تأخر الحمل لأسباب غير معروفة إن تأخر الحمل هي من المشاكل الأساسية التي تواجه الزوجين بعد الزواج و تزيد المعاناة في علاج هذه المشكلة في حالة ما إذا أثبتت الفحوصات و التحاليل عدم وجود سبب معين لتأخر هذا الحمل حيث تظهر التحاليل أن التبويض طبيعي و أن الأنابيب سليمة و مفتوحة و أن تحليل السائل المنوي للزوج يكاد يكون طبيعيا و للأسف كثرا ما يؤكد الأطباء للزوجين عدم وجود سبب معين لتأخر الحمل و ينصحوهما بضرورة الإنتظار حتى يحدث الحمل الطبيعي. و يطول الإنتظار و تمر السنوات و الزوجين منتظرين بلا جدوى و العلاج الفعال لم يتم الإتجاه إليه. و نحن هنا بصدد مناقشة هذا الموضوع الذي كثيرا ما أرق الزوجين و كان السبب في فوات الفرصة على كثيرين نتيجة تقدم العمر و طول الإنتظار. أسباب عند الزوجة لتأخر الحمل : دعونا نبدأ بالزوجة لتشخيص أسباب تأخر الحمل بسبب غير معروف، إن من أشهر الأسباب التي قد تخفى أو يغفل كثير من الأطباء مراجعتها هي الأسباب المناعية و التي قد تؤدي إلى حدوث مشاكل في حدوث الحمل سواء نتيجة وجود أجسام مضادة للحيوانات المنوية مما يعوق إخصاب البويضة أو أجسام مضادة أخرى ضد الغدة الدرقية مما يحدث إضطرابات في هرمون الغدة الدرقية التي بدورها تؤثر على عمل المبايض أيضا هناك مجموعة كبيرة من الأجسام المضادة التي قد تؤثر على زرع الأجنة في بطانة الرحم أو تؤدي لحدوث إجهاض مبكر غير ملحوظ قبل موعد الدورة المنتظرة و منها (anticardiolipin antibody – lupus anticoagulant) و من الأسباب المهمة أيضا وجود مشاكل جينية أو كروموسومية غير ملحوظة و هذه يمكن إكتشافها عن طريق عمل تحاليل للكروموسومات للزوجة لإكتشاف المشكلة الكروموسومية سواء وجود نقص أو زيادة في عدد أو حجم أحد الكروموسومات. و من أهم الأسباب التي قد لا تكتشف وجود إنتشار غير مرئي في الحوض لأجزاء من البطانة المهاجرة للرحم و هذه الأجزاء من البطانة المهاجرة للرحم قد لا يمكن رؤيتها عن طريق المنظار التشخيصي العادي عن طريق البطن و لا يمكن تشخيصها إلا عن طريق أخذ عينات من الأنسجة و تحليلها و هذا أمر يصعب حدوثه. و من الأسباب التي قد تحدث إرتباكا للزوجين وجود قنوات فالوب مفتوحة عن طريق عمل أشعة بالصبغة على الأنابيب و الرحم، و لكن في نفس الوقت تكون هذه الأنابيب غير سليمة بحيث لا تقوم بوظيفتها في حدوث الإخصاب بداخلها ثم نقل الجنين عن طريق حركة الأهداب إلى التجويف الرحمي لتتم زراعته في بطانة الرحم. و مما سبق نجد أن معظم هذه الأسباب يمكن تجنبها عن طريق عمل التلقيح المجهري. فمثلا وجود البطانة المهاجرة التي قد تؤثر في حدوث عملية الإخصاب يمكن معالجتها عن طريق حدوث الإخصاب و إنقسام الجنين في مراحله الأولى خارج الجسم و هو ما يتم في التلقيح المجهري. و الأسباب الجينية و الكروموسومية يكون علاجها عن طريق فحص الأجنة كروموسوميا و جينيا قبل إرجاعها إلى الرحم عن طريق أخذ عينات منها يمكن إختيار أفضل الأجنة و التي تكون خالية من المشاكل الكروموسومية و معظم الأمراض الوراثية. أما وجود قنوات فالوب التي تكون ظاهريا عن طريق الأشعة مفتوحة و لكنها وظيفيا غير سليمة فعن طريق التلقيح المجهري يتم تجاوز خطوات الإخصاب و نقل البويضة ثم الجنين التي تتم في الأنابيب حيث تتم كل هذه الخطوات خارج الجسم ليتم إرجاع الأجنة مباشرة إلى التجويف الرحمي . أسباب عند الزوج لتأخر الحمل : و بالطبع لا يمكن إغفال دور الرجل في العملية الإنجابية فمن المعروف أن تأخر الحمل قد يحدث في 10 – 15% من حالات الزواج و قد وجد أن وجود ضعف في خصوبة الرجل قد يساهم في حوالي 50% من حالات تأخر الإنجاب و قد يوجد سبب ظاهر لضعف خصوبة الرجل و لكن في حالات كثيرة قد لا يتم العثور على سبب يبرر ذلك وهناك دراسات منظمة الصحة العالمية قد بينت أن متوسط تركيز عدد الحيوانات المنوية في تحليل السائل المنوي للرجال كان أوائل القرن العشرين حوالي 130 مليون حيامن لكم ملليليتر و أصبح في آخر القرن العشرين و بداية الألفية الجديدة الحد الأدنى المقبول هو 20 مليون لكل ملليليتر لذلك أصبح من الواضح أن هناك مؤثرات بيئية و عوامل قد تكون جينية و أسلوب للحياة أو التلوث و كل ذلك دخل دائرة إهتمام العاملين بمجال الذكورة و العقم و الصحة الإنجابية. و بالرغم من التقدم العلمي و التقني في تشخيص أسباب تأخر الإنجاب إلا أنه مازال هناك بعض حالات تأخر الإنجاب لم يستطيع العلم تشخيصها بعد و من هنا ظهرت قدرة التحاليل الخاصة بالكروموسومات (الصبغيات) و الجينات و تحليل الحمض النووي و التي تتم عن طريق جهاز (pcr) و الكشف عن أسرار هذه الحالات و التي تعجز معها الفحوصات المختبرية العادية و كشف سبب تأخر الإنجاب و حديثا أثبتت العديد من الأبحاث الطبية إمكانية حدوث خلل في المادة الوراثية أو الحمض النووي بالحيوانات المنوية أو بالكروموسومات التي يحملها هذا الحيوان المنوي (sperm aneuploidy) و هذه العيوب لا يتم إكتشافها بمجرد إجراء تحليل سائل منوي عادي و لكن قد تستلزم بعض الفحوصات الخاصة مثل (f.i.s.h) أو فحوصات أخرى لتحديد عيوب في تصنيع الحمض النووي (dna apoptosis) و قد وجد أن زيادة نسبة عيوب التصنيع في الحيوان المنوي مرتبط و متلازم مع تأخر الإنجاب بدون سبب ظاهر و أحيانا حدوث الإجهاض المتكرر و حتى قد يسبب فشل متكرر لمحاولات أطفال الأنابيب و الحقن المجهري و لذلك توصي جميع الدوائر الطبية لعلاج أي مؤثرات تؤدي إلى هذه العيوب و منها على سبيل المثال لا الحصر وجود إلتهابات في السائل المنوي أو الجهاز التناسلي للرجل أو وجود دوالي الخصية أو بعض العقاقير الطبية المؤثرة أو قد يكون هناك عوامل بيئية مختلفة مثل التعرض للحرارة بصورة متكررة في الساونا و مياة الإستحمام الساخنة أو مواد كيميائية ضارة مثل المبيدات الحشرية أو بعض الموجات الكهرومغناطيسية مثل أشعة الرادار و الموجات الكهرومغناطيسية. وقد ظهرت العديد من التحاليل الطبية الحديثة و التي تعني بالتركيب الجيني للكروموسوم y و هو أصغر كروموسومات النواة في خلية جسم الإنسان و هذا الكروموسوم y يحمل جميع الجينات الخاصة بعملية إنتاج النطاف و هذه الجينات تحمل المادة الوراثية و هي صغيرة الحجم للغاية و تمثل جزء من الكروموسوم لذلك فإن تحليل صبغات الوراثة غير فادرة على إظهار عيوب هذه الجينات و حديثا يمكن بسهولة تشخيص غياب أو حذف أي من هذه الجينات بواسطة جهاز (pcr) وأخيراً هناك أسباب تتعلق بجهاز المناعة في الرجل حيث يتم تصنيع الحيوان المنوي في داخل خصية الرجل بعد عملية البلوغ في سن 12 -14 سنة و في هذه الفترة يكون جهاز المناعة إكتمل النمو و لم يسبق له التعرف على الحيوانات المنوية للرجل لذلك فإن الهي سبحانه و تعالى في خلقه الكريم لجسم الإنسان يتم عزل الحيوانات المنوية بعيدا عن جهاز المناعة لأنه في حالة تعرف جهاز المناعة عليها فإنه سيعتبرها جراثيم غريبة أو عدوى و يقوم بإنتاج أجسام مضادة لها و لذلك تبعات كثيرة تؤدي إلى تأخر الإنجاب و قد أثبتت تقارير منظمة الصحة العالمية وجود نسبة من تأخر الإنجاب لدى الرجل نتيجة نشاط جهاز المناعة ضد الحيوان المنوي بنسبة تتراوح بين 3-36% من حالات تأخر الإنجاب. و أسباب حدوث و تكوين هذه الأجسام المضادة نتيجة نشاط جهاز المناعة متنوعة منها ما قد يكون نتيجة حدوث إلتهابات في الخصية و بعض الجراحات أيضا و منها ما قد يحدث بدون سبب واضح و من الممكن طبيا الآن تشخيص وجود هذه الأجسام المضادة عن طريق بعض التحاليل البسيطة التي يتم إجراؤها للسائل المنوي و في معظم الحالات التي يثبت وجود الأجسام المضادة يتم الإستفادة و بنجاح كبير من أطفال الأنابيب و الحقن المجهري مع نسب نجاح مرتفعة للغاية. إلتهابات وتقرح عنق الرحم يحدث تأخر الإنجاب أحياناً نتيجة حدوث التهابات بغدد وأخاديد قناة عنق الرحم أو بسبب وجود قرحة كبيرة به، علماً بأن هناك نساء كثيرات يحملن بصورة طبيعية رغم وجود قرحة عنق الرحم البسيطة. وجود عدوى ميكروبية بغدد عنق الرحم يؤدي إلى إفراز مخاطي يحتوي على نسبة عالية من الجراثيم والصديد مما يحول دون صعود الحيوانات المنوية إلى أعلى الرحم وقتلها بمجرد دخولها في عنق الرحم، بالإضافة إلى ذلك فعند الجماع قد تلتصق بعض هذه الميكروبات بالحيوانات المنوية المتجهة إلى أعلى الرحم مؤدية إلى انتشار العدوى إلى داخل الرحم وإلى قنوات فالوب مسببة التهاب قنوات فالوب وانسدادها مما يؤدى أيضاً إلى عدم القدرة على الإنجاب. يشخص الطبيب هذه الحالة باستعمال المنظار المهبلي حيث يأخذ مسحة من الإفراز لعمل مزرعة منه، وبناء على النتيجة تعطى المريضة المضاد الحيوي اللازم بالإضافة إلى علاج قرحة الرحم. أسباب قرحة عنق الرحم * قد لا يوجد سبب لظهور قرحة عنق الرحم، وقد تنشأ نتيجة وجود تغيرات هرمونية (بالذات عند فترة البلوغ وبعد الولادة) وعند استخدام أقراص منع الحمل أو الهرمونات بأشكالها المختلفة. * وجود عدوى ميكروبية. * نتيجة تمزق عنق الرحم بعد الولادات خاصة الولادة الصعبة، وعند استخدام جهاز الشفط أو الملقط. أعراض قرحة عنق الرحم * فى كثير من الأحيان تكون قرحة عنق الرحم بدون أعراض. * قد تعانى المريضة من إفرازات مهبلية. * قد تعانى المريضة من وجود دم فى عدم وجود الدورة الشهرية أو بعد الجماع. علاج قرحة عنق الرحم يعتمد علاج القرحة على السبب ففى حالة وجود التهابات ميكروبية يتم وصف المضاد الحيوى المناسب. أما فى حالة عدم الاستجابة للعلاج يتم عمل كى للقرحة إما بالحرارة (وهذه بدأت تختفي تدريجياً لأنها تترك بعض التليف على عنق الرحم) أو بالتبريد حيث يستخدم جهاز بسيط للغاية موصل بأنبوبة يخرج منها غاز النيتروجين الذي يؤدي إلى تبريد طرف هذا الأنبوب إلى درجة حرارة تحت الصفر ثم يلصق طرف الأنبوب بعنق الرحم لمدة دقائق معدودة فيقتل خلايا القرحة، وتتم هذه العملية بعيادة الطبيب بدون ألم وبدون مضاعفات ويعود عنق الرحم إلى حالته الطبيعية خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع.