اعترض رفعت السعيد، المفكر السياسى وعضو المجلس الاستشارى لحزب التجمع، على ما يقوم به سامح سيف اليزل من خلال قائمته، موضحا أن حلمه فى تجميع الأغلبية سينهار بمجرد قيامه بالتدخل فى اختيار أمين المجلس ونائبيه، وسينقلب أعضاؤه عليه، ولن يستطيع فرض ولائه عليهم، خاصة أن كل عضو لديه قراره ولن يستطيع أحد قيادته. وأكد «السعيد» أن سيف اليزل نجح فى صنع أعداء له، وكذا شهد آخر اجتماع لنواب «مستقبل وطن» ثورة ضده، وأعلنوا بصوت عالٍ أنهم يرفضون الانضواء تحت لواء أحد، وأنهم يحيون حزب التجمع على موقفه فى عدم الانضمام لائتلاف اليزل، وأنهم سيتحالفون مع «التجمع». تركيبة الائتلاف «غير منطقية» و«سامح» يتحدث مع الشعب ب «أسلوب غير لائق» التحالف لن يستمر طويلًا.. و«الأغلبية المتسلطة» خطر على الديمقراطية ■ ما الأزمة الحقيقية فى ائتلاف «اليزل»؟ - قيام اليزل بتسمية قائمته ب«دعم الوطن» يعنى أن من يرفضها يرفض دعم الوطن، وبفرض أنها اختارت اسم «دعم الرئيس» بالتالى من يعارض الرئيس لن يدخلها. ورد على أحد أعضاء ذلك الائتلاف فى مرة من المرات قائلًا «إن هناك حزبًا يدعى «المصريين الأحرار»، ومعنى ذلك أن من سيرفض الانضمام له لن يكون حرًا»، وهو ينسى أن الأحرار ترجمة لكلمة «ليبرالي» وهو موقف سياسى واجتماعى واقتصادى، يقوم على أساس انفتاح السوق وحرية تملك أدوات الإنتاج تحت مبدأ «دعه يعمل دعه يمر» وهذا موقف أيديولوجى من الممكن أن يقف ضده أى إنسان، وليست مسألة متعلقة بالوطن. وهم الآن يقومون بتغيير الاسم إلى «دعم الشعب»، ومن الواضح أن كلمة «دعم» تعجبهم. ■ هل يورط «اليزل» الرئيس؟ - أتقن سامح سيف اليزل تركيبة غير منطقية لقائمة «فى حب مصر» بإغراء النواب بالدخول للبرلمان وضمن لهم عضويته، ثم حاول أن يضمن ولاء الشعب المصرى لنفسه وليس للرئيس، وبدأ يتعامل مع الشعب المصرى بأسلوب غير لائق، ويتحدث إليهم عبر الفضائيات بعنجهية، وقبل أن يتسلم بطاقة عضويته أو تعلن اللجنة العليا أنه عضو بالمجلس، توجه إلى الأمين العام السابق للمجلس، وبدأ بصفته «صاحب الدكان» يدرس معه المطلوب منه للمجلس، وهذا أسلوب أغضب الكثيرين، وأنا أعتقد أن السيسى المتواضع الذى يكره التكبر، لا يمكن أن يقبل ما يفعله «اليزل». ■ هل يتوجب على الرئيس السيسى أن يتحدث للشعب ويتبرأ من ائتلاف اليزل؟ - كل الفصائل تحاول التقرب من السيسى تماشيًا مع «كل يتمنى وصلًا بليلي»، ولكن السيسى قالها صراحة «أنا ليس لى كتلة، وليس معى ناس تؤيدنى»، لكن أعتقد أن قائمة «فى حب مصر» مع احترامى لأعضائها لن تستمر طويلًا، خاصة أن «اليزل» لديه وهم أنه يجمع النواب ويجعلهم يوقعون على ورق مثلما فعل مع النواب السابقين الذين دخلوا معه فى الانتخابات، ولن يستطيع أى عضو منضم له أن ينكر ذلك. ■ هل من المتوقع أن تظهر الخلافات داخل الائتلاف؟ - على أية حال يجب أن نعرف الفرق بين شخص دخل قائمة «فى حب مصر» ليصبح نائبًا، وبين شخص أصبح نائبًا، فمن دخل معه منذ البداية سيضغط عليه «اليزل» بكل سهولة، أما من أصبح نائبًا فمن الصعب أن يضمن ولاءه له. وهناك شيء آخر لا يدركه «اليزل»، أن التصويت أصبح إلكترونيًا، لن يعرف أحد من قام بالتصويت ومن لم يفعل، وعليه أن يدرك أيضا أن أعضاء «فى حب مصر» أصبحوا غير قابلين للخضوع له، وسيتم اتهامه بأنه يقسم «الكعكة» على هواه، أو أنه يريد أن يأتى برئيس المجلس والوكيلين على هواه وهو ما سيحدث الخلاف الحقيقى فى الائتلاف. ■ هل سيستطيع «اليزل» الإبقاء على سيطرته وضمان ولاء «400» نائب؟ - أصبح من الصعب جدا أن يتحقق الحلم الذى يريده «اليزل»، وأن يهيمن على «400» نائب، فمن الممكن أن يجتمع بهم، لكن أن يجمعهم على قرار واحد فذلك شيء مستحيل، وأقولها له «هذا مستحيل يا «يزل» مستحيل». ■ هل ستواجه كتلة اليسار ائتلاف اليزل؟ - الأحزاب اليسارية فى البرلمان والأحزاب التى تندرج تحت مظلة العدالة الاجتماعية، قد تتحالف معًا فى كتلة واحدة، وهذه الكتلة لا تسعى إلى تفتيت المجلس، بل ستكون فى إطار تأييد الدولة دون أن تكون ضمن موكب بذاته، وستقف كتلة اليسار فى صفوف المعارضة حال تعرضت العدالة الاجتماعية للخطر. ■ هل استطاع اليزل إحداث انشقاقات بين الأحزاب ونوابها؟ - يحاول «اليزل» حصار الأحزاب للانضمام للائتلاف الذى يسعى لتكوينه ليحصل على الأغلبية فى مجلس النواب كما يحلم، ويدعى أن تحالفه يتم لصالح الرئيس، وهذا الأمر يسيء لرئيس الجمهورية ولا يدعمه. ■ وماذا عن موقف «مستقبل وطن» و«المصريين الأحرار»؟ - سيف اليزل عبقري، إذ استطاع أن يهيج آراء الكثيرين ضده، وشهد آخر اجتماع لنواب «مستقبل وطن» ثورة ضده، وأعلنوا أنهم يرفضون الانطواء تحت لواء أحد، وأنهم يحيون حزب التجمع على موقفه فى عدم الانضمام لائتلاف اليزل، وأنهم سيتحالفون مع «التجمع»، والآن الوفد يعيد دراسة موقفه من جديد بشأن الانضمام لليزل، فهو نجح بعبقرية فى صنع أعداء له ينضمون لنا، لأننا أول من أدركنا أسلوبه وكشفناه للمشهد السياسي. ■ هل هناك إمكانية لتشكيل أغلبية بديلة عن اليزل؟ - هذا البرلمان ستتماوج فيه الأغلبية، ولن تكون هناك كتلة، بل ستتمايل تجاه قرار ما، ثم تقوم بالتماوج مرة أخرى لتعارض قرارا آخر، وليس هناك شرط أو قاعدة تقول بضرورة أن تكون هناك أغلبية داخل أى برلمان، ولكن كتلتى «مستقبل وطن» و«المصريين الأحرار» هما الأكثر تماسكًا حتى الآن. وأريد أن أؤكد أن الأغلبية المتسلطة على الأقلية أخطر على الديمقراطية من أى شكل ديكتاتوري، وأحذر تلك القائمة من أن تحاول أن تحتكر لنفسها المواقع أو أن تحاول أن تزعم أن احتكارها لتلك المواقع ستستخدمه دفاعًا عن الرئيس، لأنه غير محتاج لهم ولا يقبل منهم مثل هذا الموقف.