تأخر الحمل من المشاكل الأساسية التى تواجه الزوجين فى بداية حياتهما، وتزيد المعاناة إذا أثبتت الفحوصات والتحاليل عدم وجود سبب معين لتأخر الإنجاب عند أى من الزوجين، وهنا لا ينصح الأطباء إلا بالانتظار لحين حدوث الحمل بشكل طبيعى. وحول هذه المشكلة يقول الدكتور خالد رفاعى، استشارى أمراض النساء والمناظير بكلية الطب جامعة عين شمس، إن عدم سلك الطريق السليم فى العلاج قد يفوت الفرصة على الزوجين فى الإنجاب الذى أصبح ممكنا الآن من خلال الوسائل الحديثة، مثل أطفال الأنابيب والتلقيح الصناعى وغيرهما، موضحا أن بداية العلاج تكون من عند الزوجة لتشخيص أسباب تأخر الحمل بسبب غير معروف، ومن أشهر الأسباب التى قد يغفل كثير من الأطباء مراجعتها هى الأسباب المناعية، التى قد تؤدى إلى حدوث مشاكل فى حدوث الحمل سواء نتيجة وجود أجسام مضادة للحيوانات المنوية ما يعوق إخصاب البويضة أو أجسام مضادة أخرى ضد الغدة الدرقية ما يحدث اضطرابات فى هرمون الغدة الدرقية التى بدورها تؤثر على عمل المبايض أيضا، إذ أن هناك مجموعة كبيرة من الأجسام المضادة التى قد تؤثر على زرع الأجنة فى بطانة الرحم أو تؤدى لحدوث إجهاض مبكر غير ملحوظ قبل موعد الدورة المنتظرة. ويضيف استشارى أمراض النساء: «من الأسباب المهمة أيضا وجود مشاكل جينية أو كروموسومية غير ملحوظة وهذه يمكن اكتشافها عن طريق عمل تحاليل للكروموسومات للزوجة لاكتشاف المشكلة الكروموسومية سواء وجود نقص أو زيادة فى عدد أو حجم أحد الكروموسومات، أو وجود انتشار غير مرئى فى الحوض لأجزاء من البطانة المهاجرة للرحم، وهذه الأجزاء من البطانة المهاجرة للرحم قد لا يمكن رؤيتها عن طريق المنظار التشخيصى العادى عن طريق البطن ولا يمكن تشخيصها إلا عن طريق أخذ عينات من الأنسجة وتحليلها وهذا أمر يصعب حدوثه». ويتابع رفاعى: «من الأسباب التى قد تحدث ارتباكا للزوجين وجود قنوات فالوب مفتوحة عن طريق عمل أشعة بالصبغة على الأنابيب والرحم، لكن فى نفس الوقت تكون هذه الأنابيب غير سليمة بحيث لا تقوم بوظيفتها فى حدوث الإخصاب بداخلها ثم نقل الجنين عن طريق حركة الأهداب إلى التجويف الرحمى لتتم زراعته فى بطانة الرحم. ومما سبق نجد أن معظم هذه الأسباب يمكن تجنبها عن طريق عمل التلقيح المجهرى، فمثلا وجود البطانة المهاجرة التى قد تؤثر فى حدوث عملية الإخصاب يمكن معالجتها عن طريق حدوث الإخصاب وانقسام الجنين فى مراحله الأولى خارج الجسم وهو ما يتم فى التلقيح المجهرى. والأسباب الجينية والكروموسومية يكون علاجها عن طريق فحص الأجنة كروموسوميا وجينيا قبل إرجاعها إلى الرحم عن طريق أخذ عينات منها يمكن اختيار أفضل الأجنة والتى تكون خالية من المشاكل الكروموسومية ومعظم الأمراض الوراثية. أما وجود قنوات فالوب التى تكون ظاهريا عن طريق الأشعة مفتوحة ولكنها وظيفيا غير سليمة فعن طريق التلقيح المجهرى يتم تجاوز خطوات الإخصاب ونقل البويضة ثم الجنين التى تتم فى الأنابيب، حيث تتم كل هذه الخطوات خارج الجسم ليتم إرجاع الأجنة مباشرة إلى تجويف الرحم. وفى هذه الحالة تكون أفضل الطرق للعلاج البدء فى تنشيط التبويض باستخدام حبوب الكلوميد أو الحقن الهرمونية المنشطة وقد تستخدم عملية التلقيح الصناعى الداخلى أى حقن السائل المنوى داخل الرحم بعد تفجير البويضة وقد تجرى هذه الطريقة من 3 إلى 6 مرات وفى حالة فشلها ينصح بإجراء عملية التلقيح الصناعى الخارجى والمعروف بأطفال الأنابيب أو التلقيح المجهرى كوسيلة متقدمة فى حالات العقم غير المعروفة السبب. وبخصوص أسباب التأخر لدى الزوج يوضح أنها لا تخرج عن: «نقص عدد الحيوانات المنوية، ضعف حركة الحيوانات المنوية، زيادة فى نسبة الحيوانات المنوية المشوهة، عدم وجود حيوانات منوية فى القذف بسبب انسداد بالقنوات المنوية أو فى عملية تكوين الحيوانات المنوية فى الخصية، عدم القدرة على القيام بالعلاقة الزوجية، قذف السائل المنوى للخلف (فى المثانة) وتكون فى حالات مرضى السكر».
