يراهن المهتمين بالشأن العراقي أن الوضعين السياسي والأمني للعراق سيتغير بلا شك خلال عام 2016 حتى أن بعض تلك الرهانات وصلت على حصول تغيير جدي وجذري في السياسة الأميركية تجاه ملف احتلال داعش للعراق السياسية والأمنية بعد إعلان دولة الخلافة الإسلامية في كل من العراقوسوريا برئاسة البغدادي في يونيو 2014 وبذلك فرض داعش وحدة الصراع والحرب لكلا البلدين. شكل عودة سيطرة القوات العراقية على مدينة الرمادي من جديد، ضربة قوية لتنظيم داعش الذي يعاني من خسائر كبرى على العديد من الجبهات، حيث سيطرت قوات معارضة سورية على سد تشرين في كوباني، كما تمكنت قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من أمريكا، تحقيق مكاسب واسترداد العديد من المدن في محافظة حلب، لتصبح معركة الموصل، ثم الرقة، تلوح في الأفق خلال الأشهر المقبلة. ويبدوا أن تنظيم داعش بات يعترف بالخسائر الذي يتعرض لها خلال الفترة الأخيرة، ففي تسجيل صوتي بث لقائد التنظيم، أبو بكر البغدادي، خلال الأيام الماضية، يحاول رفع معنويات المقاتلين، ويخيرهم بين النصر أو الشهادة، في تغير نوعي لتصريحات قادة التنظيم الذين كانوا يرددون الانتصار دائما. عمل تنظيم داعش على إجراء تغييرات تكتيكية في استراتيجيته القتالية في سورياوالعراق، فبدلا من اتباع سياسة التوسع من أجل بسط أراضيه والحصول على مدن جديدة، غير النظام أمام الضربات المتلاحقة المدعومة بالغارات الروسية والأمريكية، استراتيجيته للدفاع عن المناطق التي يسيطر عليها، وهو أول الأسباب، بنظر محللون في الهزائم التي يتعرض لها التنظيم، خاصة أنه فقد روح المبادرة، كما أنها أفقدته صفة "الوحشية" التي كانت مصاحبة لعملياته، فقوات التنظيم تختبئ في المباني انتظارا للمهاجمين. تضع الولاياتالمتحدة إستراتيجية مشتركة تقوم على قطع إمدادت التنظيم بين سورياوالعراق، وإقامة مناطق فاصلة بين المدن التي يسيطر عليها، من أجل تسهيل سقوط المدن تلو الأخرى، وقد باتت هذه الإستراتيجية ناجحة حتى الآن، فلم يتمكن التنظيم من الحصول على دعم خلال معارك الرمادي، كما فقد التنظيم بعض المدن في حلب وسد تشرين بفضل هذه الإستراتيجية. وبحسب قناة "روسيا اليوم"، فإن المخطط الأمريكي يقوم على ضرب جناحي التنظيم في الشمال السوري، وهذا ما يفسر تركيز القتال عقب تشكيل قوات "سوريا الديمقراطية"، وكذلك "جيش سوريا الجديد"، خلال الشهرين الماضيين، على منطقة الحسكة، في الشرق، للاستفادة من العمليات العسكرية، التي تجري على الحدود من ناحية العراق ضد التنظيم، وبالتالي إبعاده من منطقة تمتد من الموصل شمالي العراق وسنجار وحتى الحسكة في سوريا، وإنهاء السيطرة على طرق الإمداد بين البلدين. على الجانب السوري، تحقق قوات "سوريا الديمقراطية" العديد من التقدمات، وتلحق ضربات موجعة للتنظيم الإرهابي. وأشارت القناة الروسية إلى أنه يتوقع أن تشهد بلدة الشدادي جنوب الحسكة معركة كبرى خلال الأيام المقبلة، حيث أن داعش وقوات "سوريا الديمقراطية" يحشدان قواتهما، في الوقت الذي تتقدم قوات معارضة أخرى على حساب داعش، والذي سمح بفتح معركة ريف حلب الشمالي الشرقي، على حدود محافظة الرقة. وبعيد الانتهاء من ريف حلب الشمالي، ستكون الرقة عنوان المعركة الكبيرة، وهي معركة ستكون أكثر تعقيدًا من غيرها، كونها حصن التنظيم، وبسبب الخلافات العربية ومن أبرز المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش أو فقد سيطرته عليها مؤخرا في سورياوالعراق هي: العراق: الرمادي: وهي مدينة سنية تبعد مسافة 100 كلم إلى الغرب من بغداد، وهي كبرى مدن محافظة الأنبار المحاذية لسوريا والسعودية والأردن، وسيطر عليها التنظيم المتطرف في 17 مايو إثر هجوم واسع النطاق وانسحاب فوضوي للقوات العراقية التي استعادت في 8 ديسمبر حيا مهما فيها قبل دخولها في 22 منه إلى وسط المدينة. وفي 28 ديسمبر أعلنت قيادة الجيش استعادة الرمادي بالكامل غداة تأكيد رسمي أن جميع مسلحي داعش فروا ولم تعد هناك أي مقاومة. تكريت: تبعد هذه المدينة ذات الغالبية السنية مسافة 160 كلم شمال بغداد، وقد استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها في مارس الماضي إثر عملية عسكرية واسعة النطاق ضد التنظيم الجهادي الذي بسط سيطرته عليها قرابة عشرة أشهر. وشكل نزوح غالبية سكان تكريت، معقل الرئيس الأسبق صدام حسين، والبالغ عددهم 200 ألف نسمة عاملا مساعدا في المعركة. سنجار: تمكنت قوات البيشمركة الكردية في 13 نوفمبر، بدعم من ضربات جوية شنها التحالف الدولي، من استعادة السيطرة على المدينة الشمالية قاطعة بذلك طريقا إستراتيجيا يستخدمه المتطرفين بين العراقوسوريا، وقد سيطر تنظيم داعش على سنجار في أغسطس 2014. الموصل: ثاني أكبر مدن العراق تقع على بعد 350 كيلومترا إلى الشمال من بغداد وعاصمة محافظة نينوى. سقطت المدينة في 10 يونيو 2014 بيد التنظيم. وكان عدد سكانها نحو مليوني نسمة قبل سيطرة المتطرفين عليها ونزوح المئات من الآلاف منها. سوريا: الرقة: وهي مدينة يسكنها نحو 300 ألف نسمة، وتعتبر معقلا للتنظيم المتطرف في سوريا منذ يناير 2014 بحكم الأمر الواقع. وتعتبر المدينة أحد الأهداف الرئيسية لقوات التحالف الذي تقوده واشنطن، وكذلك لقوات النظام السوري وحليفه الروسي. وتضاعفت الغارات الجوية على الرقة منذ إعلان التنظيم مسؤوليته عن اعتداءات باريس في 13 نوفمبر 130 قتيلا وتفجير طائرة روسية في مصر في 31 أكتوبر 224 قتيلا. تدمر: وهي مدينة أثرية تعتبر مدخلا إلى بادية الشام، تبعد مسافة 205 كلم شرق دمشق، وسيطر عليها التنظيم في 21 مايو 2015، قام التنظيم بتدمير التراث الأثري الغني للمدينة التي أدرجتها اليونيسكو ضمن التراث العالمي للإنسانية. كوباني أو عين العرب: وهي مدينة كردية في شمال سوريا على الحدود التركية، تعتبر رمزا للكفاح ضد المتطرفين الذين تم طردهم منها في 26 يناير 2015 بعد أكثر من أربعة أشهر من معارك عنيفة قادتها قوات كردية بدعم من الضربات الجوية للتحالف الدولي، وكوباني هي كبرى مدن إحدى ثلاثة كانتونات في المنطقة حيث أنشأ الأكراد نوعا من الحكم الذاتي بعد اندلاع الأزمة السورية. تل أبيض: وهي مدينة حدودية محاذية لتركيا، استعادتها القوات الكردية في 16 يونيو 2015. وكان عدد سكانها 130 ألف نسمة قبل بدء النزاع السوري في مارس 2011، وتعتبر مدينة رئيسية لتزويد الرقة بالإمدادات كما أنها إحدى نقطتي عبور غير رسميتين مع تركيا لتمرير الأسلحة والمقاتلين المتطرفين.