يعد إرهاب «الذئاب المنفردة» هو أكثر أشكال الإرهاب في العالم تطورًا في السنوات الأخيرة، ويسبب قلقًا لأجهزة الأمن العالمية، والمتتبع لهذا النوع من العمليات يعلم أن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، هو صاحب الحضور والتميز في ذلك المجال، إذ ينافس على السيطرة تنظيم ما يسمى ب «الحركة الجهادية العالمية» منتهجًا العنف المسلح في أشرس صوره والتحريض على ممارسته عبر استخدام أحدث التقنيات الاتصالية وأكثرها تطورًا. و«الذئب المنفرد»، هو الشخص الذي ينتهج أسلوبًا بعينه في إيديولوجيًا التطرف، حيث ينفذ هجومًا في أي لحظة بتمويل ذاتي، غير معتمد على التمويل الخارجي، مستخدمًا علاقاته الخارجية مع الشخصيات ذوي النفوذ للخروج من الأزمات والكبوات التي تلحق به حال وقوعه، مستخدمًا وسائل التواصل الاجتماعي ببراعة، خدمة لأهداف التنظيم، وطمعًا في الانضمام إليه، وكسب محبته، كما يلعب التنظيم الإرهابي على التكنولوجيا لحشد العديد من أتباعه عبر الإنترنت، كما أنها قنابل موقوتة تنتشر في كل الأرض لا تمنعها حدود ولا تكشفها أجهزة التعقب. ويركز التنظيم كثيرًا عبر خطابه الإعلامي على استخدام مصطلح «الذئاب المنفردة»؛ للعب على عواطف المراهقين والبسطاء، إذ تواجه أجهزة أمن الدول في العالم واستخباراتها، كبرى التحديات في التصدي لمثل هذه العمليات الإرهابية التي تعد وسيلة غير مكلفة للتنظيم الإرهابي، وتخفف عليه الضغط في مناطق تمركزه، وتصعيد الحالة المعنوية ورفعها لدى مقاتلي التنظيم، وكسب بعض المحايدين عبر جاذبية نجاح الفعل الإرهابي وطريقة تنفيذه، وتسويقها بحرفية عبر وسائط التواصل الاجتماعي. ويبعث التنظيم الإرهابي دائمًا بالعديد من الرسائل الخاصة التي اسماها «وصايا الذئاب المنفردة» لمقاتليه وأنصاره في البلدان المتواجدين بها، وحثهم على اتباعها وتنفيذها على أكمل وجه، "ابتغاء مرضات الله" و"الفوز بالجنة" حسب زعمهم. ويقدم التنظيم على بث تلك الرسائل لاغتيال الأشخاص المهمة في تلك الدول التي من أهمها، التدريب الدائم للأفراد، وأن يكونوا من خارج منطقة التنفيذ حتى لا يتعرف عليهم أحد، ويجب أن يكونوا مؤهلين حتى لا يتردد أثناء تنفيذ العمليات الإرهابية، وأن يعمل على تأمين المكان المحيط بتنفيذ العملية حتى لا يتم الإمساك به، وأن يرصد جيدًا هدفه حتى ينفذ العلمية في وقت مناسب. وأوضح التنظيم إلى أنه يجب على قتل الشخص، أن يراعي في ذلك الوضع الاجتماعي والسياسي، مبتعدًا عن العشوائية، نازعًا العاطفية من داخله، حتى لا يعود في قراره ويشفق على قتيله، وأن يتغل حالة الرعب المتولدة لدى العدو، وأن يعمل عليها حتى يستطيع أن ينفذ مهامه في سهولة ويسر، دون الوقع في الأخطاء، ناهيًا عمليته بقتل المستهدف وليس إصابته فقط، مستخدمًا بذلك إما المسدس لاغتيال الراجلين في الأماكن المزدحمة، أو البندقية عند اغتيال أشخاص من أماكن بعيدة. وعبر التنظيم عن آلية الهرب لدى المنفذ بعد تنفيذ مهامه، بأن يستخدم الوسائل البسيطة في الهرب، ويستحب استخدام الدراجة النارية، وأن يستعين بخبراء في المكياج من أجل التنكر وتغيير الشكل، حتى يستطيع الهرب في سهولة ويسر، ولا يتم القبض عليه.