قادت الولاياتالمتحدةوايطاليا اليوم الأحد (13 ديسمبر ) مسعى دبلوماسيا دوليا لحمل الفصائل المتحاربة في ليبيا على توقيع اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية على أمل أن يوقف مد التشدد الإسلامي وانتشار نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد. بدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيطالي بأولو جنتيلوني ومعهما مبعوث الأممالمتحدة مارتن كوبلر و18 مندوبا آخر اجتماعا لحث المعسكرين المتنافسين في ليبيا على تحقيق تقدم بعد محادثات استمرت عاما تحت إشراف الأممالمتحدة. اتفق وفدا الحكومتين المتنافستين في ليبيا على أن يكون يوم 16 ديسمبر كانون الأول موعدا لتوقيع الاتفاق لكن أطرافا تعارض الاتفاق مازالت تقاومه. وسبق أن مرت مواعيد محددة دون اتفاق في الوقت الذي قسمت فيه أراضي ليبيا الشاسعة المنتجة للنفط إلى مناطق تخضع لسيطرة فصائل مسلحة متناحرة. وقال مسئول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية اشترط عدم نشر اسمه إن الاجتماع الذي يستغرق يوما واحدا سيقر الاتفاق الليبي أملا أن يمنح الليبيين الثقة في المضي قدما وهم يدركون أنهم يحظون بدعم المجتمع الدولي. ولأن ليبيا تبعد أقل من 300 كيلومتر على الجانب الآخر من البحر المتوسط فقد سعت ايطاليا لتركيز الاهتمام الدولي على ليبيا منذ هجمات باريس التي وقعت الشهر الماضي. وكان تنظيم الدولة الإسلامية استغل حالة الفوضى التي شهدتها ليبيا وأقام قاعدة له في سرت وأصبح له نحو 3000 مقاتل وقد هاجم فندقا وسجنا في طرابلس وحقول نفط وحواجز أمنية عسكرية. كما نشر مقطع فيديو ذبح فيه 21 مسيحيا من أقباط مصر على شاطيء ليبي. وتعمل الحكومة المعترف بها ومجلس النواب المنتخب في شرق ليبيا فقط منذ العام الماضي عندما استولى فصيل آخر على العاصمة طرابلس وشكل حكومة منافسة. ويحظي كل من الجانبين بدعم تحالفات متنافسة تتألف من المعارضين السابقين لحكم القذافي. ويدعو اقتراح الأممالمتحدة إلى تشكيل مجلس رئاسي على أن يكون مجلس النواب هو المجلس التشريعي إلى جانب مجلس استشاري هو مجلس الدولة. وللمجلس الرئاسي أن يشكل حكومة في غضون 30 يوما من توقيع الاتفاق على أن يصدق عليها البرلمان ويدعمها قرار يصدر من مجلس الأمن التابع للامم المتحدة. وقال دبلوماسيون إن عقوبات قد تفرض على المعارضين فيما بعد. غير أنه في ضوء التشرذم الحاصل في ليبيا تظل علامات استفهام قائمة حول رد فعل المعارضين والفصائل المسلحة الرافضة للاتفاق لما سيرون أنها حكومة لا تمثل الجميع وكيف يمكن استمالتهم.