تصاعدت حدة الصراعات بين التنظيمات الجهادية، في غرب أفريقيا، وذلك عقب تبني «جبهة تحرير ماسينا»، عملية قتل واحتجاز العديد من الرهائن داخل فندق "راديسون" وسط "باماكو" عاصمة مالي، بعد تبني تنظيم "المرابطون"، الذي يتزعمه "مختار بلمختار" العملية، بالتنسيق مع إمارة "الصحراء" التابعة لتنظيم "القاعدة" ببلاد المغرب الإسلامي. ظهرت «جبهة تحرير ماسينا»، مطلع العام الحالي على الساحة، حيث تبنت عدة هجمات شنتها على العديد من المناطق في "مالي"، ويتزعم تلك الجبهة من قبل قبائل "الفولاني"، التي تشكل أغلبية مقاتليها، إذ تمثل قبائل "الفولاني" أقلية عرقية مهمشة في وسط مالي وهي بذلك تنضم إلى العرب والطوارق الذين يسكنون إقليم "ازواد" في الشمال، ولكنها تنتشر بكثافة في غرب ووسط أفريقيا. كما استلهمت «جبهة تحرير ماسينا» أفكارها الجهادية، من الجهادي "أمادو كوفا" الخطيب المفوه من بلدة "موبتي" وسط مالي. ورجحت مصادر جهادية أن حركة "جبهة تحرير ماسينا"، انبثقت عن حركة "أنصار الدين"، التي كانت تسيطر على المشهد الجهادي الإسلامي، في مالي، بعد التدخل العسكري من قبل فرنسا على مالي، الذي أدى إلى انقسام "أنصار الدين"، وشهدت خروج حركات أخرى ك"جبهة تحرير ماسينا" بقيادة "أمادو جالو"، إذ تضم الآلاف من المقاتلين، من أبناء حركة "أنصار الدين"، حيث تمكنت الحركة من تصدر المشهد في الوقت الراهن بانتصاراتها في العديد من المعارك الشرسة مع الجيش المالي، وإقناع العشرات في الجيش المالي إلى الالتحاق بها. وحركة "أنصار الدين"، هي إحدى الحركات الشعبية الجهادية، وكان يتزعمها "إياد أغ أغالي"، أحد أبناء أسر القيادات القبلية التاريخية لقبائل "الايفوغاس الطوارقية"، ومن قادة الطوارق الذين ثاروا ضد حكومة مالي في التسعينيات ضمن الحركة الشعبية تحرير "أزواد"، واشتهر "أغ أغالي" بالدور الذي لعبه في المفاوضات مع مختطفي الرهائن الغربيين التابعين للقاعدة، وقام بتأسيس جماعة "أنصار الدين" عام 2011. وكشفت مصادر جهادية، أن العملية التي قامت بها حركة «جبهة تحرير ماسينا»، داخل فندق "راديسون" وسط باماكو، ردًا من قبل الحركة على التدخل العسكري الفرنسي في أوائل عام 2013 لدعم حكومة الأفارقة في "باماكو"، إذ تعد فرنسا هي المستعمر القديم لهذه المناطق. وأفادت المصادر، أن حركة «جبهة تحرير ماسينا»، لن تبقى حبيسة خليفاتها من الحركات في الحراك المحلي، ولكنها ستتوسع، وستسعى إلى الالتحاق بتنظيم "بوكو حرام"، التابع لتنظيم الدولة "داعش" الإرهابي، نظرًا للتوجه الديني والعرقي، والروابط المشتركة في مالي، إذ تعد "الفولاني" مسرحًا هامًا لتنظيم "داعش" للامتداد فيه، بحيث تكون قرب جارتها "بوكو حرام" التابعة للتنظيم في نيجيريا، مشيرًا إلى أن "ماسينا" تطمح إلى الانضمام ل"داعش"، حيث ترفع رايات وشعارات تشبه رايات تنظيم الدولة، أنها تسعى بذلك إلى إعادة تحرير "مملكة ماسينا".