الرغبة في القتل، فيروس قوي، للغاية وسريع العدوى خاصة بين الشباب، وهو السبب الرئيسي لانتشار الإرهاب، وحتى يتم القضاء على تنظيمات مثل "داعش" والقاعدة وأنصار بيت المقدس وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية، كان يجب من البداية إيجاد ترياق ودواء للتخلص من هذا الفيروس الأساسي المسبب لذلك الوباء، والذي يتلخص في أفكار حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان في مصر، وروح الله الخميني، ملهم الثورة الإيرانية والتي تم تلقين وتدريب العقول على مبادئهم. مركز "جيتستون الأمريكي" أرجع أسباب انتشار- ما وصفه ب"فيروس القتل" إلى أفكار "البنا" و"الخميني" التي تعد من أهم أسباب غريزة القتل، ووضعها كأهم أولويات سواء سنة أو شيعة فقد نظم روح الله الخميني أول هجوم انتحاري في عام 1982، وأرسل عشرات الآلاف من الأطفال للقتال في العراق. وبحسب المركز فإنه بعد الهجمات الارهابية الأخيرة في باريس بدأ الكثير من الخبراء جنبا إلى جنب مع العمليات العسكرية ضد "داعش" في دراسة أفكار "البنا" و"الخميني" بشكل أكبر، وذلك بسبب المخاوف في جميع انحاء اوروبا والعالم من عدم فهم خطورة التهديدات التي تشكلها أفكارهما، وما الذي يمكن عمله على الصعيد الجيوسياسي لإضعاف تلك التنظيمات الارهابية ووقف تناميها وانتشارها بسبب اللعب في العقول، ومحاولة دراسة التطرف الديني التي اتخذ جوانب من النازية بسبب رجلين فقط. وبحسب التقرير فإنه خلال العام الجاري أعاد العديد من الشباب العربي نشر صورة لافتة إعلانية ضخمة بأحد شوارع العاصمة الإيرانية "طهران"، على صفحات التواصل الاجتماعي، يظهر خلالها صورا لعدد من رموز الحركات المتطرفة وضمت مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية حسن البنا والقيادي سيد قطب، ضمن الشخصيات التي جاورت روح الله الخميني زعيم الثورة الإيرانية، وقائد تنظيم حزب الله حسن نصرالله ، ومؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين. التقرير أكد أن هذا التجمع لرجال تركوا أفكار كانت أشد فتكا من الأسلحة والصواريخ العابرة للقارات وقنابل النووي الأكثر إبادة. وقال المحلل الفرنسي ريتشارد بريسكواير، رئيس مركز كرين هايسود في فرنسا: "يجب وقف انتشار تلك الافكار القاتلة والتي اتحدت سواء من على الجانبين الذين يعتقد على مدار عقود ماضية انهما مختلفين بل ان البنا والخميني كانا على اتفاق كامل حتى بعد وفاتهما ومن أبرز العلاقات الحديثة ما قامت به جماعة الاخوان في مصر عند وصولها الى سدة الحكم، حيث فتح الرئيس المعزول محمد مرسي المجال مع دولة الملالي بعد عقود من تجمد العلاقات وكان الخطاب الاكثر إثارة للجدل في التاريخ ما بعث به آيه الله علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية لمرسي في 2012 والذي طالبه بتطبيق نظام ولاية الفقيه وتبني النموذج الايراني والانضمام إلى طهران في بناء يشبه ما قام به ايات الله في بلادهم. ووفقا للتقرير الأمريكي فإن الفكر بين الجماعة وآية الله، واحدة منذ البداية فالاثنين لهما مرشد، ففي إيران مجلس تشخيص مصلحة النظام، وفي مصر مكتب الإرشاد، حتى ان يوسف القرضاوي نفسه صرح بأن الثورة الايرانية هي صحوة للإسلام ككل في تصريحات غريبة نوعا ما، للاحتفاء بالإسلام السياسي الشيعي. وأشار التقرير إلى احتفال جماعة الاخوان في 11 فبراير 1979 بهبوط الطائرة الثانية لها في مطار طهران، وداخلها وفد من قيادات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، الذي حضر لتهنئة خامنئي، وفي 2011 وقبيل تنحي الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك وصف خامنئي ثورة 25 يناير بالثورة الايرانية، وتساءل التقرير كيف "تصور خامنئي أنها ستؤدي لوصول الاسلام السياسي السني المتمثل في الاخوان الى سدة الحكم في مصر بعد نجاح الثورة". ورصد التقرير أن خامنئي في عام 1966 ترجم كتاب سيد قطب "المستقبل لهذا الدين" للغة الفارسية ووصفه في مقدمة الكتاب بالمفكر المجاهد، وترجم ايضا كتاب "الإسلام ومشكلات الحضارة" وقد استمر تأييد الطرفين للآخر منذ البداية وحتى الآن، وفكرة تصدير الموت كانت الفكرة المسيطرة على أفكار الجانبين وتدرس نظريات حسن البنا وسيد قطب في إيران في مدارس الحوزات الشيعية حيث أن قطب يعتبر من مؤسسي الخمينية والتي أدت لحكم ولاية الفقيه، وربما كان حسن البنا هو أول من أرسى ذلك الارتباط في جملته الشهيرة "هناك مبدأ عام في التعاون بين الإسلاميين.. نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه". والبنا- بحسب التقرير- أبرز من قام بالتقريب بين المذهبين السني والشيعي، الأمر الذي أدى للتشابه بين الإسلام السياسي السني ممثلا في الإخوان والإسلام السياسي الشيعي في إيران. وأوضح التقرير أن وقف افكار الرجلين اكثر اهمية من وقف داعش والقاعدة عن طريق العمليات العسكرية، ووفقا لتوفيق حامد، طبيب أمريكي من أصل مصري وعضو سابق في الجماعة الاسلامية في مصر، اكد الاسبوع الماضي أن تجريم تدريس أشكال متطرفة من الإسلام التي تؤدي إلى العنف هو حقا ما يسمى الحرب على الإرهاب في العصر الحديث وأوضح أن العالم حاول بالحرب العسكرية التقليدية لسنوات للقضاء على تلك الجماعات منذ بدايتها وحتى انتهت بأفظع التنظيمات الإرهابية "داعش والقاعدة"، والنتيجة كانت ببساطة الفشل في احتوائها بل إن الجماعات المتطرفة الآن تسيطر على مناطق أكبر في العالم والشرق الأوسط. وأضاف: "تعاليم البنا والخميني هي سبب المرض وتعليم أيديولوجية الكراهية التي تولد وتخلق الإرهاب، مشيرا إلى أن الحرب على الإرهاب يجب أن تمتد إلى جميع الدول والمنظمات لهزيمة الإرهابيين عن طريق اقتلاع الجذور الفكرية من الأساس وهي الخطوة الأكثر أهمية للقضاء على الإرهاب".