"طالبان" حركة جهادية أفغانستانية، شكلت في منتصف التسعينيات على يد الملا محمد عمر، بعد أن شاع خبر اختطاف واغتصاب فتاتين عند إحدى نقاط السيطرة التابعة لأحد الفئات الأفغانية المتناحرة في قرية سانج هيسار، قرب مدينة قندهار، مما دعاه إلى تكوين جبهة مسلحة مكونة من 30 رجلا، وسعى لتخليص الفتاتين وقد نجح في في مهمته وقام بدوره بتعليق قائد عملية الخطف والاغتصاب على المشنقة. وبدأ الملا في تكوين جبهة قوية لنفسه حتى وصل إلى حكم البلاد، من خلال استغال تدين الشعب الأفغاني بأنه سيطبق الشريعة الإسلامية في حكمه ولن يخالف الدين، حتى وصل للحكم وبهذا يعد أول تنظيم إرهابي يصل للحكم لمدة 6 سنوات "من 1996 إلى عام 2001"، ثم انهار بغزو أمريكالأفغانستان حيث اعتمد الغزو على تصفية التنظيم وقيادات القاعدة، وبعدها قامت القاعدة بتحول منهجها إلى العنف لتصبح جماعة إرهابية تهدد حكومات العالم أجمع في كل تسجيل صوتي تبثه. وبعد أن كانت حركة طالبان من أخطر التنظيمات الموجودة في العالم لقربها من فكر تنظيم القاعدة، حتى جاء مقتل الملا عمر والذي كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، حيث انقسم التنظيم إلى نصفين الأول بايع الملا أختر منصور خليفة لهم والنصف الآخر رفض مبايعته وانقلب على التنظيم ورحل وانضم لداعش. و لم ينتهي التنظيم من لملمة جراحة بعد مقتل زعيمه، أعلنت الحكومة الافغانية وفاة الملا أختر منصور، مما أدي إلى حالة ارتباك شديد داخل التنظيم، حيث بعد إعلان رئيس الوزراء بساعات قليلة نشر التنظيم تسجيل صوتي للملا ليكذب خبر وفاته، ويقدم تهديدات قوية للدولة بضرب بعض الأماكن الحيوية بداخلها. - مبادئ التنظيم تشكل مبادئ التنظيم محطة مهمة في حياته، حيث ترفض الديمقراطية على اعتبار أنها تمنح التشريع للشعب وليس لله، وترى أنه لا توجد أهمية لوضع دستور لتنظيم شئون الحكم، فالقرآن الكريم والسنة النبوية هما دستور الدولة، وتعتبر الحركة أمير المؤمنين بمثابة الخليفة ينتخبه أهل الحل والعقد، ولا توجد مدة محددة لتولي منصب أمير المؤمنين، ويتم عزله فقط في حالة العجز أو الموت أو إذا أتى ما يخالف الدين، فالقرارات المهمة كان يتخذها زعيم التنظيم بالاستئناس بآراء أهل الشورى، وله الحرية الكاملة في الأخذ بآراء مجلس الشورى أو رفضها. ومن أهم مبادئها أنها ترفض تشكيل أحزاب سياسية، وتقوم الحركة بعقوبات فورية للمخالفين، وهي تعمل على التغير المستمر في المناصب حتى لا تتشكل جيوب داخلية في الحركة أو مراكز قوى، وتبعا لأصولها المنهجية، كانت حركة طالبان واضحة عند الوصول للحكم، أعلنت أنها تريد تطبيق الشريعة الإسلامية، تريد أن تتم العقوبات وفقا للشريعة، لذا بمجرد وصولها إلى الحكم سرعان ما أمرت الرجال بإطلاق لحاهم والنساء بارتداء النقاب، وحظرت طالبان مشاهدة التليفزيون وارتياد دور السينما، بل أن أشهر ما انتقد إبان حكمه. - علاقها بالقاعدة سبب الخراب كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، نقطة فارقة في تنظيم طالبان، حيث أصبحت الحكومة في دائرة الدول التي يلاحق بها "الإرهاب" على مستوى العالم، اتهمت بإيواء زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وأعضاء التنظيم الذين اتهموا بالمسئولية عن هذه الهجمات. وبعد أقل من 28 يوما وبالتحديد في السابع من أكتوبر 2001، غزت قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدةأفغانستان، ليسقط حكم طالبان بعد شهرين من الغزو، لكن لا يعني ذلك هزيمة طالبان، ولا تحقيق الهدف الذي أعلنته الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو اعتقال بن لادن وتدمير تنظيم القاعدة كليا، ولم يجر اعتقال زعيم الحركة الملا محمد عمر، فقد لجأ إلى مدينة كويتا الباكستانية كما قيل. - علاقتها بداعش في العام الماضي وبالتحديد في شهر أكتوبر، أعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة وخمسة من كبار قادتها الانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي ومبايعته، مما دعا التنظيم إلى إصدار بيان تيذب فيه الاخبار ويؤكد على أنها ما زالت تعلن الولاء للملا عمر زعيم حركة طالبان الأفغانية، وطردتهم من التنظيم. - القيادات الملا عمر: مؤسس وزعيم طالبان الأول تولى قيادتها 20 عام، عرف بغموض حياته وزهده كان مقاتلا شرسا ضد القوات السوفييتية أثناء الجهاد الأفغاني، وفقد إحدى عينيه بشظية قنبلة أثناء الحرب الأفغانية. الملا أخطر منصور: عين زعيما للتنظيم خلفا للملا عمر، من أوائل قادة الحركة منذ تأسيسها في قندهار عام 1994، كان مسئولا عن قاعدة المدينة الجوية، ثم شغل منصب وزير الطيران المدني والنقل، عين حاكما لمدينة قندهار حتى مايو 2007. الملا هيبة الله اخندزاده: عين نائبًا للملا منصور، وهو المسئول السابق عن محاكم حركة طالبان. سراج الدين حقاني: وأيضا عين نائبًا للملا منصور، وهو نجل جلال الدين حقاني زعيم شبكة حقاني المعروفة بقربها من الاستخبارات الباكستانية. قيوم ذاكر: قائد عسكري، وهو نزيل سابق في معتقل غوانتانامو وله قاعدة من الأنصار في إقليم هلمند، وسيضطلع بمستقبل حاسم في مستقبل طالبان. الملا عبيد الله: قائد عسكري، بمثابة وزير الدفاع في طالبان، تعتمد عليه طالبان في صراعها مع المعارضة الشمالية. -العودة إلى المشهد و بعد سيطرة داعش على مجريات الإرهاب في العالم، بدأت جميع التنظيمات القديمة في محاولة منها للعودة إلى المشهد من خلال الأعمال الإرهابية وعودة سيطرتها على الأماكن التي كانت تسيطر عليها، وهذا ما قامت به طالبان، قامت بترسيخ وحي أنها بعد 14 عاما من النزاع المسلح في أفغانستان أنه لا هدوء ولا تحقيق للسلام في أفغانستان دون أن يتم التفاوض مها، رغم أنها تمر الآن بمنعطفات ليست سهلة بعد وفاة قائدها الروح الملا محمد عمر، وبعد إشاعات عن مقتل زعيمها الجديد الملا أختر منصور.