- لا أستطيع العيش بدون هوايتي ورفضت الترشح للبرلمان - لست راضيا عن فيلم "بلية ودماغه العالية" - لا يوجد كيمياء بين عمرو دياب وعلي إدريس - إسرائيل رحبت بمسلسل حارة اليهود في بدايته ثم تراجعت وانتقدته اقتحم السيناريست مدحت العدل في حواره مع "البوابة نيوز"، المعتقدات وخرج عن المألوف مؤكدا تمرده على المسلمات من أجل إعادة تشكيل خارطة الفكر وعرضها على الجمهور، رافضا الاستسلام للواقع باحثا عن كل ما ينير الفكر لكي يقدمه للمجتمع من خلال أعماله المثيره للجدل، فكان لنا معه هذا الحوار: *** ما العمل الفني الذي تحضر له حاليا؟ أحضر الآن لديوان شعر جديد بعنوان "وجوه" وهو عباره عن وجوه مرت في حياتي منذ الطفولة حتى الآن، وما أثار هذا الديوان بداخلي هى قصيدة "مرزوقة" وهى عبارة عن بورتريه وكانت في آخر ديوان لي وهى قصة حقيقية، كما أن ابنتي الصغرى آية التي اعتبرها "رفيقة الشعر" اقترحت على هذه الفكرة. *** ولماذا تم تأجيل مسلسل "فعل فاضح" لعام 2017؟ لأنه موضوع صادم وشائك وسوف يدفع الناس إلى إعادة التفكير في مسلماتهم ويكتشفون أن هذه المسلمات ليس لها أساس من الصحة. *** وهل فكرت أن تستبدل غادة عبد الرازق بفنانة أخرى؟ بالفعل عرضت بعض القنوات أن أقوم بإسناد الدور لممثلة أخرى غير غادة عبد الرازق لكي يقدم في رمضان 2017 ولكنني رفضت لاقتناعي بأن غادة عبد الرازق الأنسب لهذا الدور. *** وما حقيقه إسناد عمرو دياب مسلسل "الشهرة" للمخرج علي إدريس؟ لم يحدث، وكل عمل يقدم لابد من وجود كيمياء شبه بين العمل وبين صناعة، وهذا لا يتوافر بين عمرو دياب وبين على إدريس فالكيمياء بينهما مختلفة، كما أنه لابد أن يرجع لي أولا لأنني مؤلف العمل وصديقه وعلى دراية بمعظم الوسط الفني. *** وهل فكرت في الكتابة للمسرح والإذاعة مره أخرى؟ بالفعل كتبت مسلسلين للإذاعة "مصر إيطاليا بالعكس" لمصطفى قمر والآخر "لازم بابا يحب " ليحيى الفخراني ولاقا نجاحا كبيرا، لأن كتابة الدراما للإذاعة تشبه التليفزيون ولكن بشكل صغير وهى تجربه خفيفة وممتعة، أما المسرح فقد كتبت مسرحيه "ملوك الشوارع" وكانت مأخوذة عن رواية عالمية، وكانت في عام 1935و هى"Tortilla Flat" للكاتب ""John Steinbeck، ولكنها لم تخرج للنور، ويمكن أن اعيد تجربه الكتابة للمسرح إذا استعاد مكانته. *** هل يوجد في أعمالك ما لا ترضي عنه؟ أرى الآن بعض أفلامي كان يجب إدخال بعض التعديلات عليها، كما أرى أن فيلم "بلية ودماغه العالية" لم يأت بالقريب أو البعيد لما تصورته له، فكان تصوري "Oliver Chris" وليس كما قدم، ولكن في النهاية الفيلم بمثابة تجربة وانتهت ولكن على المؤلف أن يتأمل أعماله ويلاحظ أخطاءه حتى يتجنبها في أعماله القادمة. *** وما التحضيرات التي قمت بها لخروج مسلسل "حارة اليهود"؟ أولا قمت بزيارة المعبد اليهودي "موسي ابن ميمون" الذي كان طبيب صلاح الدين الأيوبي وكان معي مخرج العمل ومهندسة الديكور كما استعنت "بالموسوعة اليهودية" للكاتب عبد الوهاب المسيري و"يهود وادي النيل" للكاتب " Joel Benin" وهو أمريكي وأستاذ تاريخ بجامعة ستانفورد بأمريكا، وكان يهوديا صهيونيا وعمل لفتره في مصانع "destroyed" للسيارات والتقي بالعرب هناك وتعرف من خلالهم على القضية الفلسطينية وجاء إلى مصر ودرس بالجامعة الأمريكية وتركها نتيجة الهجوم الذي وجه له نتيجة لتخليه عن صهيونيته واحتفاظه بيهوديته فقط وتحدث عن مسلسل حاره اليهود ل New York Times" "و قال عنه إنه أصدق مسلسل تكلم عن التعايش بين المصريين في هذه الفترة وكان رأيه هاما بالنسبة لي لأنني استعنت بكتابه، وأيضا كتاب ل"Jack Hasson" تكلم فيه عن مصر والحياه بها، كما كان هناك حوار مصور ومسجل بيننا وبين الاستاذ يوسف درويش استمر لمدة 10 ساعات وهذه أول مره اتحدث عن هذا الحوار وكان يحتوي على كل ما له علاقة بالحركة الشيوعية والصهيونية واليهودية وهو رجل وطني عظيم، ولأننا تناولنا الفترة من 1948 حتى 1954 وهى تتكلم عن حرب فلسطين استعنا بكتاب " العروش والجيوش" للكاتب محمد حسنين هيكل و"قصه الثورة "للكاتب أحمد حمروش و"المعارك الحربية على الجبهة المصرية" للكاتب اللواء جمال حماد، كما رجعت لجميع خطب حسن البنا، وقوم بتقسم أعمالي فأقرأ للمؤيدين والمعارضين، كما أن انتماء اليهود المصريين لمصر أقوي من انتماء أي يهودي آخر يحمل جنسية أخرى. *** وهل كنت تتوقع أن يثير مسلسل "حاره اليهود" كل هذا الجدل؟ كنت أتوقع أن يثير هذا المسلسل كل هذا الجدل وقررت عدم الرد بعد الحلقة 20 حتى يراه المشاهد، في البداية إسرائيل رحبت بالمسلسل وهاجمني يوسف القعيد بعد الحلقة الثانية وبعد عدة حلقات هاجمتني إسرائيل واعتذر لي القعيد على الهواء؛ لأنه أديب يعي ما يقوله، أما عن ماجده هارون فهي تهاجم لأن لديها توكيلا من اليهود في مصر ولأننا لم نستعن بها، كما أنها أشادت بالمسلسل في أحد الحوارات الصحفية ومع ذلك استعنت بهاني عبد اللطيف وهو من الطائفة اليهودية لمراجعه كل التفاصيل، جميع وكالات الأنباء العالمية تكلمت عن المسلسل وحاورتني ومنهم "CNN-BBC On Air-Washington Post- New York Times-liberation " لأن الغرب يرصد ويحلل أعمالنا الفنية ومدى تأثيرها على الشعب المصري، فاستطاع المسلسل أن يثير الجدل ويثير منطق التفكير سواء ممن أيدوه أو عارضوه، كما أنني في سن يسمح لي بأن أعيد التفكير في جميع المسلمات التي نأخذ مواقفنا واتجاهاتنا من خلالها وأطرحها للنقاش مرة أخرى وليس هدفي أن أقنع غيري بأفكاري ولكن لأنني أري أنه يجب علينا التفكير وأري أن هذا واجب تنويري، فأفراد الأسرة الواحدة أصبح بينهم مشكلة في التواصل فيجب علينا إعادة التفكير مرة أخرى في العلاقات الإنسانية بشكل موسع. *** وما معايير نجاح العمل الفني من وجهه نظرك؟ أهم معيار لنجاح العمل الفني أن يستطيع تسليه الناس من البداية حتى النهاية؛ لأن لنجاح العمل أكثر من مستوى، أولها أن يجذب المشاهد من حيث العاطفة ولك يكون من خلال قصه حب يتضمنها العمل، المستوي الثاني وهو كسر التابوهات بمعني أن يستطيع العمل اثاره التفكير وتفتيح مدارك الجمهور وخلق حاله تنويرية للفكر، فإذا توفر هذان المستويان فاضمن نجاح العمل، كما اننا كشركه لدينا حد أدنى من احترام الأعمال التي نقدمها للجمهور ولا نقل عنه أبدا. *** وهل المجتمع يؤثر على الفن أم الفن الذي يؤثر على المجتمع؟ المجتمع يؤثر على الفن فلا يوجد عمل يستطيع أن يحدث ثوره داخل البلد ولكن يمكن أن يغير قانون مثلما حدث في فيلم "أريد حلا" وفيلم "كلمة شرف" مادة الفيلم مستمدة من المجتمع ولكن يمكن طرحها بمستويات معينة. *** وما تعليقك لعدم إقبال الشعب المصري على انتخابات البرلمان؟ صلاحيات البرلمان في الدستور قوية جدا والدستور سوف يفرز أشخاص لا تتناسب مع هذه الصلاحيات، فكان يجب على اللجنة التشريعية أن تستثني من كانوا أعضاء في الحزب الوطني حتى لو كانوا صالحين والإخوان المسلمين، وهذا سبب عدم إقبال الشعب على الانتخابات لأنهم وجدوا وجوها عهدوها من قبل وقامت ثورتين لتصحيح هذا الوضع. *** وهل فكرت في أن تترشح للبرلمان؟ طلب بعض الأصدقاء وإحدى الجهات مني أن أترشح بشكل رسمي، ولكن شغلي الخاص منعني فأنا لا أستطيع أن أعيش دون هوايتي وهى الكتابة، لأنني خلقت لها.