قال مراقبون غربيون، إن ليبيا ستكون ساحة الحرب الأهم والأخطر، بالنسبة للعالم ضد تنظيم «داعش» الإرهابى، نظرا لما يشكله من خطورة كبيرة على أوروبا، لقربها الشديد منها، فضلا عن اتساع جبهة المواجهة سواء في ليبيا ذات المساحة الشاسعة، أو في منطقة الصحراء الكبرى، فضلا عن وجود العشرات من التنظيمات المتطرفة في شمال أفريقيا ومالى ونيجيريا، وفى حال اتحادها مع التنظيم ستشكل خطرا لن يستطيع أحد في العالم مواجهته. وأكد خبراء بريطانيون لصحيفة «الأوبزرفر» البريطانية أن أوروبا تعيش في كابوس منذ اتساع نفوذ داعش في ليبيا، لأنه إذا ما تمكن من السيطرة على الثروات النفطية الهائلة فيها، فسيكون ما حدث في العراق وسوريا مجرد نزهة لما يمكن أن يفعله في ليبيا، لأن قدرات التنظيم المادية والعسكرية ستتضاعف عدة مرات، خاصة أن القدرات النفطية الليبية الحالية تقدر بنحو 100 مليار دولار، لو سيطر عليها داعش سيتغير وجه العالم أجمع. وأشار أحد مسئولى جهاز المخابرات الخارجية البريطانية «إم آى 6»، إلى أن داعش يسعى بالفعل لإقامة قواعد عسكرية له في ليبيا، ومع اتساع مساحتها وانتشار تنظيمات متطرفة في منطقة الصحراء، فإنه يمكن تحقيق هذا بسهولة، فضلا عن تدفق المقاتلين عبر عدة دول على رأسها السودان بسهولة إلى ليبيا. ووفقا لصحيفة «التايمز» فقد أعلن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون عن استعداد بلاده لنشر 1000 جندى من القوات الخاصة في ليبيا، وتزامن هذا مع تقارير أشارت إلى وجود قوات برية إيطالية وأمريكية بالفعل في الجزائر استعدادا لتدخل برى في ليبيا ضد تنظيم داعش. وكانت قوات خاصة أمريكية قد وصلت بالفعل إلى قاعدة الوطية العسكرية غربى ليبيا، وبالقرب من الحدود التونسية، إلا أن الجيش الليبى طلب منها المغادرة فورا لعدم وجود تنسيق مسبق بين القوات الأمريكية والجيش الليبى. ودخلت فرنسا على الخط وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية، أن طائرات تجسس فرنسية تحلق باستمرار فوق ليبيا، لرصد تحركات داعش ومراقبة كل ما يجرى هناك، استعدادا لعمليات عسكرية ضد التنظيم، وأن هناك اتجاه قوى لشن غارات قوية ضد معسكراته.