ظهر خلال الفترة الماضية، عدد كبير من قنوات قرصنة الأفلام مثل “,”توك توك“,” و“,”تاكسي السهرة“,” و“,” lcd “,”، و“,”سيما“,” و“,”دربكة“,”.. إلخ، واختلست هذه القنوات شهرتها من خلال عرض كم كبير من الأفلام السينمائية، وكونت قاعدة جماهيرية ومشاهدة عالية، عندما بدأت عرض الأفلام التي لم ينته عرضها بدور العرض السينمائية، مما أثر على الإنتاج السينمائي بشكل كبير، وتكبد المنتجون خسائر لا حصر لها. وتعود بداية هذه القنوات، إلى القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء بإغلاق الباب أمام منح هيئة الاستثمار أي تصاريح لقنوات فضائية جديدة بمصر. وكان لهذا القرار أثر سلبي على القمر الصناعي النايل سات، الذي جعل المستثمرين يبحثون عن بديل له، وفتح الباب أمام قمر اليوتيل سات، الذي ينطلق من فرنسا في مدار 7 درجة غرب، وهو نفس المدار الذي ينطلق منه النايل سات، ويغطي جنوب أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من المحيط إلى الخليج، الأمر الذي يعطي إمكانية لهذا القمر أن يبث قنوات تكون تردداتها قريبة جدًا من النايل سات، وعندما يقوم المستخدم بعملية البحث بأجهزة الاستقبال الشخصية “,”الرسيفير“,” تدخل هذه القنوات ضمن قائمة قنوات النايل سات، دون أن يدري المستخدم، نتيجة القرب المداري الشديد بين القمرين. إلا أن ما عجّل من انتشار هذه القنوات، بتلك الصورة، والتي تحولت في أقل من عام إلى ظاهرة يصعب التصدي لها، هو سهولة التعامل مع الأقمار التي لا تفرض أي قيود، ولا ترغم المستثمرين على أن ينطلقوا من مدن إعلامية بعينها، كم فعل النايل سات وفرض على كل القنوات، أن يكون لها مقار واستوديوهات داخل مدينة الإنتاج الإعلامي. ويستطيع ملاك هذه النوعية من القنوات، أن يبثوا من أي نطاق داخل أو خارج الوطن العربي، دون الحاجة إلى استوديوهات أو غرف للتحكم، وكل ما تحتاجه فقط، غرفة بها كمبيوتر عالي الجودة، موصل بخط تليفون أرضي، باشتراك مع إحدي شركات الإنترنت، بسرعات فائقة، بالإضافة إلى جهاز ميكسر صوت وجهاز بلاي بوكس، الذي يتم استخدامه في شريط رسائل ال SMS أسفل الشاشة. ويتم تجهيز قائمة بالأفلام التي سيتم عرضها خلال اليوم، ووضعها على الكمبيوتر، ليبدأ في عرضها واحدة تلو الأخرى، بالفواصل الإعلانية. وعن طريق الإنترنت يتم إرسالها فورًا إلى القمر الصناعي، سواء اليوتيل سات، أو النور سات، لتصل الي مركز الاستقبال في مقر القمر الصناعي، ليتم بثها فورًا عبر شارات البث، وهذا ما جعل النايل سات عاجزًا عن التشويش على بث هذه القنوات ومواجهتها، لأنها لا تبث عبر أطباق “,”ستالايت“,”، لكنها تبث عبر خطوط هاتفية، يصعب التشويش عليها. ونتيجة سهولة هذه العملية التقنية، تشجع عدد كبير من المستثمرين، على استخدامها في عرض مضامين مختلفة، منها الأفلام، والرقص الشرقي، ومنها قنوات للأطفال، وأخرى للمسلسلات، بدون حقوق ملكية لهذه المضامين. وتنطلق أغلب هذه القنوات، من قمر “,”النور سات“,”، الذي أصبح يبث في نفس نطاق النايل سات 7 درجة غرب، بعدما كان يبث من 25 درجة، بعد استئجاره من مجموعة تليفزيونية وإذاعية كاملة من “,”اليوتيل سات“,”، لتخدم جمهور المشاهدين في شرق آسيا، والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وأجزاء من أوروبا، ليصبح المنافس الأقوى للنايل سات، خاصة بعدما طور قوة بثه إلى 3 ميجا، لتكون الصورة بجودة عالية، ووصل الأمر الي إمكانية البث بتقنية ال “,” HD “,” وقررت عدة قنوات أن تبث من خلال تلك التقنية، منها كل قنوات OSN وال“,” بي بي سي انترتانمنت“,”، و“,”طيور الجنة“,”، و“,”روسيا اليوم“,”، بالإضافة الي عدد من القنوات المصرية منها الحياة مسلسلات والحياة سينما والتحرير والرحمة وأوسكار دراما، وهي باقات مختلفة . أما الباقات التي تنطلق منها قنوات قرصنة الأفلام، في ترددات أقل جودة، تصل قيمتها الإيجارية الي 9 آلاف دولار شهريًا، بما يقدر بنحو 58 ألف جنيه مصري و100 ألف دولار سنويًا، وهو الأمر الذي أصبح سهلًا للغاية، لملاك هذه القنوات، بعد جلب عدد كبير من الإعلانات يعوضهم عن هذه الأموال التي ينفقونها، خاصة أنهم لا يدفعون قيمة المواد الفيلمية التي يذيعونها. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA