أكد الدكتور إبراهيم الجعفرى، وزير الخارجية العراقي، أن العلاقات بين البلدين تجسد أقوى درجات المصداقية، مضيفا أنها تعد " نموذجا معاصرا " للعلاقات بين دول العالم. وأضاف الجعفرى، في تصريحات صحفية، اليوم الثلاثاء، أن الأحداث الأخيرة برهنت أن هذه العلاقة في "أتم حال من الصحة وفيها أقوى درجات المصداقية"، مشيرا إلى وقوف الشعبين مع بعضهما البعض في أوقات المحن والشدائد. وأوضح وزير الخارجية العراقى، أن التحام حقائق الجغرافيا والتاريخ والحقائق الحيوية والمجتمعية بين الشعبين يصلح أن تكون نموذجا معاصرا لدول العالم، لافتًا إلى أن العلاقات الثنائية أثارت أعجاب العالم على كل المستويات. وأشار الجعفرى إلى أن الحاجة إلى تفعيل النموذج العراقي - الكويتي المتعاون لتحقيق المصالح لإرساء قاعدة العلاقة السياسية "التي تطير بجناحي التعاون الاقتصادي والتعاون الأمني". وذكر وزير الخارجية العراقى أن العراقيين لن ينسوا أبدا من يقف إلى جانبهم خصوصا عندما يمر بتحديات معينة "والكويت من الدول التي ننظر إليها بكل احترام لأنها وقفت إلى جانب العراق ودوت بصوتها وعبرت عن المظالم العراقية". وثمن الجعفري، على موقف الكويت القوى والمساند لسيادة العراق لاسيما أن "مواجع الكويت ما زالت لم تبارح الذاكرة والوجدان عندما مست سيادتها من قبل نظام صدام" مضيفا أن "الكويتيين يدركون جيدا أن صدام الذي مس سيادتهم واخترق أمنهم قد مس سيادة العراق وأمنه ونهب ثرواته كما نهب ثرواتهم". وأعرب وزير الخارجية العراقى، عن شكره للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح على جديته ومثابرته وحسن خطابه في الأروقة الإقليمية والدولية لتوضيح الموقف الكويتي الرائد "الذي ينسجم مع قيمنا ومحبتنا" مؤكدا أن الشعب العراقي يقابل هذه الرسالة بكل ود واحترام. وعن مواجهة العراق للإرهاب أوضح الجعفري، أن "الإرهاب هو العدو الحقيقي وليس عدوا وهميا كالعداوات المفتعلة التي تتخذ من الفروق الطبيعية والإنسانية على الصعيد المذهبي والقومي والسياسي مبينا أن "أعداءنا يمررون هذه الخلافات التي لا أساس لها". وقال الجعفرى: إن "العراق يمثل خط التصدي الأول لمواجهة الإرهاب ليس عن نفسه فقط بل عن كل دول العالم دون استثناء، معللًا لأن أفراد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية " داعش " جاؤا إلى العراق وهم ينتمون اليوم إلى أكثر من 100 دولة". وأكد وزير الخارجية، أن العراقيين يسطرون أروع الملاحم في مواجهة " داعش " في كل مكان ويطهرون المناطق التي احتلها التنظيم "ويهزمون هؤلاء الإرهابيين ويرجعونهم إلى الخلف بعدما كانوا على مقربة من بغداد". ولفت الجعفري إلى أن القوات المسلحة العراقية اتسعت لجميع مكونات الشعب العراقي دون استثناء وهي تعبير أمين عن المجتمع "بسنتهم وشيعتهم وعربهم وأكرادهم وتركمانهم وبمسلميهم وغير المسلمين كلهم يدافعون صفا واحدا عن سيادة العراق وكرامته وهم فقط من يديرون عجلة العملية البرية على الأراضي العراقية". وتابع وزير الخارجية العراقى: "نحن العراقيين مسئولون عن بلدنا ومن يقول لكم إن قوات برية تدخل العراق وتدافع عنه لا تصدقوه" مشيرا إلى أنهم ينسقون مع قوات التحالف الدولي في توفير غطاء جوي وتوفير بعض المستشارين وفرص التدريب "وهو لا يتنافى مع السيادة العراقية التي يذود عنها أبناؤها فقط". وردًا على سؤال حول مطالبة دول مجلس التعاون الخليجي للحكومة العراقية بتحمل مسئوليتها القانونية الدولية تجاه اختطاف بعض المواطنين القطريين على أراضيه قال الجعفري: إن "العراق ليس مسئولا ولا يوجد أي مجموعة عسكرية تابعة للداخلية والدفاع تورطت بعملية الاختطاف". وأكد الجعفرى أن بلاده تبذل كل المساعي والجهود لتحرير بقية المختطفين "ونأمل أن يكونوا في منطقة آمنة لئلا يمسوا بأي سوء" واصفا عملية الخطف أنها بمنزلة "خنجر مس سيادة العراق كما مس المختطفين ونحن لا نسمح أبدا أن يختطف أو يمس أي ضيف من ضيوف العراق". وأفاد وزير الخارجية العراقى، أن الحكومة العراقية ومنذ الساعات الأولى انبرت في البحث والمعرفة للتوصل إلى أسباب وظروف عملية الخطف حتى أطلق سراح بعضهم وبقيت مجموعة تبذل الحكومة كل الجهود لمعرفة أماكن وجودهم وإطلاق سراحهم. وخلال رده على سؤال حول اتهام البعض لقوات موالية للحكومة العراقية بخطف المواطنين القطريين ذكر الجعفري أن "العراق اليوم نظامه دستوري ولا تسمح له أخلاقه بمثل هذه الأمور وأن يكون مزدوج المواقف". وشدد الجعفرى على أن "العدو استغل التخلخل والفراغات الأمنية في العراق" مؤكدا أن أمن العراق تحت مرأى القوات المسلحة وأن وزارة الخارجية هي الجهة الوحيدة المسئولة عن الأمور الخارجية. وعن مدى تطور العلاقات العراقية العربية قال الجعفري: إن العراق يشهد تطورات في العلاقات ليس فقط على مستوى الحكومات بل على المستويات الاجتماعية بين الشعب العراقي والشعوب العربية معربا عن تطلعه إلى أن تصل العلاقات بين العراق والدول العربية إلى أعلى مستوى لاسيما مع المشتركات العديدة في ما بينها. وردا على سؤال عن كيفية تحقيق التوازن بين الدفاع عن السيادة العراقية من جهة والبحث عن الدعم لمواجهة الإرهاب الخارجي ومحاربة " داعش" أفاد بأن "لا تناقض بين أن نتمسك بسيادتنا والتي لا تسمح لأحد أن يتجاوزها من جهة وبين الدعم الخارجي بموجب الاتفاقيات الدولية لمحاربة الإرهاب وما نتطلع إليه هو التوصل إلى اتفاقيات من خلال الحوار مع الدول بدلا من اتباع سياسة البندقية وحرصنا على هذا التعاون في ظل أن السيادة خط أحمر". وأشار وزير خارجية العراق إلى أن لجوء العراق إلى مجلس الأمن بعد الدخول التركي "أمر طبيعي" مؤكدا أن تركيا دولة صديقة وجارة وترتبط مع العراق بعلاقات سياسية واجتماعية وطيدة "لكن عندما تخترق السيادة لابد أن ندافع عن أنفسنا فالعراق لم ولن يسمح بتجاوز سيادته وهي خط أحمر لا يمكن تجاوزه.