حبُ فاقَ الحدود.. شعر محمد غازي النجار

أيا حُبًا فاقَ كُلَّ الحدودِ
لَيْسَ لَهُ في الدُّنيا مَثيلْ
هُوَ لي حياةٌ خالدةٌ
ولِلسعادةِ أقْصَرُ سبيلْ
مكثتُ سنواتٍ أنتظرُهُ
حتّىٰ مَسَّنِي ضجَرٌ ثقيلْ
ما ظننتُ أنَّني سَأراهُ
أوْ يَلْقاهُ قلبي الكَلِيلْ
ففاجأني وجاءني فَجْرًا
بَعْدَ ليلٍ أسْودٍ طويلْ
✿✿✿
أيا صوتًا يَعْبَقُ بالدِّفْءِ
ويَنْطِقُ بأحلىٰ التراتيلْ
يَتدفَّقُ حُبًا وحنانًا
كَما يَتدفَّقُ بالماءِ النيلْ
يُشعلُني بنغماتِهِ وطبقاتِهِ
وأنا مَنْ يُوقِدُ الفَتيلْ
أُشعلُهُ فيُشعلُني
وأُداعِبُهُ ويُداعِبُني
وهُوَ لي خليلْ
يَتغنّجُ لي
ويَتلاعبُ بي
وتَتراقصُ ضحْكَتُهُ وتَميلْ
يُناديني بِرِقّةِ الهَديلْ
وأطيرُ إليْهِ كالهَديلْ
يَتكلّمُ بالحُبِّ
ويَسْكُتُ بالحُبِّ
وأنا لهُ بالحُبِّ كَفيلْ
✿✿✿
أيا وجهًا يُواجهُني بِحُسْنٍ
لا يعرِفُ المستحيلْ
عينانِ زُمُرُّدَتانِ رَقْراقَتانِ
مِثْلُ القنديلْ
ذَواتا أهدابٍ
مدهونةٍ بالمِيلْ
بِلَوْنٍ كَحيلْ
البهجةُ تطلُّ منها
والتَّوْقُ في نظراتِها جَزيلْ
شفتانِ كشقائقِ النُّعمانِ
تُغريانِ شَفتيَّ بالتقبيلْ
الشذا يَطيرُ منها ويُخدِّرُني
والشهْدُ منها يَسيلْ
كَمْ سُقِيتُ منها كُؤوسًا
والهوىٰ يشهدُ والزنجبيلْ
خَدّانِ زَهْرِيّانِ مُذهلانِ
كما الشمسُ في الأَصيلْ
وشَعْرٌ يُلهمُني شِعْرًا
كأنّهُ شَعْرُ أدهمٍ أصيلْ
✿✿✿
أيا جسدًا يُغريني ويُغويني
ويرقصُ لي حُسْنُهُ ويَميلْ
هُوَ لِلجَمالِ مِثالُ
ومسحةٌ منهُ . .
تُحيلُ القبيحَ لِجميلْ
ما أشهاهُ إذا خلعَ ثَوْبَ الحَيا
ما أبهاهُ في الخلاخيلْ
أَذُوبُ منْهُ
وأَلُوبُ حَوْلَهُ
وأعشقُ معهُ التقبيلْ
قُبلةٌ منهُ تُحْييني
وأُخرىٰ أنا منْها قتيلْ
أنهلُ منهُ
وينهلُ منّي
فنَحْنُ لبعضِنا سلسبيلْ
أقطفُ منهُ
ويقطفُ منّي
ونَرُدُّ لبعضِنا الجميلْ
أدمنتُهُ حتّىٰ الثُّمالَةِ
ما لي بَديلٌ عنهُ ولا عَديلْ
أقضي نهاري ملهوفًا عليْهِ
وليْلي معهُ طويلٌ طويلْ
✿✿✿
أيا امرأةً حُبُّها أحياني
أنا والأماني . .
وكُلَّ جَميلْ
تَنضُو أحزاني
ويحلُو زماني . .
بذِكْرِها وفِكْرِها النّبيلْ
قلبي منكِ لا يَمَلُّ
ولا عنكِ يَميلُ
ولا يَعرفُ الرحيلْ
كُلُّ لحظةٍ معكِ تُوازِي عُمرًا
ومَهما كثرَ لقاؤكِ . . قليلْ
فما أمتعَ الليلَ بقربِكِ
حينَ يَهُبُّ نسيمُهُ العليلْ
وما أروعَ النهارَ بدربِكِ
حيثُ خُطاكِ هيَ الدليلْ
ولسانُكِ يُحفّزُني
ورُوحُكِ تحرسُني . .
منْ كُلِّ دَخيلْ
وحنانُكِ هُوَ مظلّتي
وبسمتُكِ شفاءُ العليلْ
فزيديني حُبًا وقُربًا
وظَلِّليني بحنانِكِ الظليلْ
فأنا بِحُبِّكِ أحيا
وأرفعُ رأسي في عزٍ . . كالنخيلْ
وبدونِ حُبِّكِ أدفنُ نفْسي
وأعيشُ في الدنيا . . كالقتيلْ
أيا امرأةً أُكِنُّ لَها
كُلَّ الحُبِّ . . وكاملَ التبجيلْ
___________________________
الهديل (الأول) : صوت الحمام الهديل (الثاني) : ذَكَر الحمام .
العليل (الأول) : المُنعش المُعَطَّر - العليل (الثاني) : المريض .