يبدو أن محافظة الجيزة فى ورطة كبيرة إلى الدرجة التى وصلت إلى عدم قدرتها على اتخاذ قرار خدمى ناجز ينقذ سكان شارع فيصل من حجم الفوضى التى تصيبه من كل ألوان التلوث سواء البصرى أو البيئى أو المرورى أو السمعى، وحالة الانفلات التى تسيطر على المنطقة من طرق غير صالحة للسير، سواء للبشر أو السيارات، نتيجة لحجم الأتربة والتدمير الذى طال جزءًا كبيرًا من الشارع ناتج عن مخلفات المقاولين القائمين على توسعة فيصل منذ قرابة الستة أشهر حتى أصبحت الجزيرة فى منتصف شارع فيصل مقلبًا لكل أنواع النفايات، وبقايا قيام البعض بإلقاء مخلفات المبانى من كل اتجاه دون رقيب أو حسيب. ومنذ توقف العمل فى عمليات التوسعة فى المنطقة المتبقية بما يؤشر أن هناك حالة استرخاء تام ولا مبالاة أو الاهتمام بالبدء فى تنفيذ مشروع خط مترو الهرم الذى سمع به الكثير من البشر وسعدوا به.. إلا أنه على ما يبدو مجرد أخبار واجتماعات، وصدع المسئولون رءوس الجميع سواء القائمين على المشروع الحيوى الذى سيخدم ملايين المواطنين، ويحل عقدة شارعى الهرم وفيصل إلى الأبد أو من قبل المسئولين بمحافظة الجيزة بأنهم غير جادين فى الإسراع فى إجراء تعديل المحاور المرورية أو حتى فى الانتهاء من تنفيذ ما تبقى من فيصل بسبب عدم القدرة فى اتخاذ القرار. والحق أقول إن محافظ الجيزة السابق «على عبدالرحمن» رغم ما تردد عنه وليس تحيزًا له إلا أنه كان بالفعل جادًا فى تنفيذ توسعة فيصل، وكان العمل يسير بهمة كبيرة، وتمكن من إنجاز ثلثي الطريق الذى أصابته «سكتة قلبية»، بسبب تغيير محافظها.. إلا أنه مع قدوم المحافظ الحالى توقف المشروع بعد تنفيذه لمسافة لا تزيد على خمسمائة متر أو يزيد قليلًا.. وفجأة توقف العمل عن التوسعة دون سابق إنذار، وفى يوم «وليلة.. ليلة جميلة»، أصبح الشارع يضرب يقلب، فوضى كبيرة، لا أرصفة ولا طريق سليم، وحالات من التعدى الصارخ على الشارع والشوارع المغذية لشارع فيصل من الهرم «الطالبية البحرية»، الذى أصبح هو الآخر مرتعًا للزبالة والأتربة والتعدى على حرمة الشارع، حتى اختفى الرصيف بما لا يسمح للمواطنين بالسير فى الطريق، سواء من قبل المقاهى وفوضى الأكشاك هنا وهناك، واختلاط الحابل بالنابل من سرفيس وتكاتك، اتخذت من رءوس الشوارع المطلة على فيصل مواقف رسمية حرمت الجميع من الدخول والخروج إلا من تلك المناطق أضف إلى ذلك صرف صحى وزبالة..ولا حياة لمن تنادى. قصص غريبة تسمعها عن أسباب توقف استكمال المشروع.. هناك من يقول إن الخلاف بسبب إصرار المحافظ على ألوان البلاط الأرضى.. دا عايزه «بمبى» «مسخسخ» أو أحمر «حمرة الخجل» أو أخضر على أصفر، وكأن مشكلة المواطن ليس فيما تم تدميره من طريق، ولكن يبدو أنها «عمى الألوان».. يقولون أصل المحافظ اعترض على المقاول بسبب تشغيله للعمالة من «الأطفال»، ومرة رفض التعامل مع المقاول واستبداله بشركة المقاولين العرب التى أبدت موافقتها أثناء رئاسة المهندس إبراهيم محلب لرئاسة الوزارء، ثم تفاجأ بأن المقاولين العرب اعتذرت عن العمل، والعودة مرة أخرى إلى المقاول الأساسى بشرط أن تعمل من خلاله «شركة من الباطن» ثم انتهت المحافظة إلى حل عبقرى بتكليف إحدى الشركات لمتابعة تنفيذ المقاول لشروط التعاقد لاستكمال توسعة وتطوير «فيصل».. حكايات لا أحد يدرى عنها ولا أحد مهتم بالرد عليها وسايبين الدنيا تضرب تقلب.. ومش مهم الناس تروح فى ستين داهية طالما أن أحدًا لا يحاسب أحدًا ولا أحد يراجع أحدًا كله شغال بمزاجه. ويبدو أن الخط الرابع من مترو الأنفاق «خط الهرم - أكتوبر » الذى أعلن عنه منذ ما يزيد على العام دخل «طى النسيان»، مع أنه من المفترض وفقًا لتصريحات المسئولين أن يبدأ العمل به بنهاية العام الحالى بعد استكمال أعمال تغيير البنية التحتية من كهرباء وخلافه وإجراء تغييرات فى عدد من المحاور المرورية أهمها توسعة فيصل.. وفجاة يخرج علينا أحد المسئولين بمحافظة الجيزة ليعلن أن العمل سيبدأ الأسبوع المقبل بمسافة 2،5 كيلومتر، وحتى شارع «أحمد كامل» علما بأن تلك التصريحات من زمن فات.. وإذا به يصرح بعدها مباشرة بأنه لن يتم استكمال العمل لخلافات مع المقاول دون أن يوضح ما مشكلة المقاول مع المحافظ والمحافظة.