مجلس الشيوخ يستأنف جلساته العامة اليوم    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    انهيار أسعار الفراخ اليوم نهاية أبريل.. البيضاء نزلت 20 جنيه    بكاء ريهام عبد الغفور أثناء تسلمها تكريم والدها الراحل أشرف عبد الغفور    ختام عروض «الإسكندرية للفيلم القصير» بحضور جماهيري كامل العدد ومناقشة ساخنة    «طب قناة السويس» تعقد ندوة توعوية حول ما بعد السكتة الدماغية    تراجع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الثلاثاء 30 إبريل 2024    الجيش الأمريكي ينشر الصور الأولى للرصيف العائم في غزة    حقيقة نشوب حريق بالحديقة الدولية بمدينة الفيوم    مقتل 3 ضباط شرطة في تبادل لإطلاق النار في ولاية نورث كارولينا الأمريكية    اندلاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال في مخيم عسكر القديم شرق نابلس    مباراة من العيار الثقيل| هل يفعلها ريال مدريد بإقصاء بايرن ميونخ الجريح؟.. الموعد والقنوات الناقلة    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    تعرف على أفضل أنواع سيارات شيفروليه    تعرف على أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منه    حبس 4 مسجلين خطر بحوزتهم 16 كيلو هيروين بالقاهرة    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل نتنياهو ووزير دفاعه    السيطرة على حريق هائل داخل مطعم مأكولات شهير بالمعادي    نيويورك تايمز: إسرائيل خفضت عدد الرهائن الذين تريد حركة حماس إطلاق سراحهم    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    د. محمود حسين: تصاعد الحملة ضد الإخوان هدفه صرف الأنظار عن فشل السيسى ونظامه الانقلابى    لتلوثها ببكتيريا برازية، إتلاف مليوني عبوة مياه معدنية في فرنسا    محلل سياسي: أمريكا تحتاج صفقة الهدنة مع المقاومة الفلسطينية أكثر من اسرائيل نفسها    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    فتوى تحسم جدل زاهي حواس حول وجود سيدنا موسى في مصر.. هل عاصر الفراعنة؟    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    حماية المستهلك: الزيت وصل سعره 65 جنيها.. والدقيق ب19 جنيها    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30 أبريل في محافظات مصر    تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    نظافة القاهرة تطلق أكبر خطة تشغيل على مدار الساعة للتعامل الفوري مع المخلفات    أستاذ بجامعة عين شمس: الدواء المصرى مُصنع بشكل جيد وأثبت كفاءته مع المريض    مفاجأة صادمة.. جميع تطعيمات كورونا لها أعراض جانبية ورفع ضدها قضايا    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    رسميا.. بدء إجازة نهاية العام لطلاب الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية بهذا الموعد    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    حكم الشرع في الوصية الواجبة.. دار الإفتاء تجيب    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    عيار 21 الآن يسجل تراجعًا جديدًا.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 30 أبريل بالمصنعية (التفاصيل)    مصدران: محققون من المحكمة الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية بغزة    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    «هربت من مصر».. لميس الحديدي تكشف مفاجأة عن نعمت شفيق (فيديو)    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    ضبط 575 مخالفة بائع متحول ب الإسكندرية.. و46 قضية تسول ب جنوب سيناء    بعد اعتراف أسترازينيكا بآثار لقاح كورونا المميتة.. ما مصير من حصلوا على الجرعات؟ (فيديو)    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    توفيق السيد: لن يتم إعادة مباراة المقاولون العرب وسموحة لهذا السبب    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    برلماني يطالب بالتوقف عن إنشاء كليات جديدة غير مرتبطة بسوق العمل    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    خليل شمام: نهائى أفريقيا خارج التوقعات.. والأهلى لديه أفضلية صغيرة عن الترجى    تقديم موعد مران الأهلى الأخير قبل مباراة الإسماعيلى    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 30/4/2024 في مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"شيوخ التكفير من وسط القاهرة إلى جبل الحلال
نشر في البوابة يوم 28 - 09 - 2013

* فوزى السعيد: عمر سليمان هو مندوب اليهود في بلادنا وكل من ينتخبه كافر .
* أبو الأشبال أفتى بقتل أعضاء المجلس العسكرى واستحل دماءهم وذبحهم في ميدان التحرير .
* القطبيون الجدد ظهروا بقوة بعد سقوط جهاز الشرطة في ثورة 25 يناير وانتشروا في القاهرة .
* راغب السرجاني: “,”فوزُ مرسى آيةٌ من آيات الله، وزيارته السعودية: إسراءٌ، وعودته: معراجٌ “,”.
إن التفسير النصي للقرآن، دون النظر إلى أسباب النزول، والظروف التي نزلت فيها الآيات، ينزل صاحبه منازل الهالكين، كما أن الخلط بين الدين والفكر الديني، يؤدي إلى أحكام خاطئة، فالدين إلهي مطلق الصحة، أما الفكر الديني فهو إنساني نسبي الصحة، وعند تسييس الدين، فإن الفكرة السياسية تصبح فكرة دينية، وتختلط مع الدين، وتحاول أن تأخذ صفة المطلق كامل الصحة، ومن ثم من والاها فقد والى صحيح الدين، ومن عارضها فقد كفر .
في يوليو1997 كان الإعلان عن مبادرة «وقف العنف» والتي أعلنها القادة التاريخيون للجماعة الإسلامية، وأصدروا سلسلة من الكتب تحت عنوان (سلسلة تصحيح المفاهيم)، ولكن هل توقف العنف؟ .
تقدم الدكتور سيد إمام، الملقب بالدكتور فضل، (ومفتي ومُنظِّر جماعة الجهاد) بمراجعة فكرية قادها بنفسه لشباب جماعة الجهاد داخل السجون، ولكن هل توقف العنف؟ هل عاد المارد الذي صنعه سيد قطب، إلى مسكنه مرة أخرى؟ لماذا لم تختفِ أفكار العنف بعد مضي نصف قرن على رحيل صاحبها؟
هل هناك من لا يزال ينشر أفكار معالم في الطريق؟ والإجابة: هناك شيوخ في وسط القاهرة أخطر على مصر ممن يسكنون جبل الحلال. ونعرض نماذج من شيوخ الإرهاب
سيد عصر الإرهاب
هناك نقوش فرعونية تقول: “,”قوة المرء في لسانه، والحديث الطيب أقوى من الحرب، والقتل لا يفيد “,”.
يصوره البعض مفكرًا إسلاميًا، وجعله آخرون متمردًا سياسيًا، ووصفه صنف ثالث بأنه عالم الدين، وُلِد سيد قطب، بقرية موشا، بمحافظة أسيوط، عام 1906م، وصاغ طفولته في كتاب بعنوان “,”طفل القرية“,” - على نفس طريقة الأيام لطه حسين- نشأ سيد قطب، نشأة عادية في أسرة ميسورة الحال، وكان والده الحاج قطب إبراهيم، من أعيان القرية، وتزوج والده بأكثر من امرأة وباع أرضه قطعة وراء الأخرى، أما سيد قطب، فهو لم يتزوج، ولكن كانت له قصة حب مع امرأة، سجلها هو بنفسه في رواية بعنوان “,”أشواك“,” والتي صدرت عام 1947م .
كان سيد قطب، فصيح اللسان، ولا يمل الجدال وكان شديد التطرف في كل مرحلة من مراحل حياته، فقد كان يقفز من الضد إلى الضد، فقد كان شديد الانتماء والحب للحضارة الغربية، ثم هاجمها بضراوة، تطرف في الإلحاد. قال سليمان فياض، في مجلة الهلال عدد سبتمبر 1986م ص58 أنه: “,”سمع سيد قطب يقول أنه ظل ملحدًا 11عامًا، ثم تطرف في وصف غيره بالإلحاد “,”.
غرق في العلوم الإنسانية وبعد ذلك كفَّر من يقرأها، وقف مع العقاد، ضد مصطفى صادق الرافعي، ثم عاد وهاجم العقاد، دعا إلى العُري التام في مقالة بجريدة الأهرام، ثم عاد وكفر من يخالف شرع الله، زار أمريكا(من عام 1949م:1951) فامتدحها وقال عنها «ورشة العلم» ثم شنّ عليها هجومًا كاسحًا. كل ذلك قبل أن يدخل جماعة الإخوان .
كان يعاني من متاعب صحية، وكان يعيش برئة واحدة، وفرض عليه مرضه العزلة والبعد عن الناس، وعن البرد والرطوبة والزكام، تعرف على جمال عبد الناصر، قبل الثورة بشهور، وانضم لجماعة الإخوان في أواخر عام 1951م على يد صالح عشماوي، وعندما دخل الجماعة، قال: “,”الآن قد ولدت من جديد“,”. وبعد قيام الثورة كان له مكتب في مبنى مجلس قيادة الثورة، ووكل له مهمة تغيير مناهج التعليم، وكانت كتبه تدرس في المدارس وأناشيده تتصدر كتب المطالعة، وذلك لأن الثورة تعاملت معه كمفكر وتربوي وليس كسياسي، أما هو، فرفض إلا أن يكون سياسيًا، حدث الخلاف مع الضباط الأحرار وسجن سيد قطب، واشتد مرضه فنقل من السجن الحربي إلى مستشفى طرة، وهناك نزفت رئته، وكان إحساسه ومشاعره مضاعفة لما يراه ويتعرض له فهو أديب، مريض، مرهف الحس، هنا كان التحول الأخطر في حياته فلم يكن يملك سوى قلمه ودفتره، وبدأ يفرغ ما لديه من شحنات غضب، وإحساس بالظلم والقهر، وكانت السقطة الكبرى، فقد توسع في غضبه فشمل الجميع وكفّر الحكومة والمجتمع وحكم على الجميع بالجاهلية، وخرج كتابه “,”معالم في الطريق“,” والذي يمكن عزله عن الظروف التي عاشها الكاتب، خرج من السجن بإفراج صحي، وبتدخل من الرئيس العراقي عبد السلام عارف، في عام 1964م، ولكن قبل أن يخرج كانت أفكاره قد سبقته إلى العقول وسرعان ما تكونت خلايا تنظيم جديد بعيدًا عن المرشد ومكتب إرشاده، وعارض البعض من أعضاء الجماعة أفكاره، وقالوا أنها تخالف الخط الفكري للجماعة، وتكونت قيادة التنظيم الجديد من: “,”سيد قطب، وعبد الفتاح إسماعيل، وعلى عشماوي، وصبري عرفة، ومجدى عبد العزيز، وأحمد عبد المجيد“,”، ويعتبر هذا تنظيم موازٍ للجماعة الأم، وعقد أول لقاء لهؤلاء القادة في عشة برأس البر، في يوليو 1964م، وكانت نية التنظيم الجديد اغتيال عبد الناصر، ونسف القناطر الخيرية، ومحطات الكهرباء، ولكن قبل تحرك التنظيم قبض على أفراده، وأصبح لدينا جيل داخل الإخوان لا ينتمى لحسن البنا، بل مثله الأعلى سيد قطب .
أعدم سيد قطب ومعه: “,”عبد الفتاح إسماعيل، ومحمد يوسف هواش“,”، ومن إعدامه كانت شهرته، ومن رحيله كان بقاء أفكاره، ولولا قصة إعدامه لما نالت أفكاره هذا الاهتمام .
ومن يومها سارت أفكاره الشماعة التي تعلق عليها كل التنظيمات حججها وأخطاءها، لكل من يقتل باسم الدين، لقد سارت أفكاره تبريرًا للموت .
فوزي السعيد
فوزي السعيد، شيخ ورائد من رواد فكر التكفير في مصر، ومؤسس تنظيم «الوعد»، المعروف باعتناق أعضائه لأفكار الجماعات الجهادية، سجن وأفرج عنه، وفكره في قلبه وعقله لم يتغير، وإنما كان الصمت مفروضًا عليه باتفاقات أمنية .
والسعيد، ينتمي لمدرسة سلفية نشأت في منتصف السبعينات من القرن الماضي، في حي شبرا، ولم تختلف عن السلفية العلمية إلا في شيء واحد، وهو إعلان كفر الحاكم الذي لا يحكم بالشريعة الإسلامية، أيًا كان اسمه، وقد انتشر هذا التيار مع الوقت، وأصبح هناك من امتلك هذا الفكر رغم أنه ليس من تنظيم الوعد، وأصبحت الظروف بعد قدوم الإخوان، مواتية لانتشار هذا الفكر بعد فك قيود الشيخ فوزي، وانطلاقه كما انطلق منذ40 عامًا .
أمضى 40 عامًا في محاولة إقناع مجتمعه بأنه «جاهلي» وأن دولته ومؤسساته «كافرة»، ونجح بهذه الدعوة في أن يحشد أنصارًا وأتباعًا يقدَّرون بعشرات الآلاف .
شن حرب تكفير على منافسي مرسي، في انتخابات الرئاسة، بعد لقائه مع الشاطر، وكفّر الصحفيين والإعلاميين ووصفهم ب«أهل دعارة وفسق ».
وعقب أحداث 11 سبتمبر، أعلن الشيخ تأييده للهجوم على أمريكا، وأفتى لعدد من شباب السلفية بجواز جمع التبرعات وتهريبها إلى الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وجواز الانتقال لهذه الأراضي للمشاركة في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعلى أثر ذلك جمع هؤلاء الشباب ملايين الجنيهات كتبرعات وهربوها إلى غزة عبر أنفاق سيناء .
ألقت السلطات القبض على فوزي السعيد، ومعه عدد من شباب الإسلاميين، وحوكموا عسكريًا بتهمة تشكيل تنظيم الوعد، الإرهابي، وأصدرت المحكمة أحكامًا متفاوتة ضد أعضاء التنظيم، فيما عداه، هو والشيخ نشأت أحمد، حيث قضت ببراءتهما، إلا أن مباحث أمن الدولة كان لها قرار آخر، بأن يقبع الشيخان خلف جدران “,”طرة“,” لعامين أو يزيد .
خرج السعيد، بشرط أن يسكت تمامًا، وأن يصوم عن الحديث في أمر الجاهلية، وأن يبتعد عن التجمعات فرفع لواء السمع والطاعة للأجهزة الأمنية، وظل ممنوعًا من حرية التكفير والتجهيل، إلى أن اندلعت ثورة يناير وجاء الفرج من حيث لا يحتسب، وعاد لما نُهي عنه، وكانت أول خطبة موجهة للمجلس العسكري، إذ خاطبه فيها مزمجرًا: “,”عليك أن تمكِّن للإسلاميين وأن تحميهم حتى يكونوا سببًا في عودة الشريعة، فيكتب التاريخ أنكم كنتم سببًا في تحويل مصر لدار إيمان بعد أن كانت دار كفر، ومن دار ظلم إلى دار عدل “,”.
وحين قررت جماعة الإخوان الدفع بالدكتور محمد مرسي، مرشحًا للرئاسة، خرج الرجل على أتباعه في مسجده وقال: “,”كنت أنوي أن اعتزل أمر الانتخابات الرئاسية، بعدما هُيِّئ لي أن كل المرشحين سواء، إلا أنني بعد أن قابلت مرسي، وعرفت منه أنه يحفظ كتاب الله وأنه يبغي تطبيق شرع الله كاملاً، قلت لنفسي أجننت حتى لا أساند هذا الرجل؟ “,”.
وكان خيرت الشاطر، النائب الأول لمرشد الإخوان، قد استدعى الشيخ، ليطوف به أرجاء البلاد، طمعًا في أصوات تلاميذه وأتباعه في الانتخابات، لكن لسان الشيخ لم يبرأ من آفة التكفير، وكما شربت الجماعة من عسله جرحتها أشواك تكفيره، حين هب ليكفر الإعلاميين والصحفيين ووصفهم بأنهم أهل الدعارة والفسق .
وعندما قرر عمر سليمان، الترشح لرئاسة الجمهورية، لم يتردد الشيخ في تكفيره ووصفه: “,”بالحية الرقطاء، واليهودي أكثر من اليهود، ومندوب اليهود في بلادنا، وبأنه رجل يكره الإسلام وأهله، والعقل المدبر للطاغوت المخلوع“,”. لكن الأهم من ذلك أنه اتهم من يصرّح بأنه سينتخب سليمان، بالكفر مستدلًا بالآية الكريمة “,”ومن يتولهم منكم فإنه منهم“,” ومضى يقول: “,”أسأل الله عز وجل أن من يقول هذه الكلمة ثم لم يتب أن يعذبه أشد العذاب في الدنيا والآخرة وأن يجعله عبرة للعالمين “,”.
يرى السعيد، أن: “,”شريعة الحق مهدرة في هذا الزمان، وأن هذا كفر بالله وبرسوله وبالإسلام“,”. ويقول: “,”من وقف حجر عثرة علمنا كفره، وعلمنا خروجه على الملة، وعلمنا خيانته للأمة، والتلاعب في مسألة عودة الشريعة هي خطوط حمراء بل هي خطوط ودماء “,”.
أبو الأشبال
إنه حسن أمين المندوة يوسف الزهيري، المعروف بحسن أبو الأشبال، ولد في 4 فبراير 1957، بقرية ميت سويد، مركز دكرنس، بمحافظة الدقهلية، وتتلمذ على يد شيوخ وعلماء الحديث والفقه والقراءات في بلاد الحجاز والشام ومصر، على رأسهم المحدث محمد ناصر الدين الألباني، بالأردن، وأبو الأشبال، هو الذي دعا المصريين خلال مداخلة هاتفية له عبر قناة الحكمة، تعليقًا على معركة «الكماشة» بالعباسية، للجهاد ضد المجلس العسكري قائلًا: “,”حي على الجهاد، لا بديل لرفع راية الأمة ونصرة الدين، عن الجهاد وقتل أعضاء المجلس العسكري كما حدث لمعمر القذافي، وأفتى بأن أعضاء المجلس العسكري ليسوا من الشعب المصري، وليس الشعب منهم في شيء، ودعا المسلمين للخروج ومحاصرة قيادات العسكري ونصرة المجاهدين في ميدان العباسية .
فأفتى بقتل أعضاء المجلس العسكري، واستحل دماءهم وذبحهم في ميدان التحرير والعباسية، ونادى بمحاصرة وزارة الدفاع، وأفتى بأن من يسقط في تلك المعركة شهداء أبرياء .
ووصف أعضاء المجلس العسكري بأنهم سحرة فرعون الكفرة، وهم أبناء بررة بفرعون، قاصدًا حسني مبارك، ووصف الفريق سامي عنان، بأنه عميل الأمريكان، وأنهم يلتفون حول دين الله ولا يعرفونه، ومن كلماته: “,”لا طريق لهم إلى الله، فقد انقطعت بينهم وبين خالقهم ورسوله “,”
كما أنه هاجم بعض المشايخ فقال :
“,” ما سمعنا واحدًا في مجلس، أو هيئة، أو مؤسسة، خرج بكلمة الحق“,” وطالبهم بأن يكفوا ألسنتهم وأيديهم وكفاهم خذلانا وخيانة لله، فلم يخرج أحد من المشايخ وقال كلمة الحق، بعد أحداث العباسية، بعد أن استبان لجميع فصائل الشعب المصري تعمده في هدم الأمة بأسرها “,”
أبو الأشبال، الحاصل على ليسانس الشريعة في جامعة الأزهر، وصف المجلس العسكري ب“,”البلطجى“,” الذي يعزم على هدم الأمة بأسرها، فلا علاقة له بهذا الشعب، فليس منه ولا الشعب منه كذلك، أما ثوار العباسية فهم مجاهدون في ميدان العباسية، فدعا الشعب المصري لنجدة المجاهدين على البلطجية .
ولكن بعد أن ترددت انتقادات له تغير حديث الرجل ولهجته، فقال حسب بيان شهير له: “,”ليس من اعتقادي ومنهجي طيلة حياتي العلمية والدعوية أنني دعوت إلى حمل السلاح يومًا ما، ويشهد لي بذلك القاصي والداني، وكم حاربت من حملوا السلاح من قبل واختاروا طريق العنف، لأنني اعتقد أن مصر لا يصلح معها العنف، لأن شعبها شعب طيب مسالم، وجيشها يغلب عليه التدين والوطنية، كيف لا وهو جزء من أبناء هذا الوطن، لا كغيره من الجيوش العربية المجاورة “,”.
ولم يكن المجلس العسكري الوحيد الذي طالته فتاوى أبو الأشبال، بل كان للإخوان نصيب منها، فهاجم محمد سعد الكتاتني، ومجلسي الشعب والشورى وقتها، وجميع الأحزاب لزيارتهم للسعودية بعد الأحداث الأخيرة بين الدولتين حيث قال: “,”هذه الدماء في رقابكم بعد العلماء، أين دوركم انزلوا الشوارع والميادين، ما قيمة أن يذهب الكتاتني الآن إلى السعودية، والدماء تراق في شوارع القاهرة؟ “,”.
عودة الجماعة القطبية
كانت ثورة 25يناير هي مفتاح الفرج لهؤلاء القطبيين، فقد نشطت الجماعة القطبية بعد ثورة 25 يناير، إثر خروج قياداتها التاريخية والجديدة من السراديب التي أجبرتها الأجهزة الأمنية على دخولها، بعد حملات أمنية شرسة ضربتها في مقتل، منذ مطلع التسعينات من القرن الفائت، وألقت بقياداتها وكوادرها في السجون لعدة سنوات، لتختفي الجماعة من المشهد السياسي والدعوى بعدها، ثم تظهر مجددًا بعد الثورة .
تأسست الجماعة عام 1975 على يد الشيخ عبد المجيد الشاذلي، الذي كان ما زال خارجًا من سجنه، ضمن آخر فوج أُفرج عنه، ممن اعتقلوا عام 1965، ومعه عدد من رفاقه المعتقلين، أمثال: “,”محمد المأمون زكريا، ومصطفى الخضيري، وآخرون“,” وأطلقوا على جماعتهم حينها دعوة أهل «السنة والجماعة»، التي اشتهرت وقتها إعلاميا ب«القطبيين» لأنها امتداد فكرى وتنظيمي مباشر لمدرسة سيد قطب .
وبعد تأسيس الشاذلي، جماعته، صنفت على أنها جماعة تكفيرية متطرفة، ووضعت تحت المراقبة الأمنية وتعرض أعضاؤها للاعتقال في عام 1981، بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، ثم تحولت بعد ذلك للعمل السري، خاصة بعد تصاعد العمليات الإرهابية ضد النظام السابق مطلع التسعينات من القرن الفائت .
وعاد الشاذلي، لمنزله بالإسكندرية تحت الحصار الأمني، وبات في وضعية تشبه «تحديد الإقامة الجبرية» بسبب النظام الذي لا يعترف به الشاذلي، ويدعو من آن لآخر لإسقاطه، بحجة أنه من الأنظمة العلمانية، وبعد ثورة يناير عادت الجماعة بقوة للظهور وبدأت توزيع بياناتها بعد أن اختفت عن الأنظار لعقود .
التجنيد لديهم يعد بطيئًا جدًا، وذلك كله يعكس الخلل في تكتيكات الجماعة، ورغم أنهم بدأوا مسيرتهم الدعوية في منتصف السبعينات، فإن عدد القطبيين الآن لا يزيد على 15 ألفًا .
ورغم ذلك كله فإن التيار القطبي، ما زال تيارًا مؤثرًا، وموجودًا في معظم دول العالم، خاصة العالم العربي .
الاتصال بين غزة وسيناء
أصبحت الجماعات السلفية الجهادية، بقطاع غزة، لاعبًا رئيسيًا في أحداث سيناء الأخيرة، وتحديدًا في السنوات الأخيرة، بعد سيطرة حركة حماس، على القطاع، وظهور جماعات: “,”التوحيد والجهاد، وجيش الإسلام، وجند الله، وتنظيم جلجلت“,”، كأهم التنظيمات التي باتت تتعاون مع جماعات الجهاد في منطقة سيناء .
إن التعاون بين جماعات سيناء وغزة، يهدف لإقامة إمارة إسلامية في سيناء، وأخرى في غزة .
والتعاون بين المجموعتين بدأ منذ أحداث: “,”طابا، وشرم الشيخ، ودهب والمشهد الحسيني“,” وهناك عدد من المصريين الموجودين في قطاع غزة ويعملون مع الجماعات المسلحة هناك، على رأسهم خالد مصطفى، وأحمد محمد صديق، وهما قادة تنظيم “,”التوحيد والجهاد“,” المصري، وكل العناصر الجهادية في سيناء تحتمى برعاية ممتاز دغمش، قائد جيش الإسلام .
وهناك تعاون وثيق بين جيش الإسلام، في غزة، بقيادة ممتاز دغمش وبين جماعة التوحيد والجهاد، بقيادة خالد مصطفى، وأحمد صديق، منذ عام 2003، عندما كان يقوده خميس الملاحي، الذي قُتل عقب هجمات طابا على أيدى القوات المصرية .
إن توحد الأفكار بين الجماعات السيناوية، وجماعات غزة، هو السبب المباشر في التعاون بينهما، وهناك تيارات سلفية وجهادية في غزة تحمل نفس الأفكار مثل أنصار بيت المقدس، التي ضربت خطوط الغاز .
كما أن جماعة التوحيد والجهاد، موجودة على الجانبين: “,”السيناوي، والغزاوي“,”، وأسسها أبو مصعب الزرقاوي، قبل أن ينضم لتنظيم القاعدة .
والجماعات الجهادية بها قدر كبير من السرية، وتحاول أن تستنسخ من نفسها كأنصار السنة، وجيش الإسلام، وجميعها جماعات حديثة النشأة وتتبادل التعاون على مدار اليوم عبر الأنفاق .
والسلفية الجهادية، هي الرابط الفكري المشترك بين الجماعات على الجانبين، والأدبيات المشتركة لهم قريبة من فكر تنظيم القاعدة، وتتمثل في تكوين نظام عالمي ضد إسرائيل، وضد حكومات المنطقة العربية وضد الديمقراطية .
والتعاون بين العناصر الموجودة في منطقة سيناء، وبين عناصر قطاع غزة زادت بفعل الفراغ الأمني بعد الثورة، ومع تشديد حماس، قبضتها على جيش الإسلام، بقيادة ممتاز دغمش، وشقيقه، معتز دغمش، وهو ما دفع العناصر الإسلامية في غزة، إلى البحث عن أماكن للحركة كان أقربها وأنسبها منطقة سيناء .
وتلك الجماعات لا تملك هيكلًا تنظيميًا كبيرًا - كالجماعة الإسلامية - بل ترتبط بشبكات عنقودية، ولديها مرونة في الحركة يصعب معها التتبع الأمني، وأفكارهم تتمثل في أن: “,”الإسلام مغيّب عن المجتمعات الإسلامية، وأن هذه المجتمعات تعيش في جاهلية “,”
نماذج في عهد مرسى
قال راغب السرجاني: “,”فوزُ مرسي آيةٌ من آيات الله، وزيارته السعودية، إسراءٌ، وعودته إلى مصرَ، معراجٌ “,”.
ووصف النائب السابق بمجلس الشورى المنحل، محمد عبد الراضي، قرارات مرسي، قائلًا: “,”النبي فتح مكةَ في رمضان، ومرسي فتح مصرَ في رمضان “,”.
أما الشيخ هاشم إسلام، فيُفتى بقتل المتظاهرين في ثورة الغضب، 24 أغسطس، لأنهم: «خوارج» يقع عليهم حدُّ الحرابة “,”.
ورشاد البيومي، نائب مرشد الجماعة، وصف كُتّابَ الرأي، المنتمين لأى تيار سياسي مخالف للجماعة، بأنهم: “,”يحملون في قلوبهم حقدًا دفينًا، وعداءً سافرًا للإسلام والمسلمين “,”.
أما عادل عفيفي رئيس حزب الأصالة، فقد طالب بالقبض على المحرِّضين الداعين للتظاهر، ووصفها بالثورة على الشريعة، ووصف الثوّارَ بالكلاب التي عواؤها لا يضرُّ قافلة تسير .
أما المحلاوي، فقد أفتانا بأن: “,”انتقادُ الرئيس ومعارضتُه حرامٌ. وطاعته فرضٌ مثل الصلاة “,”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.