في حلقة جديدة من الصراع بين تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، قتل جهاديون منتمون لحركة الشباب الصومالية المبايعة للقاعدة أبا نعمان البنتاري، الزعيم السابق للشباب الذي بايع داعش في أكتوبر الماضي مع مجموعة صغيرة من الحركة، كما قتل اثنان آخران ينتميان إلى داعش هما الجهاديان حسين عبدي جيدي، وحذيفة السوداني المطلوب من قبل المخابرات الأمريكية منذ 2008. وقال أبو ميسرة الشامي، الجهادي ضمن صفوف داعش، في بيان له أمس موضحًا ملابسات الصراع بين داعش وحركة الشباب في الصومال: "فليعلم الموحدون المجاهدون والناس أجمعون في مشارق الأرض ومغاربها أن أمراء حركة الشباب – المبايعين للظواهري سفيه الطاغوت أختر منصور – أن هؤلاء الأمراء الفاسدين المفسدين الضالين المضلين قد بغوا على جنود الخلافة في الصومال وغدروا بهم وسفكوا دمهم الحرام". وأضاف أنه بعد انضمام بعض أعضاء الحركة إلى داعش أرسل أمراء الحركة أشخاصًا إلى أبي نعمان البنتاري بزعم أنهم يريدون الاجتماع به لمبايعة داعش ثم قتلوه مع خمسة من أصدقائه المقربين، وأضاف البيان أن مقاتلي الحركة اتصلوا بمسئول اليمن بالقاعدة الريمي وأخبروه كذبًا أنهم قتلوا جنديًا جاء إلى داعش من ليبيا. وقال أيضًا أن نفس الحركة استخدمت نفس الأسلوب لاجتذاب الجهادي حسين عبدي جيدي، كما قتلوا الجهادي محمد مكاوي إبراهيم المعروف باسم حذيفة السوداني، والذي سُجن في سجن كوب الأمريكي على خلفية قتله للدبلوماسي الأمريكي جون جرانفيل في السودان، وتمكن من الهروب مع زملائه ليصبح مطلوبًا من المخابرات الأمريكية التي رصدت خمسة ملايين دولار لمن يدلها عليه. وذكر البيان، الذي حمل عنوان "ألا هذه غدرة أمراء حركة الشباب"، أن الحركة اعتقلت نائب مسئول لجنة العلماء في داعش بدر الدين الأنصاري، وبعض الجهاديين الآخرين في التنظيم والمؤيدين له. وفي تناقض غريب مع وحشية داعش المفرطة تجاه الشيوخ والأطفال من المدنيين، قال البيان: "سجنوا من المهاجرين والأنصار كل من ظنّوا فيه ولاءً للخلافة، وصادروا أملاكهم وأرعبوا عائلاتهم، بل لم يسلم من شرّهم بعض عوام المسلمين ممن شكّوا فيهم أنهم مناصرون لجند الخلافة أو متعاطفون، ولم يفرّقوا بين صغير وكبير، فقد أسروا ذا الشيبة الأخ أبا أنس المصري في مدينة جمامي، بعد خروجه من صلاة المغرب وهو متوجه إلى بيته، وأسروا معه الأخ أبا عبد الرحمن المغربي، ثم لما أنكر عليهم الشيخ عبد العزيز رقية فعلتهم، أهانوه وأسروه وألحقوه بمن سبق". كما أظهر داعش تناقضًا أقوى مع اعتباره نفسه الممثل الوحيد للإسلام وما دونه خوارج، وتعجب من اعتبار حركة الشباب نفسها هي جماعة المسلمين، فجاء في البيان: "من جرائم أمراء حركة الشباب أنهم أرسلوا وفدا رسميا إلى كل جبهات الحركة ومكاتبها وأخبروا الأمراء والجنود أنهم سيقاتلون ويَقتلون كل من يحاول (تفريق الصف)! وكذلك دعوا أهل العلم إلى اجتماعات سرية وهدّدوهم فيها بالقتل إذا ما ناصروا من (يفرق الصف)! وكأن جماعة المسلمين هي فرقة حركة الشباب المبايعة للسفيه الظواهري مولى طاغوت طالبان!". واتهم الحركة بأنها توجه أكثر جندها وجهدها لقتل جهاديي داعش بدلًا من ضرب "رأس الكفر" بالولايات المتحدة كما يقول الظواهري الذي يتبعونه، ورأى أنهم يسالمون ميليشيا "مرتدة"؛ والتي يتزعمها العقيد السابق بري هيرالي المسيطر على ولاية جوباالصومالية، ولا يجيزون قتلهم وغنم أموالهم، وأضاف: " وكأنهم يتشبهون بأبي مصعب عبد الودود الذي يريد الوحدة مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد، أو خالد الباطرفي صاحب فكرة تسليم المكلا لطاغوت المجلس الأهلي الحضرمي"، معتبرًا أن هؤلاء "يصالحون المرتدين ويحاربون الموحدين". وتابع البيان واصفًا تنظيم القاعدة الذي تبايعه الحركة بموالاة جماعة الإخوان المسلمين والتصالح مع الشيعة في إيران: "هل هم ملتزمون ببيعة من يرى طواغيت قطر والإخوان أشقاءه؟ ورافضة خراسان وكل العالم إخوانه؟ هل هم ملتزمون ببيعة من يتولى الصحوات السلولية والوطنية بل والديمقراطية والملحدة دون المهاجرين والأنصار؟ هل هم ملتزمون ببيعة من أعرض عن الولاء والبراء وامتنع عنه بطائفته ويتقرّب إلى الحكومة الباكستانية المرتدة وجيشها واستخباراتها؟ هل هم ملتزمون ببيعة من يقاتل من أجل الوطنية الأفغانية ويُسالم مرتدي الحكومة الأفغانية من أجلها؟". ووجه رسالة إلى مقاتلي داعش في الصومال قائلًا: "لا بد من معاقبة هؤلاء المفسدين في الأرض بالمثل وأشدّ، فاقتلوا أمراء التحزّب والافتراق بالكواتم والأحزمة والعبوات، حتى تتمايز الصفوف ويعرف الناس مع من يقف هؤلاء الأمراء، مع أختر والظواهري؟ أو مع التوحيد والجهاد؟". واعتبر أن عددًا كبيرًل من مقاتلي الحركة يريدون مبايعة التنظيم ويمنعهم بطش أمراء الحركة، وخاطب هؤلاء الأمراء: "إن أردتم النجاة فلتتبرؤوا من أختركم وظواهريكم ومن حزبيتكم وتعنتكم ولا تتبعوا خطوات الشيطان"، مهددًا إياهم بأن يلاقوا ما اعتبره "خسارة الدنيا والآخرة" التي حلت بزعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني.