هزائم متكررة وخسائر وضعت "داعش" على طريق النهاية، أخرها سقوط مدينة "الرمادي" في محافظة الأنبار العراقية، وهي كبرى المدن المحاذية لسوريا والأردن والسعودية، حيث أعلن رئيس الوزراء العراقي تحرير المدينة، متوعدًا بتطهير العراق من التنظيمات الإرهابية، وهو يعدّ أهم إنجازًا للجيش العراقي منذ نحو عام ونصف العام. إلا أن التنظيم الإرهابي رأى أنه انتصارًا مزعومًا، حيث أعلن في منابره الإعلامية أن الجيش العراقي يضم عشرات المقاتلين فقط، وأنه فخخ المدينة التي كان يسيطر عليها في 17 مايو بعد هجوم واسع، بعد انسحاب الجيش. الرمادي كانت آخر المعاقل سقوطًا - حتى الوقت الحالي، حيث عزم الجيش العراقي على ملاحقة داعش ودحر مواقعه بداية من 2016، بدأت الخسائر في العام المنصرم، حيث تمكنت القوات العراقية، في مارس الماضي، من السيطرة على مدينة تكريت، التي تبعد 160 كلم شمال بغداد. بعد السيطرة العراقية على الرمادي، انحسر التنظيم الإرهابي في المناطق السنية غرب البلاد، ما يسهم لاحقًا في قطع خطوط إمداد "داعش" وتواصله الجغرافي مع مواقع التنظيم في سوريا، إضافة إلى أنها أفشلت مساعي التنظيم في التحرك تجاه العاصمة بغداد، ومدن الجنوب، وبات التنظيم محاصرًا في "الموصل". "الموصل" هي الهدف المقبل، للجيش العراقي، حسب ما أعلن رئيس الوزراء العراقي "العبادي"، ثاني أكبر مدن العراق، واتخذتها "داعش" عاصمة ل "دولة الخلافة"، ومن المؤكد أن الهدف واقعي وممكن في ضوء انتصار الرمادي وانتصارات أخرى في العراقوسوريا، بعد ارتفاع الروح القتالية للجيش العراقي. وفي شهر نوفمبر الماضي، تمكنت قوات البيشمركة الكردية من السيطرة مرة أخرى على مدينة "سنجار"، التي تقع على الطريق الإستراتيجي المتحكم الذي يستخدمه التنظيم بين العراقوسوريا. إضافة إلى مدينة كوباني ومصفاة "بيجي"، وتل الأبيض وهي مدينة قريبة من تركيا. وفي سوريا، يواصل التنظيم الإرهابي النزيف، بعد الضربات التي يشنها التحالف الدولي، والقوات الروسية، وفي الأيام القليلة الماضية الشهر الحالي، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" سيطرتها على سد "تشرين" الواقع على نهر الفرات في منطقة منبج بريف حلب، وذلك بعد مواجهات عنيفة مع تنظيم "داعش"، إضافة إلى ثمانية قرى أخرى، وذلك بعد حصار منطقة السد وجرت المواجهات تحت غطاء جوي وفرته طائرات التحالف الدولي. وقال المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو "تم تحرير سد تشرين" والضفة الشرقية لنهر الفرات من تنظيم "الدولة الإسلامية"، مشيرا إلى أن الاشتباكات مستمرة على الجهة الغربية من السد لتحريرها. وكانت نفس القوات، أعلنت الأسبوع الماضي سيطرتها على أول قرية جنوب كوباني "عين العرب"، وقالت إنها تمكنت بعد اشتباكات قصيرة من السيطرة على قرية الصهاريج جنوب "صرين"، بعد أن دمرت بعض نقاط الحراسة ل"داعش". جملة الخسائر التي تكبدها التنظيم في 2015، تخطت 140 ألف كيلومتر من جملة أراضيه، لتنحصر أراضيه في حدود 70 ألف كيلومتر مربع، - بحسب مراكز دراسات وأبحاث تختص برصد التحركات الإرهابية حول العالم -، إضافة إلى خسارة عناصر هامة له. لم تقتصر خسائر التنظيم على الأراضي التي يسيطر عليها بل كانت أيضًا خسائر بشرية فاقت مئات المقاتلين ومخازن السلاح والذخيرة، وهو الأمر الذي دفع قيادته للهروب إلى ليبيا، لتأسيس ولايات جديدة في ليبيا، والتفاوض مع الكثير من الجماعات المسلحة في الوسط الإفريقي والصومال، لمبايعة التنظيم. من وجهة نظر التنظيم أنه لم يحقق أي نجاحات سوى على الأراضي الليبية، التي تآكلت هي الأخرى، حيث خسر التنظيم مناطق كان يسيطر عليها في درنة وإجدابيا، بعد ضربات الجيش الليبي والطيران المجهول – الذي لم يعرف له هوية حتى الآن – بحسب مصادر ليبية، نجحت بعضها في الحد من تمدد التنظيم في ليبيا، بعد سيطرته المزعومة على مدينة "سرت" و"صبراتة". التنظيم الإرهابي يحاول التمدد في ليبيا، التحالفات الجديدة بين المليشيات الجهادية والجيش الليبي، أنتجت مساعي لمحاصرة التنظيم وبدء خطط ممنهجة للقضاء عليه، في انتظار الضربات الجوية التي أعلنت عنها "بريطانيا، فرنسا، وإيطاليا، والضربات المصرية إن استلزم الأمر".