قال مسؤول أمريكي اليوم الاثنين إن الهجمات الأخيرة بغاز الخردل والكلور في القتال بسوريا يوضح أن استخدام الأسلحة الكيماوية بات متكررا في الحرب الأهلية السورية. وقدم تقرير سري لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في 29 أكتوبر أول تأكيد رسمي باستخدام غاز الخردل في سوريا منذ أن وافقت على تدمير مخزونها من الأسلحة الكيماوية قبل عامين. ورغم أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم تحدد أي من الأطراف الكثيرة في الحرب استخدم الأسلحة الكيماوية قالت مصادر دبلوماسية إنها استخدمت في اشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلي المعارضة في بلدة مارع في أغسطس وكذلك في مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة تعرضت لهجوم من قوات الحكومة السورية. وذكرت المصادر الدبلوماسية أن ذلك أثار امكانية أن يكون تنظيم الدولة الإسلامية اكتسب قدرة تصنيعها أو أنها جاءت من مخزون غير معلن. وقال رافاييل فولي الذي يمثل الولاياتالمتحدة في جلسة خاصة للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تصريحات أرسلت لرويترز "الحقيقة المحزنة أن استخدام الأسلحة الكيماوية أصبح متكررا في الحرب اللأهلية السورية." وتابع "الآن ليس هناك خطر على المعاهدة والمعايير الدولية ضد الأسلحة الكيماوية أكبر من استمرار استخدام مثل هذه الأسلحة للاضرار بالشعب السوري وقتله." وقال فولي إن التقارير توضح أن "النظام السوري استمر في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه رغم التزاماته طبقا لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية." وجاءت التصريحات خلال اجتماع مغلق للمجلس التنفيذي المؤلف من 41 دولة والذي دعى إلى عقده استجابة لنتائج منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تشير لاستخدام مواد سامة بينها غاز الخردل في الفترة من مارس حتى أغسطس هذا العام. وقال فولي للمبعوثين "باختصار السؤال الأساسي الذي يخيم على نقاش المجلس بأكمله ما إذا كانت سوريا مستعدة بحق للتخلي عن الأسلحة الكيماوية." ووافقت الحكومة السورية على التخلي عن مخزونها من الأسلحة الكيماوية عام 2013 بعد هجوم كبير بغاز السارين أسفر عن مقتل المئات على مشارف العاصمة دمشق. وقتل نحو 250 ألف سوري في الحرب الأهلية التي دخلت عامها الخامس وشردت 11.5 مليون.