كان مارًا بشارع "نجاتي سراج" مستقلًا سيارته كعادته كل يوم، ولم يكن يحسب ما يخبئ له القدر، فعلى بعد خمسة أمتار اقتربت منه سيارتان ملاكي يقوداها إرهابيون، وسرعان ما أشهروا بنادقهم الآلية وأمطروه بوابل من الأعيرة النارية، اخترقت منها 7 رصاصات جسده وسقط على إثرها صريعًا عشية مساء أمس الأحد، وهو متجه إلى عمله. هذا ما قالة زملائه ومرؤوسيه، وواصفين إياه بالانضباط والتفاني، هذا الذى جعل منه المسؤول عن الأمن الوطني بمدينة نصر، إنه المقدم محمد مبروك. ذلك المنصب الذى لا يصل إليه إلا عقيد متمرس، حسب ما افادت به قادة شرطين، ولكن نظرًا لكفاءته العالية أسند إلية اللواء "خالد ثروت" مساعد وزير الداخلية ومدير الأمن الوطني، إدارة مدينة نصر للأمن الوطني والمسؤول عن ملف "التطرف والإرهاب". المقدم محمد مبروك محمد أبو خطاب "الضابط بقطاع الأمن الوطني"، من مواليد 1974 بالقاهرة تخرج من كلية الشرطة دفعة سنة 1995، وانتسب الى أمن الدولة في سنة 1997، ولحق بقطاع أمن الدولة بمدينة نصر حتى شهر مايو 2011 قرابة 14عامًا، إلى أن تم نقلة الى قطاع الأمن الوطني بالجيزة، وظل يعمل بها حتى ال30 من يونيو، حيث قام اللواء خالد ثروت مساعد وزير الداخلية ومدير ادارة الأمن الوطني، بإصدار قرار بنقلة الى إدارة الأمن الوطني بمدينة نصر، ليكون المسؤول عنها، وذلك لكفاءته وانضباطه، وأيضًا المسؤول عن ملف "التطرف والارهاب". حفلت حياة المقدم محمد مبروك بالعديد من القضايا الهامة والبالغة الخطورة والحساسية، التي أشرف عليها، ومنها قضية "خلية مدينة نصر"، وقد أشرف على تحريات هروب الرئيس المعزول واتباعه من سجن وادى النطرون، وكذلك هو من أجرى التحريات عن احداث مكتب الارشاد، وكذلك احداث المقطم، واحداث شارع النصر، ورابعة العدوية والنهضة، وجامعة القاهرة، كما إنه ساهم في القبض على قيادات الإخوان من خلال تحرياته، بدءًا من خيرت الشاطر حتى محمد بديع. لكن هل تنتهى قصة «الثأر والدم» بين الشعب و«الإخوان» الآن؟ لا، ولن تنتهى أبدًا.. تخسر الجماعة جولة جديدة من المعركة كل يوم، لكن الشهيد لا يعود.. سيتحول إلى لعنة تلاحق الجماعة، وتلقى بها في جهنم، لكنه لن يعود.. يموت أمامه مئات، لكنه أغلى عندنا وعند الله منهم جميعًا.. «أكلُّ الرءوس سواءٌ؟». فلتهنأ روحك، ويرقد جسدك الطاهر في سلام يا «مبروك».. لن نصالح.