ناجي أبو زيد: كارثة على كبد الإنسان هندي: 45% من المزارعين والمستهلكين يأكلون الحاصلات الزراعية المعاملة كيماوياً عبدالمجيد: الأطفال الرضع والشيوخ أكثر تعرضا للإصابة بالأمراض السرطانية ساهم الانفلات الأمني عقب ثورة 25 يناير في إدخال العديد من المبيدات المغشوشة التي تقتل المصريين، خاصة الأطفال الرضع وكبار السن، لقلة مناعتهم، مما يعيد خريطة السرطان الذي كان سببا في إ صابة المصريين به، المحاصيل المسرطنة في عهد وزير الزراعة الأسبق، الدكتور يوسف والي، فقد أجمع خبراء مبيدات، على أ ن المبيدات المغشوشة والمهربة لها آثار ضارة على الصحة العامة للإنسان، حيث إنها تؤثر بشكل ملحوظ على الأطفال الرضع بصفة خاصة، كما تؤدي إلى الإصابة بالأمراض السرطانية، وتدمر الكبد، وتتسبب في حالات تسمم نتيجة لما تحويه من نسب شوائب عالية . وقد أكد الدكتور محمد عبد المجيد، رئيس لجنة المبيدات والآفات الزراعية بوزارة الزراعة، أن هناك نتائج علمية تؤكد أن الأطفال والرضع أكثر حساسية للمخاطر الصحية التي تسببها المبيدات، مرجعاً ذلك إلى أن الأعضاء الداخلية للرضع والأطفال تكون في مرحلة التكوين، وغير قادرة بعد على مواجهة مثل هذه المخاطر، كما أن قيام الأطفال ببعض السلوكيات الخاطئة، مثل وضعهم لجميع الأشياء في أفواههم، يجعلهم عرضة لمثل هذه المخاطر . وأشار عبد المجيد، إلى أن كبار السن أيضاً مع زيادة حساسيتهم وانخفاض قدرة أنسجتهم على المناعة والتكيف والمقاومة، تجعلهم أكثر عرضة للمخاطر . في حين يرى الدكتور ناجي أبو زيد، الأستاذ بمعهد أمراض النبات، أن المبيدات المغشوشة تعد كارثة على كبد الإنسان، مرجعاً ذلك إلى ما تحتوي عليه مثل هذه المواد من نسب شوائب عالية، بالإضافة إلى وجود مواد بها مجهولة الهوية، وتأثيراتها على الصحة تكون في غاية الخطورة، وقد تؤدي إلى تدمير أجهزة الجسم خاصة الكبد، إضافة إلى ما تتركه في المحاصيل الزراعية من نسب متبقيات عالية، قد تؤدي هي الأخرى إلى حالات تسمم . ومن جهته، أكد الدكتور زيدان هندي، أستاذ الكيمياء والمبيدات والسموم بكلية الزراعة جامعة عين شمس، أن الانفلات الأمني الذي أعقب ثورة 25 يناير أدى إلى تهريب كميات كبيرة من المبيدات العشوائية إلى الأسواق المصرية، عن طريق الحدود المفتوحة، مشيراً إلى أن المبيدات المهربة لا أحد يعلم ما قد تحويه من مواد ضاره بالصحة العامة والبيئة، وهنا تكمن خطورة مثل هذه المواد مجهولة الهوية . وأضاف هندي، أن المبيدات النحاسية تحوي شوائب وعناصر ضارة بصحة الإنسان، وتؤدي إلى إصابته بالأمراض السرطانية، كما قد تسبب حالات إجهاض للحوامل، وتؤدي كذلك إلى تدمير الجهاز التنفسي بشكل كامل، موضحاً أن الشركات المنتجة للمبيدات في العالم لديها الحدود المسموح بها، وذلك وفقاً لما تنص عليه الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمبيدات، والتي تحدد نسباً معينة في المواد، وذلك حسب كل مركب كيميائي، وبما لا يؤدي إلى تدمير الصحة العامة . وطالب وزارة الزراعة، والجهات الرقابية المعنية، بزيادة أعداد المعامل المركزية، لفحص المبيدات التي توجد بها نسبة شوائب، وعمل رقابة محكمة تجاه المخربين، لافتاً إلى أن تجارة المبيدات العشوائية، مثل تجارة الهيروين بل أخطر، مرجعاً ذلك إلى استخدام المزارع لها يجعل سمومها تصل لأكبر عدد من الناس، مشيراً إلى أن الدراسات أكدت أن 45% من المزارعين والمستهلكين يأكلون الحاصلات الزراعية المعاملة بالمبيدات الكيماوية، دون أية اعتبارات لفترة ما قبل الحصاد بعد رشها مباشرة، في حين أن هناك 35% يتناولون المحاصيل الزراعية بعد مرور يوم واحد فقط من رشها بالمبيدات، بينما يتناول الحاصلات 18% من الناس بعد رشها بعدة أيام، وهو ما قد يسبب كوارث لأكباد المصريين .