكتوبر كانت مفخرة للقوات المسلحة وأثبتت جرأة المقاتل المصري وكفاءة التخطيط وقدرة المصريين على تخطى الصعاب 0 وناشد سعيد الشباب إلى العمل الجاد حبا في مصر وأن يضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار والتركيز على الجوانب المضيئة في حياتنا 00 مطالبا بضرورة تدريس حب الوطن والانتماء وأهمية سيناء بتوسع في المدارس والجامعات والعمل بكل قوة على رفع شعار مصر أولا في أي عمل نقوم به. وبدوره، أكد اللواء طيار محمد صلاح احمد أحد أبطال اكتوبر وقائد سرب طائرات هليكوبتر على أهمية استعادة روح اكتوبر ومعرفة أن الوصول إلى معركة النصر والكرامة لم يتم في يوم وليلة ولكن على مدار السنيين وبالعمل والتخطيط والعرق 00 وقال إن رؤيته الحالية تظهر التفاعل بين الجيش والشعب من أجل مصر. وأكد اللواء دكتور أحمد شوقي الحفني الذى كان يشغل رتبة مقدم خلال فترة اكتوبر وأشرف على عمل وحدات الصاعقة خلال الحرب خلف خطوط العدو أنه يجب استنباط الدروس المستفادة من حرب اكتوبر للعبور بمصر من هذه المرحلة وأولها الإيمان بالقضية التى نعمل من أجلها ويكون لدينا فهم عميق لها من قبل الجميع وكذلك تقديم التضحيات في سبيل الهدف من خلال تأجيل مطالبنا كأمة وشعب حتى تتحقق النتيجة الأولية لهدف النهضة 00 وشدد على أهمية الالتحام بين كافة مؤسسات الدولة والشعب دون انفصال وحسن توظيف الإمكانات المتاحة كما خلال فترة حرب اكتوبر 0 وأوضح اللواء الحفني أهمية فترة التجهيز للمرحلة المقبلة وعملية الانطلاق للنهضة المأمولة انطلاقا من المبدأ العسكري الاستراتيجي بأنك تكسب أية معركة أو تخسرها قبل إطلاق الطلقة الأولى، مشيرا إلى أنه قد حدث ذلك بالفعل في حرب اكتوبر حيث تم تجهيز القوات المسلحة وتهيئة الشعب والإقليم والرأي العام العالمي وذلك من خلال التدريب الجيد والتسليح ورفع الروح المعنوية للقوات المسلحة وتهيئة الشعب لقبول التضحيات وإعداد التجهيزات المدنية للعسكريين وكذلك الاستعداد الاقتصادي والسياسي والمعنوي والإعلامي للحرب 0 وأشار إلى أن إعداد الإقليم لقضيتها سواء في حرب اكتوبر أو حاليا يقع عاتقه على الدبلوماسية التى تقوم بهذا الدور على اكمل وجه ،أما تهيئة الرأي العام العالمي للحرب فكان مطلوبا للحصول على مشروعية الحرب وفى الوقت الحالي للحصول على الدعم للتحول الديمقراطي والانطلاق في عملية التنمية والنمو الاقتصادي والاستثمارات، موضحا أنه بعد الانتهاء من عملية التجهيز هذه يبدأ العمل وإدارة المعركة بقدرة ومهارة مثلما حدث خلال حرب اكتوبر المجيدة 0 وعن حرب اكتوبر، أوضح اللواء دكتور أحمد شوقي الحفني أنها تمت بدقة تنفيذية كبيرة وحسن استخدام للوقت وتدريب على مستوى عال واستيعاب المعدات واستعواض السلاح بالإضافة إلى رفع الروح المعنوية للقوات المسلحة من خلال البطولات والعمليات التى تمت خلال حرب الاستنزاف وقيام الدبلوماسية بلعب دور ماهر في إقرار مشروعية الحرب، وأشار إلى أن عبقرية خطة الحرب يكمن في اختيار وقتها والخداع واستخدام المعلومات والإخفاء والهجوم على طول الجبهة وتحقيق النجاحات بهدف العبور والوصول بالقوات المصرية إلى المضايق وإمكانية تطوير الهجوم 0 ولفت إلى أن الحرب حققت هدفها الاستراتيجي الذى وضع لها وهو تحريك العملية السياسية الراكدة ومن موقع القوة، مشيرا إلى أهمية تحديد هدف استراتيجي للدولة المصرية خلال المرحلة الحالية والعمل بجد والتجهيز للوصول إليه حتى تحتل مصر مكانتها اللائقة على الساحة العالمية بحيث تكون دولة قوية متقدمة اقتصاديا وصناعيا وزراعيا وبشريا 0 ومن جانبه، استعاد اللواء معتز محمد الشرقاوي الذى كان يحمل رتبة رائد خلال حرب اكتوبر وقائدا لإحدى كتائب الصاعقة روح الفداء والالتزام التى كانت موجودة بين المصريين إبان حرب اكتوبر، وأكد على أهمية عودتها حتى تنهض مصر مجددا واستعرض بطولات كتائب الصاعقة التى عملت خلف خطوط العدو في فدائية وبسالة شهد لها العالم 0 وأشار إلى أن عمل كتيبته خلال الحرب تمثل في الإغارة وعمل المكائن للعدو وذلك لصالح القوات الرئيسية التى تقوم باستعادة الأرض، موضحا أن تكليف كتيبته كان الإغارة على نقطة قوية للعدو مسلحة بكافة أنواع الأسلحة في منطقة لسان بورتوفيق بالسويس ومنعها من التأثير على قواتنا الرئيسية وأن أغلب أفراد العدو المدربين على مستوى عال قد فروا أمام شجاعة وبسالة رجاله وأنه تم حصار بقية القوة لمدة 6 أيام حتى تم استسلامهم وقيام قائد النقطة بإنزال العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري وأداء التحية للقائد المصري بوجود قوة من الصليب الأحمر الدولي . وتذكر اللواء الشرقاوي بسالة جندي مصري بدرجة شاويش فصيلة يدعى شكري حبيب من محافظة أسيوط والذى تصدى قبل استشهاده إلى قوة رئيسية للعدو حتى تتمكن القوة المصرية من العبور وأخذ أماكنها التى تمكنها من الهجوم على العدو 0 وكان اللواء فتحي عبد الله الذى ذاع سيطه عالميا واطلق عليه // فتحي رأس العش // وكان ملازما أول عقب حرب 1967 له رأى آخر في حوار سابق مع الوكالة بأن انطلاقة مصر خلال المرحلة القادمة تحتاج إلى إعداد جيد منا جميعا وفى كافة المجالات والثقة في انفسنا على أننا قادرون على فعل أي شيء نريده 00وقال إن هذا هو ما حدث معه شخصيا ومع القوات المسلحة بعد نكسة 1967 0 وأوضح فتحي رأس العش أن معركته بدأت مبكرا جداً عن حرب اكتوبر حيث بدأت بعد النكسة بعشرين يوما من خلال اول عبور للقوات المسلحة المصرية للقناة بكامل أسلحة ومعدات فصيلة صاعقة بقيادته في مهمة انتحارية في مواجهة عدو إسرائيلي بطابور من المدرعات والدبابات كان يتجه إلى مدينة بور فواد ببورسعيد لاحتلالها وتم التصدي للعدو وأساقفة في معركة اطلق عليها معركة رأس العش بالرغم من الفارق في التسليح بين الجانبين فكانت الرشاشات والإر بي جرى المصري امام أدب إبان والمدرعات الإسرائيلية 0 وقال البطل فتحي رأس العش الذى تناقلت وسائل الإعلام العالمية نتائج معركته في رأس العش إنه بعون الله وعزيمة الرجال وعلى مدى ليلة كاملة من مساء 30 يونيو وحتى صباح أول يوليو عام 1967 نجحت فصيلة الصاعقة بقيادته في تدمير جزء كبير من دبابات العدو ومدرعاته واضطرته الى التقهقر للخلف وعدم تمكينه من التقدم واحتلال مدينة بور فؤاد 00 وعبر عن فخره واعتزازه بأن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يتابع وقائع تلك المعركة لاسلكيا أولا بأول 0 ووصف اللواء فتحي عبد الله / فتحي رأس العش / هذه المعركة بأنها كانت عبارة عن استعادة ثقة القوات المسلحة بالكامل في نفسها حيث قامت فصيلة صغيرة من أبنائها لا يتعدى قوامها 30 فردا وتسليح خفيف أن تهزم العدو المتقدم بآلياته ودباباته وإجباره على التقهقر مما كان له الأثر في استعادة ثقة القوات المسلحة بنفسها ومواصلة التدريب وعمليات حرب الاستنزاف حتى العبور العظيم في السادس من اكتوبر 1973. . وأشار إلى أنه من الدروس المستفادة من المعارك وانتصارات اكتوبر هو ضرورة الثقة بالنفس لشحذ قدرتنا على عبور المرحلة 0 وأكد على نفس المعنى كل من اللواء حسين عبد الرازق من قوات الصاعقة واللواء احمد عبد الغفار حجازي من قوات المشاه وقالا إن روح اكتوبر التى سادت القوات وكافة أبناء الشعب المصري بكل طوائفه يجب أن تعود حتى تحقق مصر أحلامها في غد أفضل وتحتل مكانتها التى تستحقها بين الأمم 0 ومع احتفالاتنا بذكرى نصر اكتوبر المجيد لا سعينا إلا أن نشيد بالدور الوطني الذى قام به رجال القوات المسلحة بحملهم مسئولية العبور بالبلاد من الهزيمة إلى النصر في اكتوبر 1973 ويثبتوا بحق أنهم خير أجناد الأرض 0 أ ش أ